اقرأ باسم ربك الذي خلق هذه أول آية نزلت فى القرآن الكريم وكان النبى وقت نزولها يقرأ المخلوقات من ...

منذ 2020-09-04
اقرأ باسم ربك الذي خلق
هذه أول آية نزلت فى القرآن الكريم وكان النبى وقت نزولها يقرأ المخلوقات من حوله بطريقة التفكير
فكانت المخلوقات هى الورقة التى يقرأها فهو أمى لا يقرأ ولا يكتب فى قرطاس
ولكنه يقرأ قراءة متاحة لجميع العقلاء وهى قراءة الملكوت قراءة المخلوقات
وهنا تأتى الإشارة إلى تعليمه وتعليم الجميع بعض الإرشادات حين يقرأ
ثم ضرب لذلك مثالا يوضح المراد
فيقول له اقرأ ولكن يقرأ ماذا أين المفعول ربما يكون المفعول محذوف للتعميم أو أن المفعول اسم ربك والباء زائدة
وعلى كل فيكون المعنى اقرأ مبتدئا قرائتك ببسم الله ويؤيده قول الرسول صلى الله عليه وسلم كل أمر
ذى بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر
أو يكون المعنى اقرأ قراءة متلبسة ببسم الله وهذا لا يتعارض مع المعنى الأول لأن الإنسان سيقرأ وقد استحضر فى ذهنه وباله ذكر ربه واسم ربه
أو يكون المعنى اقرأ اسم ربك فى الأمر الذى تقرأه
وهذا لا يتعارض مع المعانى التى قبله فهو يبدأ قراءته ببسم الله ويستحضر فى باله اسماء ربه وحينها سيقرأ آثار اسماء ربه فى كل ما يقرأ
ويؤيد هذا المعنى قوله تبارك وتعالى ( فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها )
فالإنسان إذا قرأ وقد استحضر فى باله اسماء ربه كانت قراءته طيبة لأنه سيقرأ آثار اسماء ربه فسيرى فيما يقرأه مظاهر القدرة التى هى أثر من أثار اسمه القدير وسيقرأ مظاهر الإبداع والتصوير ومظاهر القبض والبسط ومظاهر الجمع والتفريق ومظاهر الإحياء والإماتة ومظاهر اللطف ومظاهر الحكمة والإتقان والحساب ومظاهر الحفظ ومظاهر الهداية ويرى السنن والقوانين ويرى الخصائص والمنافع وكل هذه المظاهر إنما هى آثار اسماء الله فهو الخالق البارئ المصور البديع وهو القابض الباسط وهو الجامع وهو الحكم وهو الهادي وهو الحفيظ وهو المحيي المميت وهو الحكيم وهو الحسيب
ثم ضرب مثالا يوضح ويبين فيه وهو خلق الإنسان فذكر له مرحلتين الأولى تمثل مرحلة من مراحل البداية وهى (خلق الإنسان من علق)
والمرحلة الثانية (علم الإنسان مالم يعلم) وبين المرحلة الأولى والتى يسبقها العدم والمرحلة الثانية والتى يسبقها عدم العلم ينطلق العقل والذهن يقرأ اسماء ربه الحسنى وآثارها فيقرأ بأنه بقدرته خلقه ومن علمه علمه ومن نعمه أمده
وكيف للنطفة قد اجتمعت وانسجمت من ماء الرجل والمرأة وكيف لهذه العلقة أن تتخلق من دم غليظ فتصير جسدا كاملا مهيئا للسمع والبصر والفهم والإحساس والمشاعر والإدراك وقابلية التعلم والتعليم والتخاطب والبيان ونقل العلوم والمعارف واستكشاف الأمور والإهتداء للإنتفاع بالمنافع التى خلقها الله فى الأشياء
( والذى قدر فهدى)
وكل ماتقرأ وأنت على معرفة باسماءه الحسنى وفى بالك ومستحضرة فى ذهنك سترى الكثير والكثير من آثار اسماءه الحسنى والتى هي نور القلب
ونقول فى ذلك شعرا
وقطرة من نور العلم تثير شوقى إذا مست فؤادى
فيطير قلبى فى الملكوت فيرى نور من قد هدانى
  • 1
  • 0
  • 90

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً