أحكام تخص أهل الكتاب يقول سبحانه {{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء ...

منذ 2020-10-11
أحكام تخص أهل الكتاب
يقول سبحانه {{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }} " آل عمران , 64 "
يأمرنا الله سبحانه وتعالى بدعوتهم وتبين دين الحق لهم وأننا على الدين الحنيف دين التوحيد الذي كان عليه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ولذا يقول الله تعالى لهم {{ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}} " آل عمران ,67 " ويقول {{ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }} " البينة , 5 " : إن دين الله الحق هو عبادته وحده لا شريك له مخلصين له في ذلك وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ابتغاء وجهه الكريم وأننا نحن المسلمون نؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ونومن بجميع الرسل لا نفرق بين أحد منهم يقول سبحانه {{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ }} " البقرة , 285 " أما هم فيفرقون بين رسل الله فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض يقول سبحانه وتعالى عنهم {{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) }} " النساء "

فهم يكفرون برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبئين وإمام المرسلين ويصرون على شركهم وضلالهم فاستحقوا عذاب النار خالدين فيها {{ إِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }} " البينة , 6 " .
وقد ذكر القرآن كفرهم وشركهم مفصلا من ذلك قوله سبحانه وتعالى عنهم {{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }} " التوبة , 30 "
ويقول سبحانه {{ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }} " التوبة , 31 "
وكان من عبادتهم لأحبارهم ورهبانهم أنهم إذا حرموا عليهم الحلال حرموه وإذ ا أٌحلوا لهم الحرام أحلوه وكان من عبادتهم لعيسى صلى الله عليه وسلم أنهم اعتبروه يغفر الذنوب لمن شاء وهذا لله سبحانه وتعالى وحده يقول سبحانه {{ مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }} " المائدة , 75 " : إذا كان المسيح يأٌكل الطعام فكيف يكون ربا وكيف يكون إبن الله ؟
وكفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صح عنه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: {{ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }} " رواه مسلم "
وبعد دعوتهم يجب قتالهم حتى يدخلوا الإسلام أو يعطوا الجزية يقول سبحانه {{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}}
" التوبة , 29 "
وقد خصهم الله بعدة أحكام منها وجوب مجادلتهم بالتي هي أحسن يقول سبحانه {{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }} " القصص , 46 "


ومنها أنه يجوز أكل ذبيحتهم وطعامهم يقول سبحانه {{ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ }} " المائدة , 5 " : وسبب ذلك أن ذبائحهم يذكرون اسم الله عليها ولا يذبحونها كما يذبح المشركون ذبائحهم فوافق فعلهم قول الله تعالى {{فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ }} " الأنعام , 118 " وفي الموطأ حدثني يحي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له يا رسول الله إن ناسا من أهل البادية يأتوننا بلحمان ولا ندري هل سموا الله عليه أم لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ سَمُّوا اللَّهَ عَلَيْهَا، ثُمَّ كُلُوهَا}} قَالَ مَالِكٌ : وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ الإِسْلاَمِ
. فالكتابي تؤكل ذبيحته إذا ذكر اسم الله عليها ووافقت شروط الذكاة كقطع الحلقوم ونهر الدم أما إذا ذكر عليها غير اسم الله أو قتلها بالصعق وغيره فهي كذبيحة المشرك لا تحل يقول سبحانه {{ وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ }}
" الأنعام , 121 " , ويقول {{ قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا ... }} " الأنعام , 145 "
دَمًا مَّسْفُوحًا : هو ما ينهار من الدم بسبب الذبح لذا وجب ذبح البهيمة ليخرج منها فهو محرم وعليه فما مات صعقا بالكهرباء أو خنقا فهو ميتة لا يجوز أكله حتى لو ذكر اسم الله عليه لوجود الدم المسفوح فيه .
ومنها أنه يجوز الزواج بالكتابية يقول سبحانه {{ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {{ " المائدة ,5 " : وذلك من أجل هدايتها
ومنها أن الذين ماتوا منهم قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا موحدين لا يشركون بالله شيئا يتلون كتاب الله أناء الليل وهم يسجدون أثنى الله عليهم {{ لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) }} " آل عمران " .

5f5a37544c79c

  • 0
  • 0
  • 29

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً