الجنة والنار يقول سبحانه {{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ...

منذ 2020-09-19
الجنة والنار
يقول سبحانه {{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) }} " ق "
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِين : أي قربت لهم ثم يقال لهم {{ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ}} فيدخلون جنة عرضها السموات والأرض {{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }} " أل عمران , 133 "
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ : أي أنها معدودة الآن وجاهزة لهم فوق السموات السبع عند سدرة المنتهى {{ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) " النجم " فلما يدخلونها يجدون فيها ما يشاءون من النعيم بل يزادون بما هوأكبر من ذلك رضوان الله ورؤيته {{ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }} وقد فصل القرآن في وصف نعيمها وجاء فيه كل صور النعيم التي يتمناها الإنسان من ذلك قوله سبحانه {{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) }}"الرحمن "
بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ : أي من حرير الجنة
وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ : أي أن ثمار الجنة وفواكهها قريبة من المتكئ على فرش الحرير تلك فيسهل عليه اقتطافها دون بذل مجهود فالجنى هو ما يقتطف من الثمار ودان بمعني قريب يسهل اقتطافه فالآيات تصور صور من النعيم لا يوجد مثلها عند أنعم المنعمين في الدنيا إنها جنان النعيم المعدودة في الجنة لكل من خاف مقام ربه فتكون له تلك الجنتان يتنعم بنعيمهما ويتنعم بما في الجنة من النعيم تشهيه النفس ويعجز عن تخيله الإنسان فأزواجهم الحور العين كأنهن الياقوت والمرجان لجمالهن وندرته فهن شديدات البياض والجمال أبكار قاصرات على أزواجهن لا ينظرن لغيرهم من الرجال {{ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ }}
" الصافات , 48-49 " : يرى مخ سيقانهن من وراء اللحم والعظم من شدة الحسن والجمال كما في الصحيحين عن أبي هريرة
أنيتهم الذهب والفضة {{ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }} " الزخرف 71 " , {{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِين{{ " الواقعة , 18 "
مِّن مَّعِين : من فضة
خدمهم غلمان مخلدون شديدو الحسن والجمال {{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ }} " الطور , 24 "
أكلهم أنواع ما تشتهي الأنفس من اللحوم المشوية والفواكه اللذيدة {{ وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ }} " الطور , 22 "
شربهم أنواع ما تشتهي الأنفس من المشروبات {{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ }} " محمد , 15 "
لباسهم أنواع الحرير الجيد ( السندس والاستبرق ) {{ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا }} " الإنسان , 21 "
سياحتهم يتبوءون من الجنة حيث شاءوا {{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }} " الزمر ,74 "
مساكنهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار {{ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ }} " الزمر , 20 " : من أجل فهم الآية تخيل أن ترى قصرا شامخا وطويلا من عدة طوابق وهذا القصر تجري من تحته الأنهار وله جنتان فيهما أنواع الثمرات والفواكه وسبل الراحة والنعيم من الأسِرَّة وحور العين والخدم يحملون صحاف من الذهب مملوءة بما تشتهي الأنفس من اللحوم والمأكولات وأباريق وأكواب وكؤوس من أنواع المشروبات وكل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من النعيم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ إنّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إضَاءَةً، لا يَبُولُونَ، وَلا يَتَغَوَّطُونَ، وَلا يَتْفِلُونَ، وَلا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ، وَأَزْوَاجُهُمُ الحُورُ العِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيْهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعاً فِي السَّمَاء }} " متفق عليه"
وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ : أي عرقهم مثل رائحة المسك
وَمَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ : المجامر هي المواقد الصغيرة التي يوقد عليها عود الطيب
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه- قال: {{ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله -تعالى-: أَعْدَدْتُ لعِبَادي الصَّالحين ما لا عَيْنٌ رأَت، ولا أُذُنٌ سَمِعَت، ولا خَطَر على قَلب بَشَر، واقْرَؤُوا إن شِئْتُمْ: (فلا تَعلم نفس ما أُخْفِي لهم من قُرَّة أَعْيُنِ جَزَاءاً بما كانوا يعملون}} " الصحيحين "
لهم الأمان التام من كل ما يخافه الإنسان من الفناء والمرض والبؤس والشيخوخة
عنْ أَبِي سعِيدٍ وأَبي هُريْرةَ رضِي اللَّه عنْهُما أَنَّ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال: {{ إِذَا دخَلَ أَهْلُ الْجنَّةِ الجنَّةَ يُنَادِي مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا، فَلا تَمُوتُوا أَبداً وإِنَّ لكُمْ أَنْ تَصِحُّوا، فَلاَ تَسْقَمُوا أَبداً، وإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلا تهْرَمُوا أَبداً وإِنَّ لَكُمْ أَن تَنْعمُوا، فَلا تَبْأسُوا أَبَداً }} " رواهُ مسلم "
وأفضل ما يرون من النعيم والكرامة هو رؤية الله تعالى ورضوانه {{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) }} " القيامة "
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَال }} إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ، فَيَقُولُ : هَلْ رَضِيتُمْ ؟ ، فَيَقُولُونَ : وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، فَيَقُولُ : أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ؟ ، فَيَقُولُونَ : يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا }} " الصحيحين "
إن الآيات والأحاديث في وصف الجنة ونعيمها أكثر من أن نحصرها هنا وأما عذاب أهل النار فنكتفي بذكر آيات معدودة في شأنه فيها من التخويف والعذاب ما يكفي للعبرة والاتعاظ يقول سبحانه {{ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) " الحج "

ويقول سبحانه {{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) }} " الفجر "
في هذه الآيات صفة جهنم وعذاب من يدخلها من كفرة الإنس والجن فلا تمتلأ وتطلب المزيد{{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ }} وتظل تطلب المزيد حتى يضع الله فيها قدمه فتمتلئ حتى تصدر أصواتا فتقول قَطِ : أي أكتفيت كما جاء في الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {{ لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ، حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ ، فَتَقُولُ قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ.}} .

5f5a37544c79c

  • 0
  • 0
  • 48

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً