مفاتيح الطريق الصحيح

منذ 2012-09-05
االحمد لله وبعد:
فإن أعظم نعم الله علينا أن جعلنا مسلمين حيث تاه غيرنا وراء عقله وهواه دون اتباع هدى الله فجُن البعض ومات البعض وأقرَّ البعض بعد تضييع عمره بهذه الحقيقة وهي أن خالق هذا الكون واحد لا شريك له ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ومن تدبَّر في هاتين الصفتين وجد أنهما الأنسب في ذلك الموطن لأنه سبحانه هو الذي يَصف نفسه، فكل إنسان يتدبر سيفهم المعنى الصحيح فالله سبحانه بفضله وكرمه يهب للإنسان الفهم لكنه بحكمته ورحمته سبحانه يهب هذا الفهم لمن يجتهد كما في الحديث القدسي:(من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه).
فمن الذي يريد أن ينال هذا الشرف دون بذل الغالي والنفيس ولا شك أن كل هذا البذل لابد أن يكون في الطريق الصحيح وأول البذل يكون في طلب العلم فإن صدق الإنسان وجاهد نال العلم والعمل وبذلك يكون المسير الصحيح حتى يصل إلى الغاية العظمى واللذة التي لا يُشبع منها ولا تدانيها أي لذة إنها رؤية الله سبحانه وتعالى، ولا شك أن طول الطريق وصعوبة الوصول لابد لها من استعانة بمن وضع هذا الطريق سبحانه لذلك كان باب الفقر هو الباب الذي من لزمه نال ما يرغب ونجا من كل ما يرهب ولا بد في هذا الباب من التحلِّي بالصفات التي تعين على المسير وعلى رأسها الحب والخوف والرجاء ثم الهمة العالية هذا كله مع الصبر الجميل، ولا بد من مخالفة هوى النفس والشيطان حتى يصل الإنسان وليتذكر في كل وقت وحين تلك الأسباب عن طريق تدبره لآيات الفاتحة في كل ركعة من صلاته والله الموفِّق سبحانه.
  • 1
  • 1
  • 23

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً