النبى صلى الله عليه وسلم معلما فقد كمل الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم جميع المناقب ، ... منذ ...

منذ 2020-11-06
النبى صلى الله عليه وسلم معلما
فقد كمل الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم جميع المناقب ، ... منذ حوالي ساعة االنبى صلى الله عليه وسلم معلما فقد كمل الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم جميع المناقب ، فكان أكمل رجل عرفته البشرية ، يجد كل مقتد فيه بغيته ، فالقائد يجد بغيته ، والمعلم يجد بغيته ،والمربى يجد بغيته ، والداعى إلى الله يجد مايروى غليله ويشبع نهمته ، وكلما نظر الناظر إلى جانب من جوانب سيرته صلى الله عليه وسلم وجده مكتملا وكأن النبى صلى الله عليه وسلم قد تفرغ له وتخصص فيه وأفنى عمره فى تجويده وتحسينه . وإذا كانت مشكلة البشرية القديمة الحديثة هى مشكلة التربية والتعليم ، حتى أن المؤلفات والمحاضرات فى هذه المشكلة تتجاوز مكتبة ضخمة كتبت وألفت لعلاج المشكلة ، ومازالت البشرية فى حاجة إلى كتابات أخرى فى هذه المشكلة . فهل نجد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم علاجا ناجعا لهذه المشكلة كما اعتدنا فى جميع أمور حياتنا ؟ هذا ماسنراه فى خطبة اليومتعالوا بنا ننظر فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم لنر كيف عالج رسول الله مشكلة التربية والتعليم وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم مرب عرفته البشرية ؟. أول مايطالعنا هو: أولا : أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقوم بتحويل الرجل العادى إلى طالب علم حريص على العلم فكل تعليم لا يقوم على هذا الأساس هو حرث فى البحر أورقم على الماء إذا لم يكن الطالب حريصا على العلم مهتما به محبا له فلن يفيده التعليم شيئا . انظر إليه صلى الله عليه وسلم حين جلس فى المسجد فجاء رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبى صلى الله عليه وسلم فقال النبى صلى الله عليه وسلم : وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل ، فعاد الرجل فصلى ثم عاد فسلم فرد عليه النبى السلام وقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ،فعاد الرجل وفى الثالثة قال والذى بعثك بالحق لا أحسن غيرها فعلمنى . فانظر إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، ألم يكن فى مقدوره إذا رأى رجلا لا يحسن الصلاة أن يعلمه مباشرة ؟ أو حتى يدله على موضع الخطأ فى صلاته ليصححها ؟ لو فعل النبى ذلك لربما تعلم الرجل الصلاة أو بعضها لكن الرجل لن يتحول إلى طالب علم حريص على طلبه محب له ، لكن النبى صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يوجد طالب علم يبحث عنه فى مظانه وهو مايسمى عند العلماء بإيجاد الدافع لطلب العلم ومن طريقته صلى الله عليه وسلم استغلال الوقت المناسب والموقف المناسب لإلقاء العلم على صحابته فالمعلم الذى يلقى الدرس على تلاميذه دون أن يربطه بحادثة قد وقعت أو موقف يأخذون منه عبرة قد يستفيد تلاميذة استفادة وقتية لاتلبث أن تزول من الذاكرة مع مر الأيام ، لكن المعلم الذى يربط الدرس بمشهد يراه تلاميذه سيجعل الدرس حيا فى الأذهان لفترة وياة بل قد لاينسى تلاميذه الدرس أبدا . إن الدرس الذى يربط المعلم فيه بين مشهد يراه تلاميذه وبين تعليق من المعلم هو فى حقيقته درس يجمع بين الجانب البصرى والجانب السمعى ، والعلماء يقولون : إن استخدام أكثر من حاسة فى المذاكرة يعين على إتقان الدرس وعدم نسيانه . تعالوا بنا لنر هذا الموقف من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم مر رجل ذو شارة حسنة يركب على دابة فارهة فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ماتقولون فى هذا ؟ قالوا : هذا رجل حرى إن خطب أن ينكح ،وإن شفع أن يشفع ،وإن قال أن يسمع لقوله ، ثم مر رجل فقير فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ماتقولون فى هذا ؟ قالوا : هذا رجل حرى إن خطب ألا يزوج ،وإن شفع ألا يشفع ، وإن قال ألايسمع لقوله ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : هذا خير من ملء الأرض من هذا . انظر إالى هذا الموقف وسل نفسك ماهى الرسالة التى أراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يوصلها لأصحابه ؟ الرسالة تتلخص فى ( رب فقير لايؤبه له خير عند الله من آلاف الأغنياء) ألم يكن فى مقدور النبى صلى الله عليه وسلم أن يقولها هكذا كما قلتها أنا ؟ لماذا ينتظر النى صلى الله عليه وسلم مثل هذا الموقف ليلقى درسه على أصحابه ؟ إن السبب هو ماقلت لك ( الربط بين الجانب النظرى والجانب العملى ، واستغلال الفرص المناسبة لإلقاء الدرس ) جئ للنبى صلى الله عليه وسلم بقطع من حرير فجعل الصحابة يتعجبون من حسنها وجمالها فقال النبى صلى الله عليه وسلم : لمناديل سعد بن معاذ فى الجنة خير من هذه صعد ابن مسعود شجرة الأراك فبدت ساقاه فضحك الصحابة فقال النبى صلى الله عليه وسلم : لساقا ابن مسعود عند الله أثقل من جبل أحد كل هذه المواقف لم يدعها النبى تمر عبثا وإنما ربط فيها بين المشهد الذى سيحفر فى الذاكرة وبين التعليق الذى سيزين المشهد ويحسنه استغلال للفرصة السانحة لإلقاء الموعظة ، وربط بين مشهد عملى وتعليق نظرى ومن أسلوبه صلى الله عليه وسلم فى التعليم : الثناء على المحسن والتنبيه على الخطأ دون ذكر المخطئ باسمه فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا رأى من أحد حرصا على طلب العلم أثنى عليه بذلك ، وهذا يرفع همة طالب العلم ، ويجعله حريصا عليه . فقد سأل أبوهريرة النبى صلى الله عليه وسلم عن أحق الناس بشفاعته فقال صلى الله عليه وسلم : ماظننت أن أحدا يسألنى عن هذا قبلك لما علمت من حرصك على العلم . فانظر إلى قول النبى لأبى هريرة لما علمت من حرصك على العلم ، فهذا القول سيجعل أبا هريرة من أحرص الناس على العلم ، فلو أجابه النبى صلى الله عليه وسلم دون تعليق لما علت همة أبى هريرة فى طلب العلم ، لأن النبى أجابه كما يجيب أى رجل من أصحابه بل من عامة أصحابه ، لكن ثناء النبى عليه سيحوله إلى طالب علم نهم لايفوت فرصة فى طلب العلم ، وهذا مارأيناه فى حياة أبى هريرة رضى الله عنه . ومن سنته صلى الله عليه وسلم فى تعليم أصحابه : أنه كان يعطى لكل فرد من أصحابه حقه من البشر والنظر ، فلا يمنح طرفه لكبار أصحابه ، ولا قدامى الصحابة ولا لأهل بدر ، بل لكل واحد من أصحابه حقه من النظر وحقه من إظهار البشر به والفرح بقدومه . يقول عمرو بن العاص رضى الله عنه كان رسول الله يمنح بشره ونظره لأبغض الناس إليه يتألفهم بذلك ، حتى أنى ظننت أنى أحب الناس إليه فقلت يارسول الله من أحب الناس إليك ؟ فقال : أبوبكر . فانظر إلى معاملة النبى لأصحابه التى جعلت عمروا يرى أنه أحب الناس إليه مع أنه لم يكن كذلك . فيوم أن ينجح المعلم فى جمع قلوب تلاميذه حوله ، حتى يظن كل طالب منهم أنه أحب طلابه إليه ، هناك ولا شك سينجح المعلم فى غرس مايريد فى أبنائه ، بل ستكون المادة العلمية أحب إليهم من كل شئ ، لأنهم يحبون معلم المادة . ومن طريقته صلى الله عليه وسلم فى التعليم : الرفق بالجاهل والمخطئ ،وتعليمه باللين دون التثريب عليه . فمن ذلك : تعليمه صلى الله عليه وسلم لمعاوية بن الحكم السلمى لما شمت رجلا إلى جواره فى الصلاة فرمقه الناس بأبصارهم فلما رآهم يصمتونه سكت ، فلما انتهى النبى من صلاته علمه باللين واللطف حتى قال الرجل : مارأيت معلما قط أحسن تعليما منه ، فوالله ماكهرنى ولاشتمنى ولاضربنى فهكذا يكون التعليم جذب القلوب باللطف واللين والأسلوب الحسن فإذا نجح المعلم فى كبح جماح غضبه مع الجاهل والمخطئ ، واستطاع أن يعلمه بأسلوب حسن جميل ، فلاشك ستجد كلماته طريقا مذللا إلى قلوب أبنائه هذه رؤوس أقلام فى هذا الموضوع ، أتمنى أن تكون هادية لإخواننا المعلمين ومرشدة لهم ، وأتمنى أن تضع أرجلهم على بداية الطريق الصحيح للتعليم . والله من وراء القصد
كتبه المعتزبالله الكامل

رابط المادة: http://iswy.co/e2bqc1
  • 0
  • 0
  • 249

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً