بسم الله الرحمن الرحيم اذا اتينا لاخر سورة فى القرآن وهى سورة الناس وربطناها بأول القران الكريم ...

منذ 2020-08-05
بسم الله الرحمن الرحيم اذا اتينا لاخر سورة فى القرآن وهى سورة الناس وربطناها بأول القران الكريم سنجد إعجاز عظيم فأول القران سورة الفاتحة وقد جاءت بأسلوب الخطاب وكأن الكلام نابع من النفس يتوجه به إلى ربه من الاعتراف له بالحمد والثناء وماله من كمال الأسماء والصفات ثم الاعتراف له والافتقار والحاجة فيطلب منه المعونة بعد الاعتراف بأن العبودية خاصة لله وحده ثم التوجه إليه بطلب الهداية والتوفيق إلى طريق من أنعم عليهم ربهم بالهداية وفازوا بنعمة الود والرضا والأمن والسلام والرحمة والرفعة والعزة وان يحميهم ويجنبهم طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين ولعل من أسباب الضلال الجهل والإعراض أو ترك الاستجابة بعد العلم عنادا أو كبرا أو اتباع الشهوات اوبسبب شبهة وتلبيس للباطل ثوب الحق
ولا تخالفنى أن الشياطين توسوس للإنسان كذا بعض الناس يقوم بمثل ما تفعل الشياطين فيكون سبب فى ضلالة بنى ادم ولعل من المداخل لتلك النفس باب الشهوة وباب الحسد والكبر ونشر الشبهات والافتراءات ولعل سورة الناس جاءت بأسلوب التلقين وطلب الاستعاذة من أسباب الضلاله ولكن بأسلوب الاعتراف لله عز وجل بانه رب الناس ومالكهم والههم لا رب لهم ولا اله سواه وان كانت سورة الفاتحة كان فيها الثناء ب رب العالمين في الفاتحة فيقابلها رب الناس وكلمة ملك الناس يقابلها مالك يوم الدين وكلمة اله الناس يقابلها إياك نعبد واياك نستعين
ولعل اختيار هذه الكلمات تشير إلى أن النعمة منه وحده والملك بيده وحده فلا تنبغى العبادة الا له وحده لأنه لا اله معه
كما أن الضر والنفع بيده وحده والملك بيده وحده وهو الذى ياتى بالصبح وهو القاهر فوق عباده يقهر المرض فيأتى بالصحة ويقهر الصحة فيأتي بالمرض ويقهر الحياة فيأتي بالموت ويقهر بالموت فيأتي بالحياة ومن وقهره أنه لو اجتمع الناس على أن يضروك بشيء لن يضرك الا بشيء قد كتبه الله عليك ولعل هذا مشار إليه فى سورة الفلق
وفى سورة الإخلاص إشارة إلى أنه الملك الصمد السيد الغنى عن سواه المتفرد والمفتقر إليه من سواه وليس له ولد يعين ولا والد يمنع ولا مكافيء يضاده فى أمره وهذه إشارة إلى عبادته وحده فلا واسطة بيننا وبينه فلا يلتفت القلب إلى سواه كما فيه رد على كل الطوائف الضالة والتي اتخذت الها مع الله وهذا فى سورة الإخلاص
وبين اول سورة وهذا السور الثلاث جاء القران الكريم يعرفنا بربنا وأسماء وصفاته وان الملك بيده يدبره ويتوكل أمره وهو الخالق الذى خلق الخلق وهداهم كل لما خلق له ومن جملة هؤلاء الخلق بنو آدم فتعهدهم بالرسل وإنزال الكتب وقد صدقهم بالمعجزات والآيات وقد حدث وان وقف أمام دعوتهم من شكك فيها أو أعراض عنها إتباعا لشهوته أو عنادا وكبرا وقد وقف أمامه من صد الناس عن الحق ووقف بالافتراءات وتلبيس الحق بالباطل وقد حدث أن انحرف الناس عن عبادة الله واتخاذ وسطاء ونسبوا له الولد ومنهم من وصفه بالفقر وأمام كل هذا جاءت الآيات ماين اول سورة وأخر ثلاث سور تعيد بناء العقلية الفكرية هذه تخاطب العقول والقلوب وتداوي النفس من أمراضها وتدلها على ربها وصدق أنبياءه وماينتظرهم فى الاخرة إن هو آمن أو كفر كل ذلك تعالج موانع الهداية وتعيد العقول إلى الحق والفطرة إلى حالتها التى فطرها عليها تكشف زيف الباطل وتحق الحق وترسم فى النفس طريق الحق مثل ما يحدث من معالجة نسخة الويندوز أو نظام الكمبيوتر لتاهله للعمل والتلقى بدل رفض المعلومات بسبب الفيروسات والامراض وكما تدخل المعلومات ليتعرف عليها الجهاز ومن ثم تسطيبات وتجهيزه
جاءت سورة الفاتحة تعمق المعانى فى النفس ليقولها القاريء وكأنها خارجة من قلبه وهذا فيه انطاق النفس بالحق ثم بعد الرحلة الطويلة مع الآيات يكون التلقين والتثبيت والتحسين والحماية وبهذا جاءت هذه السور التى فى الختام ثم بعد أن تلقاها الإنسان واعترف بها وثبتت لديه يبدأ قراءة القرآن مرة ثانية بلسان المعترف المقر الخاضع المنيب المفتقر إلى مولاه فيزداد نورا على نور فكلما قرأ ازداد ايمانا وان حدث له شيء من وسواس الجن والإنس فمعاودة القراءة مرة ثانية تزيل ذلك كله ولعل هذه كلمة موجزة والله اعلى واعلم
  • 0
  • 0
  • 175

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً