دعوة إلى محبة الله عزوجل من أسباب محبة الله إدراك العبداتصاف ربه بالكمال والجمال ومن الأسباب ...

منذ 2020-08-20
دعوة إلى محبة الله عزوجل
من أسباب محبة الله إدراك العبداتصاف ربه بالكمال والجمال
ومن الأسباب أيضا رؤية الإحسان منه
سبحانه وتعالى
ومعنى كلمة أسباب محبة أى ما بسببه يجد الحب به طريق يصل الى القلب
أما عن السبب الأول وهو إدراك العبد اتصاف ربه بالكمال والجمال
فهذا الإدراك وسيلته المعرفة وتأتى عن طريق مطالعة كتابه عزوجل والذى مقصده الأول هو التعريف بالله التعريف بأسماءه وصفاته والتعريف بأمره ونهيه فهو يطوف بالنفس فى الملأ الأعلى تاره وفى الملكوت تارة وفى حياة الناس والأحياء تارة أخرى ويطوف بالنفس فى الدنيا كما يطوف بها فى الآخرة
وإن جاء الأسلوب فى بعض الأوقات بأسلوب الحوار وعظا أو مجادلة
فهو يرغبها فى رحمته ويدعوها إلى المغفرة وسبيل الفوز بالنعيم والرضا كما يحذرها شدة بطشه وانتقامه إن اساءت وجحدت وعصت
فهو محمود لرحمته وهو محمود لبطشه وانتقامه فلو أنه رحمته للجميع على السواء الظالم والمظلوم والمحسن والمسيء والصالح والطالح لكان ذلك ذما وقدحا فى عدله وحكمته
ولوكان بطشه بالجميع الظالم والمظلوم والمحسن والمسيء لكان ذما أيضا
ولكنه رحمن رحيم ورؤوف وغفور وودود وشكور كذلك شديد العقاب وذو بطش وانتقام فله الحمد لا نيأس من رحمته ولا نتجرأ على معصيته
وحكمه فى الثواب والعقاب عن عدل لا ظلم ولا جور
فهو يحاسب الخلق على أعمالهم فلا يضيع من أعمالهم شيئا كما أن حسابه للعباد مصحوب بالرحمة والعفو والغفران فرحمته تغلب غضبه
فكم تجد من عفو الله ورحمته يوم القيامة
ثم إنه فى الجزاء للطائعين شكور وودود يضاعف الثواب ويمنح بركات وده التى لا منتهى لها من الرحمة والرضا ورفعة الدرجات والأمان والسلامة وزيادة الهداية والتيسير والتسهيل والتوفيق وذوق حلاوة الإيمان وطمأنينة القلب وسكينة الفؤاد ونعيم الآخرة على شتى أشكاله وألوانه
ثم إنه صبور وحليم مع علمه بالعصاة وقدرته عليهم فلا يتعجلهم بالعقوبة بل يدعوهم إلى المغفرة والتوبه فإن تابوا تاب عليهم وإن أبوا إلا المعصية فلا ينتظرهم إلا جزاء ما قدمت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا

كما أنه سبحانه وتعالى له صفة العظمة والكمال والجلال والكبرياء والمجد فهو العلى العظيم الكبير المتعال الماجد المجيد سبحانه وتعالى المتكبر الذى تكبر عن السوء فلا يفعله( يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى فلا تظالموا )

وهو المتكبر عن قبول الردىء من العمل بسبب النية السيئة (أنا أغنى الأغنياء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه)
كذلك لا يقبل العمل الردىء بسبب خبثه (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)
ولا يشرع لعباده إلا ما فيه الخير ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)
وفى الحديث (إن الله جميل يحب الجمال)
وهكذا اسماءه سبحانه وتعالى كلها تدل على كماله وعظمته وهى فى ذاتها فى درجة العظمة والكمال فله من كل صفة الكمال
فهو العليم الذى تنزه عن الجهل بل إنه من كمال علمه لا يخفى عليه شيء فى الأرض ولا فى السماء هو الشهيد وهو الخبير فكل شيء له مشاهد له سبحانه وتعالى وخبير بأسراره وبواطن أمره فهو عالم الغيب والشهادة
وهو سبحانه وتعالى سميع بصير تنزه عن ضد هذه الصفات بل له درجة الكمال من هذه الصفات فلا يغيب عن سمعه صوت ولا يشغله صوت عن صوت وهو بصير بكل شيء لا يحجبه شيء عن شيء
وهو سبحانه وتعالى القادر القدير تنزه عن العجز بل من صفة القدرة درجة الكمال فلا يعجز عن شيء إنما أمره إذا أراد شيءا أن يقول له كن فيكون فهو القادر القدير المقتدر القوى المتين
وهو العزيز الذى لا مثيل له والغالب الذى لا يغلب وهو القهار الذى له الإستيلاء الكامل على ملكه فلا يتأبى على أمره شيء يقهر الموت فيأتى بالحياة ويقهر الحياة فيأتى بالموت ويقهر الصحة فيأتى بالمرض ويقهر المرض فيأتى بالصحة ويقهر خلقه جميعا بالموت فهو الحى الذى لايموت والذى يقهر الظالمين

ثم إنه سبحانه وتعالى حكيم فى أقواله وأفعاله يدبر الأمور بحكمة ويسوقها بلطفه فهو تدبير مقرون بحمكمة كما هو مقرون بلطف فكم من بلاء قدره لحكمة وكم من بلاء كان فيه من ألطاف الله مافيه مما يدهش العقول
فكم من عاصى لولا البلاء ما تاب وما تضرع إلى الله
وكم من بلاء كان سببا فى السعى والأخذ بالأسباب
وكم من بلاء كان سببا فى تحصيل المعاش والأرزاق
وكم من بلاء ارتبط به طاعة وتشريع مثل عيادة مريض وزكاة وصدقة وإقراض محتاج وتنفيس كرب مكروب ومهموم وإطعام لجائع وتعزية مصاب ومواساة وإيثار وتوكل فى دفع هذا البلاء على الوكيل الولى الحى القيوم سبحانه وتعالى

وكم من بلاء قدره الله ليرقى به العبد به فى الدرجات
وكم من بلاء جعله الله اختبارا لينظر إلى الصابرين والراضين فيرحمهم والى المتسخطين فيجازيهم بما هم أهله
وكم من بلاء رفعت يد بالدعاء لدفعه

وكم من بلاء تلذذ به الصالحون رضا وحسن ظن فى ربهم الذى يطيعونه ويحبونه حسن الظن من حسن العبادة
وكم من بلاء كان عقاب ليعتبر الناس
وكم من بلاء كان فيه لطف من الله فكم من بلاء كان سبب فى نعمة ومنحة
وكم من بلاء كان سببا فى دفع ضر أعظم منه
فهو سبحانه وتعالى الحميد الذى له الحمد والمدح والثناء كله فى أقواله وأفعاله وفى تشريعاته وقى ثوابه وعقابه وفى منعه وعطاءه
وأما السبب الثانى وهو رؤية الإحسان منه
وخلاصته وما بكم من نعمة فمن الله
نعمة الإسلام نعمة اليقين من الله فهو الذى أرسل الرسل ونزل الحجج البينات التى هى سبب اليقين
كم أن نعمة الإسلام نعمة لا يساويها نعمة أخرى لأنها السبيل إلى نعمة الله عزوجل فى الدنيا والآخره فبدينه تسقيم الحياة وبهداه لا ضلال ولا شقاء به تنتظم الدنيا فهو دين الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله عزوجل هو دين يتقرب فيه العبد إلى ربه بالصلاة والذكر كما يتقرب اليه بالإحسان إلى الخلق وكف أذاه عنهم
دين يهدف الى نشر الرحمة بين الناس وكف الظلم والإعتداء نشرا للعدل والإحسان دين يحفظ الكرامة ويراعى المشاعر من أن تهان أو تجرح دين يعمل على التوازن فلا تطغى الدنيا على الآخرة ولا تنسيه الآخرة حظ نفسه من الدنيا بل جعل من السعى على المعاش عملا صالحا ومن قضاء الشهوة فى حلال صدقة لها أجرها إذ بها يكف نفسه عن الحرام وجعل من حسن المنظر والسمت دون كبر أو تعالى جمال يحبه الله
ثم إن فى الإستقامة على الإسلام سبيل إلى نعم أخرىلا تعد ولا تحصى نستأنس بذكر بعضها من الفوز بمعية من الله ورضا وتوفيقا وحبا وودا وقربا منه والفوز بالولاية والسلامة والأمان فالله يكون وليه ووكيله أضف إلى ما ينتظره فى الآخرة من الرحمة والمغفرة والعفو والرضوان والجنان على ما فيها من كل ما تلذ به الأعين وتشتهيه الأنفس
فإذا انتقلنا إلى النعم الأخرى فمن ذا يستطيع عدها وإحصائها (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )(وما بكم من نعمة فمن الله )
فإذا وجدت نفسك يا عبد الله قد فقدت نعمة يتمتع بها غيرك فاعلم أن الله سيعوضك مكانها من الجزاء ما تقر به عينك إن صبرت ورضيت ففى الحديث (إذا ابتليت عبدى بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة )حبيبتيه يعنى عينيه وفى الحديث (ما لعبدى المؤمن عندى جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا فصبر إلا الجنة )
وفى الحديث (يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمسمائة عام)
وفى الحديث (يود أهل العافية حين يعطى أهل الثواب الجزاء لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض
وفى النهاية بعد ذلك لا طريق لك بالفوز إلا أن يحبك الله إلا أن تكون متبعا لرسوله صلى الله عليه أجمل الناس خلقا وعباده وفى الحديث( إن الله جميل يحب الجمال )
وفى القرآن( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
وتأمل قوله غفور رحيم سيتجاوز عن الذنب ويمحوه إن تبت ويزيد بالرحمة إن أطعت فتطهر من الذنوب وأقبل عليه طائعا تجد حبه ووده (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
  • 0
  • 0
  • 93

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً