بعض حال أهل الأرض اليوم نقصد به قول الله تعالى {{ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ ...

منذ 2020-11-08
بعض حال أهل الأرض اليوم
نقصد به قول الله تعالى {{ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) }} " النبأ " : كان سؤالهم حين نزول هذه السورة عن الرسالة وما جاء فيها من وعد ووعيد وزادت هذه الأسئلة في زمننا فأصبح السؤال الأهم عندهم يدور حول الكون وما فيه وعن الأرض ودنو نهايتها وهم في هذا يضلون عن سبيل الله ويتبعون الظن كما أخبر القرءان عنهم {{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }} " الأنعام , 116 "
يَخْرُصُونَ : أي يخمِّنُون وهو إتباع الظن
ثم تجد دنو أجلهم ونهايتهم في قوله سبحانه {{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }} " الأنعام , 123 "
نزلت هذه الآية في أكابر كفار مكة فكان مكرهم سببا في هلاكهم في غزوة بدر وهي تنبهنا إلا سنة من سنن الله في خلقه نراها اليوم وهي أن تمكين المجرمين في الأرض ليمكروا فيها يكون سببا لهلا كهم فكفار قريش هلكوا بسبب الحروب التي كانوا يمكرون بها للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه وكفار هذا العصر ارتكبوا كل أنواع الكفر والإلحاد والفجور والمكر للإسلام والمسلمين الذين لا يملكون لهم حولا ولا قوة وسيكون مكرهم ذلك سببا في هلاكهم وعقاب الله لهم حتى يرجعوا إلى الإسلام لذا يخاطبهم الله سبحانه وتعالى منذرا لهم فيقول سبحانه
{{ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ (45) وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) }} " الأنبياء " : الغريب في توافق هذه الآية مع ما نراه اليوم من عذاب للناس بسبب لاحتباس الحراري أنهم أدركوا هذه الظاهرة لما رأوا ذوبان جليد القارتين المتجمدتين الشمالية والجنوبية فبدؤا يدقون ناقوس الخطر وينذرون بظاهرة الاحتباس الحراري وما تتسبب فيه من كوارث مناخية وهو ما أشارت له الآيات فأطراف الأرض هما القارتين المتجمدتين الشمالية والجنوبية والنقص منهما هو ذوبان جليدهما لصالح المحيطات والبحار وهو علامة على عقاب الله للناس حتى يرجعوا عن ظلمهم بالكفر والإلحاد والفجور {{وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }} .

ولعل سائلا يسأل لماذا أخر الله عنهم العذاب إلى هذا العصر والإجابة في قوله سبحانه {{ فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ( (117 }} " هود "
يستفاد من الآيات أنه إذا كان في الأرض بقية من أهل الخير تأمر بالإيمان بالله وطاعته وتنهى عن الكفر به ومعصيته وكانت هذه البقية لها بعض التمكين فأهل الأرض بخير ولن يتعرضوا لتعجيل عقاب الله لهم بدليل قوله سبحانه {{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }} , أما إذا طغى أهل الكفر بالله ومعصيته وغلبوا بسبب قوتهم جاءهم العقاب من الله يقول سبحانه {{ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }} " القصص , 59 "
فليست الحرب العالمية الثانية إلا من مظاهر ذالك فهي عقاب من الله ونوع من أنواع الهلاك للكافرين لما طغوا في الأرض وغلبوا وكذلك ما يعرف بالاحتباس الحراري وتأثيره على الأرض وساكنيها وسيكون سريعا إذا طغى أهل الكفر وغلبوا ولم يكن المصلحون في الأرض قادرون على الأمر بالإيمان بالله وطاعته وإتباع دينه ين الإسلام والنهي عن الكفر به ومعصيته .
ويقول سبحانه عنهم {{ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) }} " يوسف "
لقد رأى أهل الأرض اليوم الآيات في السموات والأرض ورأوا معجزات القرءان في وصف ذلك لكنهم يصرون على كفرهم وإلحادهم والبقية منهم أكثرها إيمانه بالله واليوم الآخر لا ينفعه لأنه يشرك معه غيره في العبادة والتعظيم كالنصارى واليهود والبوذية والرافضة ألا يخافون من قول الله تعالى {{ أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }}



وكيف لا وقد رأوا الآيات في السموات والأرض الدالة على أن الإسلام دين الله وأن القرءان كلامه وتلك الآيات في قوله سبحانه {{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) }} " الأنبياء "
جاء في الآيات خمس معجزات تدل على أن الإسلام دين الله وأن القرءان كلامه وذلك في سبقها للكلام على هذه لحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا قريبا وإخبارها أن الكافرين سيرونها وهي كون السموات والأرض كانتا كتلة واحدة ملتصقة ففتقهما الله أي فصلهما بالفتق وهو الانشطار وفي هذا إشارة إلى نظرية الانفجار العظيم وكون الماء أصل الحياة في الأرض وأساسها وكون الجبال رواسي للأرض تثبتها وكون الغلاف الجوي سقفا محفوظا من الرياح الشمسية والأشعة الكونية والبرد والصقيع وهو يحفظ الأرض وساكنيها من ذلك وكون الشمس والقمر والليل والنهار كل له فلك يسبح فيه .
فالشمس فلكها الذي تسبح فيه هو أنها تجري نحو مستقرها تحت العرش فإذا بلغته طلعت على الناس من مغربها إيذانا بقيام الساعة والقمر يسبح في فلكه الذي يدور فيه حول الأرض وكذلك لليل والنهار.
والغريب أن هذه الآيات وردت في سورة الأنبياء على أن الكافرين سيرونها ثم ورد بعدها في الآية الربعة والأربعون أن الكافرين سيرون نقص أطراف الأرض وأن ذلك علامة على عقاب الله لهم كما بينا فيقول سبحانه منذرا لهم {{ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) ... }} : بدأت الآية بالإشارة إلى ما يتوهمونه من البقاء لنوقن أن المخاطب فيها هم الكافرون في هذ ا العصر الذين يَدَّعُون أن عمر الأرض هو مليارات السنين وأن الجنس البشري قد يعيش لملاين السنين وذلك في قوله {{ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ }} , ثم محضت الآية هذا الوهم بالإشارة إلى نقص أطراف الأرض الذي هو علامة على عقاب الله لهم بظاهرة الاحتباس الحراري وهو عقاب كفيل بأن يزيلهم لكنهم سيعترفون بظلمهم كما بينا.


وقد وردت لإشارة إلى هذا أيضا في سورة الدخان أن الله سيعاقبهم بدخان السماء حتى يدخلوا في الإسلام وأن ذلك ليس إلا عقابا أوليا لن يرجعهم عن الكفر بالله وتوهم البقاء إلا قليلا من الزمن ثم بعد ذلك تأتيهم البطشة الكبرى يعني الساعة يقول الله سبحانه {{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16) }} : الآيات تشير إلى عقاب الله للكفرين بدخان مبين يأتي من السماء فيغشاهم بعذاب أليم حتى يدخلوا في الإسلام ثم تشير لآيات إلى أن الله سيكشف عنهم العذاب لما يدخلوا في الإسلام لكنهم سيعودون للكفر ثم تقوم عليهم الساعة وليس ما نراه اليوم من كوراث الاحتباس الحراري إلا بداية ذلك العقاب فالسبب فيه هو دخان السماء لكن لن نتأكد أنه الدخان المقصود في الآيات إلا حين يحدث كل ما أشارت له بعد ذلك .
هذا حال أهل الأرض اليوم من الكافرين , أما المؤمنون الصادقون فلا عجب أنهم يتعرضون لأشد أنواع البلاء فإذا سمعوا قول الله سبحانه {{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }} " البقرة , 214 "
أطمأنوا وصبروا
وإذا سمعوا قوله سبحانه {{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }} " الزمر ,10 "
أزدادوا إيمانا وصبرا طلبا لِأجر الصبر , وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ }} " الصحيحين "
بل إنهم أصبحوا يدركون أنهم يعيشون في آخر الزمان ويرون علامات الساعة التي أخبرهم عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أبلغ ما رأوا ما جاء في مختصر صحيح البخاري للألباني : باب
2662- عَنْ أَبي هُريرَةَ أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ (15)، تَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا (وفي رواية: دعواهما 8/ 53) وَاحِدَةٌ (16).
2663- وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، [ويظهر الجهل 1/ 29]، [وينقص العمل، ويلقى الشح 8/ 89]، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ، وَهْوَ القَتْلُ. (وفي طريق: قيل: يا رسول الله! وما الهَرْجُ؟ فقال هكذا بيدِهِ فَحَرَّفَها، كأنه يريدُ القتل)
(17).2664 - وَحَتَّى يَكْثُرَ فيكُمُ المَالُ، فَيَفيضَ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لا أَرَبَ لي بِهِ
.2665 - ولتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلا يَتبَايَعَانِهِ وَلا يَطوِيَانِهِ
.2666 - وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ (18) فَلا يَطْعَمُهُ.
2667 - وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهْوَ يُليطُ (19) حَوْضَهُ فَلا يَسْقي فيهِ
.2668 - وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فيهِ فَلا يَطْعَمُهَا".
كل هذه العلامات نعيشها في زماننا إلا علامة كثرة المال التي تجعل الناس يعفون عن الصدقة .

5f5a37544c79c

  • 2
  • 0
  • 208

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً