وصف الأرض في القرآن يقول سبحانه {{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي ...

منذ 2020-11-12
وصف الأرض في القرآن
يقول سبحانه {{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) }} " فصلات "
تحدد الآيات مقدار الزمن الذي خلقت فيه الأرض وما فيها من جبال وبركات وأقوات وهو أربعة أيام يومين لخلق الأرض بطبقاتها السبع لكن الطبقة العليا التي فيها الأقوات والجبال والبركات لم تكمل إلا بعد أربعة أيام وهي الأيام الأولى من أيام خلق السموات والأرض الستة بدليل قوله سبحانه {{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }}
" البقرة , 29 "
فيستفاد من هذا أن خلق الأرض بجميع طبقاتها وما فيها من جبال وما قدر فيها من بركات وأقوات تم في الأيام الأربعة الأولى قبل البدإ في تسوية السموات سبعا وهن
طبقات الجو السبعة المحيطة بالأرض كما بينا في " خلق السموات والأرض "
لكن كل الكائنات الحية والأشجار خلقوا بعد ذ لك وإنما تم تقدير وأسباب خلقهم في تلك الأيام بدليل قوله سبحانه {{ وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا }} : دلت الآية على أن ما خلق في تلك الأيام من الكائنات الحية والأشجار والماء إنما هو المباركة والتقدير : أي جعل الأرض صالحة لذلك ومقدرا لها بعد ذلك .
فلما أرسها بالجبال أصبحت جاهزة ليحدث عليها تعاقب الليل والنهار وهذا ما أشار إليه في قوله سبحانه {{ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }} " النمل , 88 "
الجبال راسية في أماكنها أي ثابتة لا تتحرك {{ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا }} " النازعات , 32 "
ولكنها تمر في هذا الكون مر السحاب وذلك بسبب دوران الأرض حول نفسها وهو أمر لا نشعر به لأنه بطيء جدا بالنسبة لحجم الأرض فعبر القرءان عن ذلك بالآية
{{ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }}

وجعلها الله أوتادا للأرض تثبتها عن الإضطراب لولا ذلك لما أمكننا الحياة عليها فهي لها كالأوتاد للخيمة يقول سبحانه {{ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) }} " النبأ " : فالتعريف العلمي المستفاد لها من القرءان أنها أجرام سماوية ألقيت من السماء إلى الأرض في الأيام الأولى من خلقها لتثبتها ولتكون متاعا لنا لما فيها من المعادن الثمينة والخيرات ولأنها تساعد في تصريف الرياح وإنزال المطر وما تقوم به من تخزين للمياه ثم ينهمر منها على شكل عيون ومتاعا لأنعامنا لخصوبتها وما تنبته من مرعى مفيدا جدا لها .
وقد جمع القرءان كل هذه الحقائق العلمية في آيتين :
الأولى قوله سبحانه {{ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ }} " لقمان , 10 "
الثانية قوله سبحانه {{ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (33) }}
" النازعات "
ثم مرت الأرض بعد ذلك بمرحلة الدحو وهي المرحلة التي تم فيها تهيأة الأرض للحياة فأخرج الله منها الماء والمرعى يقول سبحانه {{ وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31) }}" النازعات " وتم ذلك الإخراج ببراكين عملاقة كانت على سطح الأرض في بداية تاريخها الجيلوجي فتشكلت منها قيعان المحيطات وامتلأ الجو ببخار الماء والأرض بالماء فتشكل من ذلك معظم مياه المحيطات وسقطت الأمطار فأنبتت المرعى والنبات الذي أخرجه الله بالبراكين
وأرى أن عملية الدحو هذه كانت سببا في تشكل المحيط الهادي والمحيطين المتجمدين الشمالي والجنوبي وبقيت الأرض على ذلك لها شكل يختلف عن شكلها اليوم وهو كون اليابسة منها كلها قارة واحدة تمتد من اليابان شرقا إلى جزر هواي غربا تحيط بها المحيطات الثلاث من كل الجهات .
وبقيت الأرض على هذا الحال حتى زمن نوح عليه السلام أرسل الله الطوفان على قوم نوح عقابا لهم على إصرارهم على الكفر ألف سنة إلا خمسين عاما {{ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ }} " العنكبوت , 14 "


فكان طوفانا عاما بدأ بانفجار بركان عملاق كان إشارة من الله لنبيه نوح عليه السلام أن يركب سفينة النجاة التي صنعها هو ومن ءامن معه يقول سبحانه {{ حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }} " هود , 40 "
وَفَارَ التَّنُّورُ : التنور في اللغة العربية هو موقد النار والمقصود به هنا ثورة البركان
فتشكلت بسبب هذا البركان العملاق الذي انفجر قريبا من تركيا قيعان البحار القريبة منه كالبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والبحر الأسود وامتلأت الأرض بالماء المنهمر من العيون التي فجرها البركان والأمطار الغزيرة التي انهمرت بكثافة بسبب توفر بخار الماء في الجو نتيجة لبركان فكانت لغزارتها تنهمر من السماء كالأبواب المفتوحة لصب الماء يقول سبحانه {{ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ(12) }} " القمر "
فلما هلك قوم نوح من الكافرين أمر الله السماء أن تتوقف عن المطر وأمر الأرض أن تبلع ماءها الذي أخرجت {{ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }} " هود , 44 "
وَغِيضَ الْمَاء : أي نقص
بلعت الأرض ماءها وبقي ماء السماء الذي تشكلت بسببه معظم بحار العالم وأطراف المحيط الأطلسي وأطراف المحيط الهندي وأصبح للأرض شكل يختلف عن شكلها بعد الدحو فتحددت ملامح القارات وكادت تكون على شكلها اليوم غير وجود شريط من اليابسة يمتد من اليابان شرقا إلى جزر هواي غربا مار وسط المحيط الهندي ممتدا نحو آسيا وأفريقيا ومار من وسط الميحيط الأطلسي لأن أطرافه لم تلتقي بعد حتى جزر هواي غربا .
خلال هذا الشريط سافرت الشعوب الأولى للأمريكيتين من آسيا وأفريقيا
فلما كان زمن ذا القرنين الذي أدرك هذه الحقبة من التاريخ الجيلوجي للأرض كان طبيعيا أن يكون للشمس مشرق تشرق منه على اليابسة ويعرف بمشرق الشمس وهو باليابان ومغرب تغرب فيه عن اليابسة وسط البراكين والعيون الحمئة وهو جزر هواي فألهمه الله أن يسافر إلى ذالك المشرق وذلك المغرب .


وكان من قصته ما جاء في سورة الكهف وورد فيها ذكر وجود عين حمئة تغرب فيها الشمس {{ فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا(86) }} " الكهف " :
يستفاد من الآيات أن ذا القرنين سلك طريقا حتى بلغ مغرب الشمس عن اليابسة آنذاك فوجدها تختفي في عين حمئة وهو وصف دقيق لبحيرات وعيون الماء التي تكون وسط البراكين فتكون حمئة أي متكدرة وحارة بسبب ما تقذفه البراكين من الحمم وقد وُجِدَ مثل هذه العين في جزر هواي ولوحظ أن المشاهد للشمس وقت الغروب فيها يجزم أنها اختفت فيها ولذلك سماها الناس زمن ذا لقرنين مغرب الشمس إعتقادا منهم أنها تسقط في تلك العين وسط البراكين وهو ما اعتقده ذا القرنين وأشارت لآية إلى أن ذا القرنين اعتقده أما حقيقة أن الشمس لها فلك تسبح فيه وأنها تجري نحو مستقرها وأنها لا تسقط على مكان في الأرض فتختفي فيه فهو اعتقاد المسلمين ومعروف عندهم قبل اكتشافه من علماء الفلك في هذا العصر لأنه المذكور في كتاب الله عن الشمس فيقول سبحانه
{{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }} " يس , 38 " , ويقول سبحانه {{ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }} " الأنبياء , 33 " .
وفي قصة وصول ذا القرنين لتلك العين إشارة إلى وجود حدود لليابسة تنتهي عندها غربا وإشارة إلى وجود براكين نشطة في تلك المنطقة التي حددناها بجزر هواي
وقد رأينا أن البراكين تتسبب في ملأ القيعان بالمياه عن طريق تفجير العيون وملأ الجو ببخار الماء الذي سيسقط بغزارة على المناطق القريبة منها فهي إذن منطقة كفيلة أن تجعل مياه المحيط الأطلسي تلتقي بعد ذلك راسمة بذلك شكل القارات الآن
فالآية في غاية الإعجاز والدقة العلمية فهي تشير إلى مرحلة من التاريخ الجيلوجي للأرض كانت اليابسة فيه كلها مرتبطة بطريق وسط المحيط الأطلسي وهو ما عبر عنه القرءان بالسبب {{ فَأَتْبَعَ سَبَبًا }} : سَبَبًا : أي طريقا



ومن وصف الأرض في القرءان أنها فرش ممهد للحياة فيقول سبحانه {{ وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ }} " الذاريات , 48 " , وهذا لا يتعارض مع كونها كروية الشكل فمن إبداع الله فيها أن جعلها فرشا مسطحا ممهدا للسير والحياة بالرغم من كونها جسم بيضاوي الشكل وهذا الإبداع أشار إليه في قوله سبحانه {{ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }} " الغاشية , 20 " : دعوة للنظر في إبداع الله كيف جعل الأرض مسطحة ممهدة للسائر عليها مع أنها كروية الشكل ثم جعلها ممدوة واسعة وجعل فيها سبلا وأنهارا وخلق فيها من كل أصناف الحياة والنبات زوجين إثنين فيقول سبحانه
{{ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }}
" الحجر , 19 "
ويقول سبحانه {{ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُون}} " النحل , 15 "
ويقول سبحانه {{ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاءاً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى }}
" طه , 53 "
ويقول سبحانه {{ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }} " الذاريات , 49 "

5f5a37544c79c

  • 0
  • 0
  • 376

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً