البدع في الجهاد يقول سبحانه {{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ...

منذ 2020-10-24
البدع في الجهاد
يقول سبحانه {{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }} " آل عمران , 31 " : ألسنا نحب الله ؟ ونريد حبه لنا علينا إذن نتبع رسوله صلى الله عليه وسلم في كل أعماله ونبتعد عن البدع كلها .
ولعل أبشع أنواع البدع ما نراه اليوم من البدع في الجهاد من تمثيل بالقتلى واستباحة لقتل الأطفال والنساء والمسالمين ومخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك يقول سبحانه {{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }} " النور , 63 "
والسبب في ذلك هو ردة فعل خاطئة للمجاهدين يريدون من خلالها إرهاب الكافرين وعقابهم وينسون قول الله تعالى : {{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }}
" النحل , 128 "
إن من تقوى الله الخوف من الظلم والخوف مما يكون فسادا في الأرض أو سببا لذلك :
لذا على المجاهدين مراجعة المنهجيات في التفكير والأعمال التي قد يكون فيها ظلم وفساد في الأرض وإلحاق العار بالإسلام والمسلمين وتنفير الناس من الإسلام وهي لا توافق سنة رسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد :
أول هذه المنهجيات والأعمال استباحة قتل الذِّمِّين وهم من دخلوا أرض المسلمين مستجيرين أو لاجئين أو ضيوفا أو عاملين لمصلحة المسلمين أو كان أحد المسلمين أعطاهم الأمان على ذمته .
فكل هؤلاء ذمين فالأولى دعوتهم إلى الإسلام وتلاوة القرآن عليهم ليسمعوه يقول سبحانه {{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ }} " التوبة , 6 "
ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ : مما يعني أنه يجب تأمينهم وعلى هذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال في خطبته ما عندنا كتاب نقرأه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة فقال فيها الجراحات وأسنان الإبل والمدينة حرم ما بين عير إلى كذا فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرف ولا عدل ومن تولى غير مواليه فعليه مثل ذالك وذمة المسلمين واحدة فمن خفر مسلما في ذمته فعليه مثل ذلك " صجيح البخاري" وفي رواية أخرى ذمة المسلمين وحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل .
ومنها استباحة قتل المدنين وهو أمر محدث وبدعة تخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله سبحانه {{ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }} " المائدة , 8 " : نزلت الآية لتبين أن الإنسان لا يؤخذ بذنب غيره فإذا كان من الكفار من قتلونا وعذبونا وقتلوا أطفالنا ونساءنا فهؤلاء يُرَد عليهم بقتالهم وقتلهم يقول سبحانه {{ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }} " البقرة , 194 " : الضمير في قوله سبحانه " فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ " يرجع على المعتدي فيجوز الاعتداء عليه بمثل ما فعل من القتل والجنايات أما غيره ممن ليسوا شركاء معه فلا شك أنه لا ذنب لهم ولا عقاب عليهم في جريمة المعتدي يقول سبحانه {{ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }} " الأنعام , 164 " .
ويقول سبحانه {{ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }} " النساء , 94 " نزلت الآية لتبين لنا أن الصحابة رضي الله عنهم اعتدوا على كافر مسالم لا يحارب الإسلام وقد ألقى السلام عليهم فاعتدوا عليه فنزلت هذه الآية تنهاهم عن ذلك وتبين لهم أن هذا الكافر ربما يهتدي كما اهتدوا هم من قبل فمن الله عليهم بالإسلام بعد الكفر .
ولا يوجد مكان للمدنين إلا ويوجد فيه نساء وصبيان وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلهم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان " راجع الموطأ والصحيحين "
ومنها مخالفة ما عرف عند السلف الصالح من فقه التترس قال شيخ الإسلام ابن تيمية {{ وقد اتفق العلماء على أن جيش الكفار إذا تترسوا بمن عندهم من أسرى المسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم }} " مجموع الفتاوي , 28 – 546 ".
هذه إحدى مسائل فقه التترس عند السلف الصالح وهي ليست موافقة لما يظنه البعض حين يقومون بالتفجيرات في الأماكن المدنية المختلطة بالناس بحجة فقه التترس فمعني هذه المسألة عند السلف الصالح أنه إذا كان عند الكفار أسرى مسلمين وكانوا يُهدِّدُون أنهم إذا هوجموا من المسلمين سيقتلون من عند هم من الأسرى فيجوز مهاجمتهم إذا كان في عدمها ضرر كبير كانهزام المسلمين وعلو الكافرين في الأرض أما ما يفعله هؤلاء اليوم فهو فساد واعتداء بَيِّنٌ لأن الضحايا من المسلمين والمدنين والأطفال ماتوا بتفجيراتهم وليس بأيدي الكافرين كما في شأن الأسرى .
ومنها التمثيل بالقتلى وحرقهم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك عن عبد الله ابن يزيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن النُّهْبَةِ وَالْمُثْلَةِ " صحيح البخاري "
لنُّهْبَةِ : هي أخذ المال من صاحبه بغير حق
الْمُثْلَةِ : هي التمثيل بالقتلى كقطع بعض أعضاءهم وكإحراقهم
والذين يقومون بهذه الأفعال يظنون أنها ترهب الكافرين والعكس صحيح بل ما يفعلونه يزيد غضبهم فيتغلب على خوفهم ويجعلهم لا يستسلمون ويقاتلون حتى الموت ومثل هذه الأخطاء تنفر الناس من دين الإسلام وتنفرالمسلمين من الجهاد وتثير حمية علماء المسلمين ضد المجاهدين .
أما إذا تدبر المجاهدون قول الله تعالى {{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}} " النحل , 128 " لأقبلوا على إتباع السنة في الجهاد ولخافوا من الوقوع في هذه الأخطاء تقاة وخوفا من الله ولأحسنوا في عبادة الله وعلى خلقه لأنهم إذا فعلوا ذلك سيكون الله معهم وسينصرهم .

5f5a37544c79c

  • 1
  • 0
  • 97

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً