والتقوى ما هي إلا ترجمة عملية للإيمان بالكتاب والسنة , وهي باختصار (فعل ما أمر الله وترك ما نهى ...

منذ 2021-03-26
والتقوى ما هي إلا ترجمة عملية للإيمان بالكتاب والسنة , وهي باختصار (فعل ما أمر الله وترك ما نهى عنه) . الله تعالى أنزل القرآن نور وهداية , فيه بيان الطريق الموصل إلى الله, وبالتمسك بما فيه يصل الواصلون ويعرج المتقون إلى ربهم ليتبوؤا المنازل. القرآن سبيل هداية ونور , من تيقن به وآمن وعمل بما فيه نجا وأحرز الفوز المبين ونال السبق بيقين. وسبيل الوصول يكمن في العمل بالكتاب والتمسك به بقوة , وليس مجرد تلاوة خاوية من عمل قلبي وعمل جارحي, فالعمل هو الثمرة الحقيقية للإيمان اليقيني الراسخ, أما ما دون ذلك فمجرد ادعاء. والتقوى ما هي إلا ترجمة عملية للإيمان بالكتاب والسنة , وهي باختصار (فعل ما أمر الله وترك ما نهى عنه) . قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وخصت الهداية للمتقين . كما قال : {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد} [ فصلت : 44 ] . {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } [ الإسراء : 82 ] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن ؛ لأنه هو في نفسه هدى ، ولكن لا يناله إلا الأبرار ، كما قال : {ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}[ يونس : 57 ] . وقد قال السدي عن أبي مالك ، وعن أبي صالح عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود ، وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هدى للمتقين ) يعني : نورا للمتقين . وقال الشعبي : هدى من الضلالة . وقال سعيد بن جبير : تبيان للمتقين . وكل ذلك صحيح . وقال السدي : عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هدى للمتقين ) قال : هم المؤمنون . وقال محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( للمتقين ) أي : الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى ، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به . وقال أبو روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : ( للمتقين ) قال : المؤمنين الذين يتقون الشرك بي ، ويعملون بطاعتي . وقال سفيان الثوري ، عن رجل ، عن الحسن البصري ، قوله : ( للمتقين ) قال : اتقوا ما حرم الله عليهم ، وأدوا ما افترض عليهم . وقال أبو بكر بن عياش : سألني الأعمش عن المتقين ، قال : فأجبته . فقال [ لي ] سل عنها الكلبي ، فسألته فقال : الذين يجتنبون كبائر الإثم . قال : فرجعت إلى الأعمش ، فقال : نرى أنه كذلك . ولم ينكره . وقال قتادة ( للمتقين ) هم الذين نعتهم الله بقوله : {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة } الآية والتي بعدها [ البقرة : 3 ، 4 ] . واختار ابن جرير : أن الآية تعم ذلك كله ، وهو كما قال . وقد روى الترمذي وابن ماجه ، من رواية أبي عقيل عبد الله بن عقيل ، عن عبد الله بن يزيد ، عن ربيعة بن يزيد ، وعطية بن قيس ، عن عطية السعدي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس» . ثم قال الترمذي : حسن غريب . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن عمران ، حدثنا إسحاق بن سليمان ، يعني الرازي ، عن المغيرة بن مسلم ، عن ميمون أبي حمزة ، قال : كنت جالسا عند أبي وائل ، فدخل علينا رجل ، يقال له : أبو عفيف ، من أصحاب معاذ ، فقال له شقيق بن سلمة : يا أبا عفيف ، ألا تحدثنا عن معاذ بن جبل ؟ قال : بلى سمعته يقول : يحبس الناس يوم القيامة في بقيع واحد ، فينادي مناد : أين المتقون ؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر . قلت : من المتقون ؟ قال : قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان ، وأخلصوا لله العبادة ، فيمرون إلى الجنة . وأصل التقوى : التوقي مما يكره لأن أصلها وقوى من الوقاية .

رابط المادة: http://iswy.co/e2ccig
  • 0
  • 0
  • 334

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً