قصة الميقات يقول سبحانه وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ...
منذ 2020-11-11
قصة الميقات
يقول سبحانه
وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ (146)
قصة الميقات هي أعظم قصة في القرآن وقد أوفها حقها ولكني سأنبه على بعض الأمور العظيمة التي وقعت في القصة :
أولا قوله سبحانه {{ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }}
الميقات المذكور : هو جبل الطور بسيناء كان موسى عليه السلام يذهب إليه ليتعبد ويناجي ربه وقد ذهب إليه هذه المرة ليناجي ربه فصام ثلاثين يوما بلا انقطاع فلما أكمل الثلاثين أخذ لحاء شجرة فمضغه ليطيب ريح فمه فأمره الله أن يمسك عشرا أخرى فصار ت أربعين يوما ولهذا ثبت في الصحيح أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك فلما أكمل أربعين يوما جاء ذلك اليوم الموقوت الذي ينتظره نبي الله المبجل موسى عليه السلام كليم الله فكلمه ربه وناجاه وأوحى إليه فلم يستطع موسى لعظمة ذلك إلا أن يسأل الرؤية {{ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ }}
ولكن رؤية الله غير ممكنة في هذه الدنيا فلو كشف الحجاب كله لاحترق الخلق جميعا عن أبي موسى رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
{{ حِجَابُهُ النُّورُ وفي رواية النَّارُ لَوْ كَشِفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهى إِلَيْهِ بَصَرَهُ مِنْ خَلْقِهِ }} " صحيح البخاري "
فلذا رد على موسى {{ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي }} : يريد سبحانه أن يري موسى عظمته وعظمة نوره وأنه لا يستطيع تحمل رؤيته فجلى بعضا يسيرا من نوره على الجبل فدُكَّ الجبل دكا بسبب ذلك
{{ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }} : صَعِقًا : أي مغشيا عليه
خر موسى صعقا من هول وعظمة ما رأى {{ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }}
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لاَتُخَيِّرُونِي بَيْنَ الْأَنْبِيَاء فَإِنَّ الناسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَفِيقُ فَإِذَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةِ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلاَ أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ }} " الصحيحين "
ثانيا : قوله سبحانه {{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }} : قال الحافظ ابن كثير " ففي الصحيح أن الله كتب له التوراة بيده سبحانه وتعالى وفيها مواعظ عن الآثام وتفصيل لكل ما يحتاجون إليه من الجلال والحرام " [ راجع كتابه قصص الأنباء ,374 , مكتبة السلام الجديدة ]
فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ : أي بعزم ونية صادقة قوية .
يقول سبحانه
وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ (146)
قصة الميقات هي أعظم قصة في القرآن وقد أوفها حقها ولكني سأنبه على بعض الأمور العظيمة التي وقعت في القصة :
أولا قوله سبحانه {{ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }}
الميقات المذكور : هو جبل الطور بسيناء كان موسى عليه السلام يذهب إليه ليتعبد ويناجي ربه وقد ذهب إليه هذه المرة ليناجي ربه فصام ثلاثين يوما بلا انقطاع فلما أكمل الثلاثين أخذ لحاء شجرة فمضغه ليطيب ريح فمه فأمره الله أن يمسك عشرا أخرى فصار ت أربعين يوما ولهذا ثبت في الصحيح أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك فلما أكمل أربعين يوما جاء ذلك اليوم الموقوت الذي ينتظره نبي الله المبجل موسى عليه السلام كليم الله فكلمه ربه وناجاه وأوحى إليه فلم يستطع موسى لعظمة ذلك إلا أن يسأل الرؤية {{ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ }}
ولكن رؤية الله غير ممكنة في هذه الدنيا فلو كشف الحجاب كله لاحترق الخلق جميعا عن أبي موسى رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
{{ حِجَابُهُ النُّورُ وفي رواية النَّارُ لَوْ كَشِفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهى إِلَيْهِ بَصَرَهُ مِنْ خَلْقِهِ }} " صحيح البخاري "
فلذا رد على موسى {{ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي }} : يريد سبحانه أن يري موسى عظمته وعظمة نوره وأنه لا يستطيع تحمل رؤيته فجلى بعضا يسيرا من نوره على الجبل فدُكَّ الجبل دكا بسبب ذلك
{{ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }} : صَعِقًا : أي مغشيا عليه
خر موسى صعقا من هول وعظمة ما رأى {{ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }}
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لاَتُخَيِّرُونِي بَيْنَ الْأَنْبِيَاء فَإِنَّ الناسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَفِيقُ فَإِذَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةِ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلاَ أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ }} " الصحيحين "
ثانيا : قوله سبحانه {{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }} : قال الحافظ ابن كثير " ففي الصحيح أن الله كتب له التوراة بيده سبحانه وتعالى وفيها مواعظ عن الآثام وتفصيل لكل ما يحتاجون إليه من الجلال والحرام " [ راجع كتابه قصص الأنباء ,374 , مكتبة السلام الجديدة ]
فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ : أي بعزم ونية صادقة قوية .