قتال المرتدين يقول سبحانه {{ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...

منذ 2020-10-21
قتال المرتدين
يقول سبحانه {{ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34) }} " المائدة " :
يستفاد من الآية شرطان من توفرت فيه من الجماعات والأنظمة حكم عليها بالردة وحد الحراب
الأول : أن تحارب الله ورسوله ويشمل ذلك جميع أنواع الحراب من رفع السلاح على المسلمين لإجبارهم على الحكم بالطاغوت أو لإبعادهم عن دين الله أوبدعوتهم للطاغوت والاستهزاء بشرع الله وإذلالهم وتخويفهم وغصب أموالهم ونساءهم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {{ مَنْ حَمَلَ عَلَيْنِا السِّلَاحْ فَلَيْسَ مِنَّا }} " الصحيحين "
الثاني : أن تكون الجماعة مفسدة في الأرض ومن أكبر مظاهر الفساد وجود جماعات في بلاد المسلمين تشاقق الر سول وتتبع غير سبيل المؤمنين وتدعو إليه كالأحزاب العلمانية والشيوعية يقول سبحانه {{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}}
" النساء , 115 "
فيجب على المسلمين قتال من توفرفيه هذان الشرطان حتى يتوبوا إلى الله فإذا تابوا قبل أن يُقدر عليهم سقط عنهم حد الحراب لقوله سبحانه {{ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }}
فإن لم يتوبوا إلى الله فالإمام مخير فيهم بين أربعة أحكام يحكم بأحدها على ما يرى أنه يحقق الإيمان وينصر الإسلام وهي القتل أو الصلب أو تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف أو النفي من الأرض : أي من بلاد المسلمين .
والتاريخ الإسلامي مليء بأمثال هؤلاء من عهد الرسول صلى الله عليه إلى يومنا الذي كثر فيه عددهم عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن رهطا من عكل ثمانية قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فاجتوو المدينة فقالوا يارسول الله أبغنا رُسْلاً قال ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذ ود وكفروا بعد إسلامهم فأتى الصريخ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب فما ترجَّل النهار حتى أٌتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحرة يستسقون فما يسقون حتى ماتوا . قال أبو قلابة قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا " صحيح البخاري "
وعليهم كل ما اتلفوا من مال وانتهكوا من حدود الله لأنهم خارجون في معصية الله فإذا تابوا قبل أن نقدر عليهم سقط عنهم حد الحراب وبقيت عليهم الحدود الأخرى
لأنها قصاص ونكال من الله لا تسقط بالتوبة وإذا لم يقمها الإمام عليهم فهو من الظالمين يقول سبحانه {{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }} " المائدة , 45 "
عن عائشة رضي الله عنها: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ ، فَقَالُوا : وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالُوا : وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ؟! ) ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ، ثُمَّ قَالَ : {{ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا }} " الصحيحين " .

5f5a37544c79c

  • 0
  • 0
  • 156

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً