. أحكام السبي والاسترقاق السبي والاسترقاق هو ما يقع على الذين حاربوا الإسلام من الكفار من ...

منذ 2020-10-21
.

أحكام السبي والاسترقاق
السبي والاسترقاق هو ما يقع على الذين حاربوا الإسلام من الكفار من أسرهم وأسر نساءهم وأطفالهم واسترقاقهم والحكمة من ذلك أنه يكون سببا في دخولهم الإسلام وإنقاذهم من غيابات الشرك والضلال والجهل إلى نور الإيمان والعلم وإنقاذهم من النار ودعوتهم للجنة ولذلك جاء في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : {{عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ فِي السَّلاَسِلِ }} " صحيح البخاري "
ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه أحيانا يقره ويفعله لحكمة جلية كما فعل مع أسرى بني قريظة وبني المصطلق عن أبي هريرة رضي الله عنه {{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }} قال خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام }} " صحيح البخاري " فكان ذلك لمن وقع في السبي والاسترقاق من بني قريظة وبني المصطلق عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أغارَ على بَنِي الْمُصْطَلِقِ وهُمْ غارُّونَ وأنْعامُهُمْ تُسْقى على الماءِ فقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وسباى ذَرَارِيَّهُمْ وأصابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ قَالَ حدَّثني بِهِ عَبْدُ الله بنُ عُمَرَ وكانَ فِي ذالِكَ الْجَيْشِ. " صحيح البخاري "
فقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ : يعني الذين قاتلوا ولم يفروا أو يستسلموا
وقد أحسن ر سول الله صلى الله عليه وسلم في معاملتهم فتزوج من ابنة سيدهم جويرية بنت الحارث فدخلت الإسلام وصارت من أمهات المؤمنين وقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم السبايا والذراري منهم على الصحابة رضي الله عنهم فلما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجويرية رضي الله عنها قال الصحابة أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقوهم ودخل كثير منهم في الإسلام .
وأحيانا لا يقره ولا يفعله لأجل حكمة بالغة أراها الله له كما فعل مع قريش لما فتح مكة واجتمعت قريش تنتظر الحكم فيها قال لهم ما تظنون أني فاعل بكم قالو أخ كريم وابن أخ كريم فقال اذهبوا فأنتم الطلقاء فدخلوا الإسلام .
أما المسالمين منهم الذين لم يرفعوا السلاح ولم يحاربوا دين الإسلام فليس من السنة استرقاقهم ولا سبيهم لقوله سبحانه : {{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }} " البقرة , 256 "
وقوله سبحانه : {{ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }} " النساء , 94 " : فالأصل أن نبلغهم دين الله ونسالم المسالمين منهم لذلك نهى الله الصحابة في هذه الآية لما اعتدوا على من ألقى عليهم السلام : أي طلبه منهم وكان ذلك قبل نزول هذه الآية وفي فتح مكة أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان لمن أغلق عليه بابه أي لزم بيته ولم يحارب .
ويجوز التسري بالإماء اللاتي دخلن الإسلام منهم أو كن كتابيات وهو نكاح صحيح له ضوابط شرعية مثلما للزواج ضوابطه الشرعية فبه يلحق الولد بسيد الأمة التي تسرى بها ولا يجوز للسيد التسري بأمته المتزوجة , ولا يجوز لأحد التسري بأمة غيره .
ومن الحكمة فيه أن تحصل المودة بين السيد وأمته كما حصل لمارية القبطية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أمة له أهداها له المقوقس ملك الأقباط في مصر فكانت لها مودة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وولدت له ابنه إبراهيم الذي بكى النبي صلى الله عليه وسلم عند موته .
فهل يجوز أن يكون للإماء المشركات ما كان لمارية القبطية وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتسرى بأمة مشركة فهل يجوز للمسلمين التسري بإمائهم المشركات ؟
اختلف السلف الصالح والخلف من بعدهم في هذه المسألة وكان لكل منهم أدلته فمنهم من ذهب إلى جواز ذلك ومنهم من ذهب إلى منعه كمالك والشافعي وأحمد ابن حنبل وهو الأولى والأرجح لأن التسري كما بينا نكاح صحيح يقوم على المودة والرحمة وهذا ما لم يجعله لله للمشركات في الزواج فحرم الزواج بهن وجعلهم دعاة إلى النار يقول سبحانه {{ وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }} " البقرة , 221 " :
الآية تبين لنا سبب تحريم الزواج بالمشركات والمشركين وهو أنهم يدعون إلى النار وهذا متحقق في التسري بالإماء المشركات

ويقول سبحانه {{ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }} " الممتحنة , 10 " :
في الآية أمر للصحابة بطلاق زوجاتهم المشركات مما يدل على عظم تحريم لاستمتاع بالمشركات حتى لا تكون لهم تلك المودة .

5f5a37544c79c

  • 4
  • 0
  • 2,801
  • Ali Hosaino

      منذ
    اليس السبي فقط للنساء المحاربات؟ لماذا تم سبي نساء بني قريضة في غزوة الاحزاب؟ ارجو الرد الشافي
  • Ali Hosaino

      منذ
    ما هو ذنب النساء اذا كان الرجال هم من يقاتلون؟
  • Ali Hosaino

      منذ
    ما هو ذنب النساء اذا كان الرجال هم من يقاتلون؟

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً