لكن متى بدأ اتخاذُ يوم عاشوراءَ يوم حزن ولطمٍ ومآتم؟ هذه البدعة الشنيعة لم تكن موجودةً في القرون ...

منذ 2020-08-29
لكن متى بدأ اتخاذُ يوم عاشوراءَ يوم حزن ولطمٍ ومآتم؟

هذه البدعة الشنيعة لم تكن موجودةً في القرون الثلاثة المفضلة بشكلها المنظم الجماعي، وهذا الأمر باعترافِ الشيعة أنفسِهم، فقد ذكر المحققُ الحلي الرافضي: أن الجلوسَ للتعزيةِ والمآتمِ والحزن، لم يُنقل عن أحدِ من الصحابة والأئمة، وأن اتخاذه مخالَفةٌ لسنةِ السلف.


ولكن متى بدأت؟

'بدأت في القرن الرابع سنة 352هـ في عهد دولة بني بويه الفاطمية الرافضية، وبعد هذا العام أصبح الرافضةُ يقيمون كل عام مآتمَ الحزنِ والنياحة، وقد أخذت طابعاً سياسياً عاماً، وأصبحت جزءاً من الكيان الشيعي عندما استلم السلطةَ الشاهُ إسماعيلُ الصفوي مؤسسُ الدولة الصفوية في إيران، والذي أدخل إيرانَ في التشيع، وخلق تماسكاً للوقوف أمامَ أطماعِ الخلافةِ العثمانيةِ المجاورةِ لإيران، ولا شك في أن ضربَ الرؤوسِ وشجَّ الرأسِ حداداً على الحسين في يومِ العاشر من محرم تسرب إلى إيرانَ والعراقِ والهند، في إبَّان الاحتلالِ الإنجليزي لتلك البلاد.


إن ما يفعلُهُ هؤلاءِ المبتدعة بدعةٌ منكرةٌ ومحدثةٌ ضلالة، فلم يسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراءَ شيئاً من هذه الأمور، بل نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن لطمِ الخدود، وشقِّ الجيوب، والدعاءِ بدعوى الجاهلية، وهذا منهيٌ عنه عند حديثِ عهدٍ بالمصيبة، أما فعلُ هذه المنكراتِ مع تقادمِ العهد بها، ومرورِ أكثرَ من ألفٍ وثلاثمائةِ سنة عليها، فعقوبتُه أشد، وقد أجمعَ أهل الإسلام على تحريمِ النوح حتى الشيعة أنفسهم، كما ذكر ذلك بعض علمائهم.


ثم إن المتأملَ في ما يصنعونه من إظهارِ الجَزَعِ والحزنِ عند ذكرى مقتل الحسين - رضي الله عنه -: أكثرُه تصنعٌ ورياء، فقد كان أبوه عليٌّ - رضي الله عنه - أفضلَ منه، وهم لا يتخذونَ يومَ مقتلِه مأتماً مثلَ يوم مقتل الحسين، وكذا يوم مقتل حمزة بن عبدالمطلب عمِّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، الذي مثَّل به بعضُ بني أمية بعد مقتله، لا تذكره الشيعة، ولا يقيمون المآتم، وهذا عثمانُ أفضلُ من عليٍّ ومن الحسين، قُتل وهو محصور، وذُبح من الوريدِ إلى الوريد، ولم يتخذْ الناسُ مقتلَه مأتماً، وكذلك عمر رضي الله عن الجميع، ثم إنَّ ما يحصل في هذه المآتمِ من بدع كثيرة، وسب للصحابة والسابقين الأولين، ومنكرات، وقد كان قصدُ الشيعةِ فتحَ بابِ الفتنِ والتفريقِ بين الأمة، وإثارةَ الشحناءِ والبغضاء، وكان يؤدي في أوقاتٍ كثيرةٍ إلى قتالٍ وإزهاقِ أرواحٍ ونهبِ أموالٍ ومصائبَ عظيمة، فهم يريدون إثارةَ الأحقادِ على أهل السنة.

ثم إننا نسألُ الرافضةَ سؤالاً: لا ريب أن الحسين رضي الله عنه قتل مظلوماً،ولكن أيُّ فائدةٍ لتكرارِ البكاءِ والنحيب، وإقامةِ المآتمِ عليه بعد مُضيِ أكثر من ألفٍ وثلاثمائة عام؟ ما هي الجدوى؟!..ولكن الله عز وجل صدق إذ قال: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23].


خطر الروافض
✎عيبان ناصر احمد النقيب
  • 1
  • 0
  • 101

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً