تفسير الآيتين الأخيرتين من سورة الزخرف وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ ...

منذ 2020-10-16
تفسير الآيتين الأخيرتين من سورة الزخرف

وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)

التفسير
يستفاد من الآية أنه يجب الصفح عن المشركين لننال الأجر في الآخرة وينالوا العقوبة بسبب ظلمهم ثم علينا أن نقول لهم سلام {{وَقُلْ سَلام }} : ويتوافق هذا مع قول الله تعالى في آية أخرى{{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا }} " الفرقان , 63 " ومضمون الآيتين يفسره قوله تعالى {{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }} " النحل , 126 " الآية نزلت بعد غزوة أحد هدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنهم إذا أرادوا العقاب أو الثأر من المشركين لقتلاهم في الغزوة فليقتلوا من الكفار عدد قتلاهم ولكن إذا صبروا ولم يسعو للثأر فذالك خير لهم {{ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }}
وقد نزلت الآيتين من الزخرف بمكة والآية من سورة النحل نزلت بالمدينة وهي تفسر الآيتين وتتضمن معناهما مما يدل على عدم نسخهما فمعناهما واضح لمن له بصيرة أن الكفار لا يقاتلون من أجل الثأر بل العفو والصبر في هذه الحالة أفضل إنما يقاتلون ليدخلوا في الإسلام يقول سبحانه {{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }} " الأنفال , 39 " .

5f5a37544c79c

  • 0
  • 0
  • 539

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً