الإيمان بالقدر هو الإيمان بأن مايجرى فى الكون إنما بمشيئة الله وقد سبق به علمه وكل ذلك مسجل فى ...

الإيمان بالقدر هو الإيمان بأن مايجرى فى الكون إنما بمشيئة الله وقد سبق به علمه وكل ذلك مسجل فى اللوح المحفوظ فإذا كانت لديك أيها الإنسان ومشيئة فالذى أعطاك إياها هو الله وهى ليست مشيئة مطلقة فيكون ما تريد كما تريد ولكن المشئة المطلقة لمن يقول فى حق نفسه إنا كل شيء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر
ويقول ايضا إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
فهو سبحانه يدبر أمر الخلائق فهو القيوم ويدبرها بحكمة ولطف فترى فى تدبيره الحكمة واللطف والرحمة وإن كان المقدور من البلاء فكم من بلاء كان سببا للخير أو دفع بلاء أشد منه وفى قصة يوسف عليه السلام دلالة وفى خرق العبد للسفينة دلالة أخري
فاالله هو الذى يدبر الأمور فهو الذى يدبر أمر المخلوقات وأجراها بسنن تحكمها بإذنه لا تخرج عن قبضته وقهره ويدبر أمر الحياة بأن ربط الأسباب بالمسببات وفى ذات الوقت لا تخرج عن قهره وقبضه وإرادته وذلك حتى لا نخاف إلا من الله ولا نرجوا إلا إياه فالرزق والموت والحياة والضر والنفع والخفض والرفع والإعزاز والإذلال كل بيده وفى ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك
ويضع لنا قانون عام فيقول احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو أنى فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل