المقاصد من الجهاد يقول سبحانه {{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ ...

منذ 2020-10-16
المقاصد من الجهاد


يقول سبحانه {{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }} " آل عمران , 110 "
يستفاد من الآية أن المقاصد التي أخرجت الأمة للجهاد من أجلها هي لأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله عن أبي هريرة رضي الله عنه {{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }} قال خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام }} " صحيح البخاري "
ويقول سبحانه {{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }} " الأنفال , 39"
يستفاد من الآية أن القتال يجب أن يكون لإعلاء كلمة الله أن لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له وأن يكون الدين كله له سبحانه
عن أبي موسى أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه وفي رواية يقاتل شجاعة ويقاتل حَمِيَّةً وفي رواية ويقاتل غضبا فمن في سبيل الله فقال ر سول الله صلى الله عليه وسلم {{ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ }} " الصحيحين "
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ : الفتنه هي الشرك والردة
وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه : أن لا يعبد إلا الله ويكون الحكم بشرعه وحده لا شريك له لقوله سبحانه {{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }} " يوسف , 40 " ومن الدين الذي شرع الله القتال لأجله أن لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له وأن تقام الصلاة وتؤتى الزكاة لقوله سبحانه
{{ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }} " البينة , 5 " وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُول ُ الله وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَالِكَ عَصَمُوا مِنِي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الْإِسْلاَم وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله }} " الصحيحين "



ويقول سبحانه {{ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }} " البقرة , 251 " : لولا وجود فئة تجاهد في سبيل الله وتقاتل الكافرين لفسدت لأرض كلها بالشرك والمعاصي ولسعى الكافرون للقضاء على دين الله وهدم المساجد ودور العبادة {{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}}" الحج , 40 " : لذا كان من الحكمة في الجهاد أن لا تهدم المساجد ومراكز العلم وذكر الله وأن لا يعم الفساد في الأرض ألا نرى أن دول الكفر منشغلة في المجاهدين عن ذلك .
ويقول سبحانه {{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ(140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) }} " آل عمران "
وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ : أي يكفر عنهم ذنوبهم
وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ : يهلكهم
يستفاد من الآية أن ما يصيب المؤمنين من القرح ( وهو المصائب في الحرب ) هو ابتلاء لهم ونعمة لتقبل بعضهم شهداء وتكفير ذنوبهم وأن من مقاصد الجهاد ذلك وأن ما أصابهم يوم أحد من القرح هو أمر طبيعي في سنن الله في الحروب
ويقول سبحانه {{ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) }} " النساء , 75 " عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {{ كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ }} " صحيح البخاري "
يستفاد من الآية أن من مقاصد الجهاد رد الظلم عن المظلومين وفك أسرى المسلمين ونصرة المستضعفين .
وقد جعل الله الجهاد رحمة لهذه الأمة ( أمة محمد صلى الله عليه وسلم ) فقد كانت سنة الله في الأمم قبلها أنهم إذا كذبوا وأصروا على الشرك أهلكهم الله ولم يبقى منهم إلا الذين آمنوا واتبعوا نبيهم فيقول سبحانه {{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيرًا }} " الإسراء , 17 " , ولكن لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين شرع له الجهاد فكان ابتلاءا ورحمة للأمة يستشهد به بعض المسلمين فيدخلون الجنة ويموت عدد من الكفار بسبب عنادهم فيكونون عبرة لهم وهذا أفضل مما وقع بالأمم السابقة من الهلاك العام
لذا يقول سبحانه عن يهود بني النضير {{ وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) }} " الحشر , 12 " : ليبين أن ما حصل لهم من حصار الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته لهم والحكم عليهم بالنفي من أرضهم إلى بلاد الشام خير لهم من أن يقع عليهم العذاب والهلاك الذي وقع على الأمم السابقة ويقول سبحانه عن ما وقع بالكفار من قريش يوم بدر {{ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ((7 }} " الأنفال ,7 " : وكان قد قتل منهم سبعين رجلا فقط فهذا رحمة إذا قارناه بما وقع بالأمم السابقة من الهلاك والعذاب كعاد وثمود وأصحاب مدين . ثم إن الذين قتلوا في بدر هم أكثر الناس عداءا اللإسلام فيقول تعالى عنهم {{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }} " الأنفال , 13 "
جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: ((بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بِالأَمْسِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى سَلَى جَزُورِ بَنِي فُلانٍ فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ عَلَى كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ قالوا: إنه عقبة بن أبي معيط فَأَخَذَهُ، فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَاسْتَضْحَكُوا وَجَعَلَ يَمِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فجعل بعضهم ينظر يقول ابن مسعود لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: وَالنَّبِيُّ سَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَشْتُمُهُمْ فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلاتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ)) كلهم الذين كانوا يضحكون وكانوا يتمايلون جاء في بعض الروايات أنهم كان عددهم سبعة فالنبي – صلى الله عليه وسلم دعا عليهم قال اللهم عليك بهذا الملا من قريش ((اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هَشِامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ كما جاء في الرواية قال عبدالله بن مسعود لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِي سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ،جميعًا ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى قَلِيبِ بَدْرٍ)) يعني هؤلاء الذين دعا عليهم النبي -عليه الصلاة والسلام- قتلوا جميعًا في غزوة بدر وسحبوا إلى القليب إلى البئر.

5f5a37544c79c

  • 0
  • 1
  • 55

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً