عاطفة الأمومة

منذ 2012-08-24
ا كتبها محمد المنصوري ، في 3 يوليو 2010 الساعة: 11:59 ص


السبت 21 من رجب 1431 هـ


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده .. والصلاة على من لا نبي بعده .. وعلى آله وصحبه .. وسلّم تسليما كثيرا .. وبعد :

من المشاهد القليلة التي هزّتني من الأعماق بعنف : مشهدُ أمٍ عطوف رحيمة ، كانت تــُعَدّل هيئة طفلها المُعاق ، وقد وقفت وأسندته إلى حقيبة أحد السيارات المتوقفة في جانب الطريق .

كان هذا المشهد قريبا من أحد المستشفيات في وقت الظهيرة ، والطفل قد ظهرت عليه علامات إعاقة مُعينة لستُ أدرك كنـهـها ، ولكنه كان لا يقوى من أمر نفسه على شيء ، ولا أن يُقيمَ ظهره ! إلا إذا أسندته تلك الأم العطوف ، وقد ارتفعت درجة حرارة الجو ، حتى لا تكاد تنظر في وجه أحد إلا وتراه مُكفهرا مُتجهِّما ضَجِرا .

وهي مع ذلك كله رؤوم تبَشُّ وتتبسّم في وجه ولدِها ، وتضُّمه بحنانٍ إلى صدرها ، وتقبِّلُهُ على وجنتيه وبين عينيه ، وتغمره بعاطفة جيّاشة ، قلَّ أن ترى لها مثيلا في هذه الأزمان ، حتى ترقّ القلوب القاسية ، وتلينَ الأكبادُ الغليظة لهذا المشهد ، الذي يعجزُ المرءُ عن وصفه ، وليست تَسَعُهُ الكلمات ولو كَثــُرَت .

وأظنُّ أن كثيرا قد حُرموا مثل هذه العاطفة ، وكانوا – لو رأوا هذا المشهد – ليغبطوا ذلك الطفل على تلك النعمة العظيمة التي رزقه الله إياها ، وإن لم يُدرِكها .

فبؤسا لمن رزقهم الله أبناءً صِحاحا غير ذوي علل ولا عاهات ، وهم مع ذلك يُعاملونهم بالقسوة والغلظة في المُنتهى ، تعسا لهم وأضلَّ أعمالهم .

والخاطرة مسجّلة على الرابط التالي:
http://almansoury.maktoobblog.com/1503897/
  • 5
  • 1
  • 30

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً