الإمامة في الدين والعلم يقول سبحانه : {{ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ ...

منذ 2020-10-27
الإمامة في الدين والعلم
يقول سبحانه : {{ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }} " النساء . 83 "
أُوْلِي الأَمْر : هم العلماء فكل أمر من الأمن أو الخوف يجب رده إلى العلماء المتخصصين في مجاله والمقصود هنا في لآية هم العلماء بالكتاب والسنة الذين لهم القدرة على الاستنباط منهما وهؤلاء العلماء هم من تتوفر فيهم صفات العلم والإمامة في الدين وهذه الصفات هي :
أولا : معرفتهم بالكتاب والسنة وقدرتهم على الاستنباط منهما لقوله سبحانه {{ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ }} : ويجب على العالم أن تكون استنباطاته مثبتة بأدلتها من الكتاب أو السنة فإن لم تكن كذلك فهي رأي فقهي من شاء أخذ به ومن رأى أصلح منه أخذ به .
ثانيا :أن يكون على تقوى من الله لقوله سبحانه {{ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }} " البقرة , 282 "
ثالثا : أن يخشى الله خوفا وطمعا لقوله سبحانه {{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }} " فاطر , 28 "
رابعا : أن يُعرف باليقين والصبر لقوله سبحانه {{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }} " السجدة , 24 "
خامسا : أن يُعرف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس لقوله سبحانه {{ وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165) }} " الأعراف " : فالعلماء مؤمورون بتبليغ الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن لم يفعلوا ذلك فهم معرضون أن يصيبهم ما يصيب العاصين من حب الدنيا وكراهية الموت والعقوبات والهلاك كما أصاب بعض علماء بني إسرائيل حين لم ينهوا قومهم عن معصية الله ومخالفة أمره في الصيد يوم السبت فأهلكهم الله مع قومهم ونجى العلماء الذين نهو عن ذلك {{ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }} , ولأن أمة محمد أمة أخرجت للناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجب على علماءها ذلك يقول سبحانه {{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }} " آل عمران , 110 "

5f5a37544c79c

  • 2
  • 0
  • 117

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً