[email protected]

منذ 2013-10-12
اإن الإبتلاء بالخير أشد وأثقل من الإبتلاء بالشر , فقد زين الله سبحانه وتعالى الخير للإنسان وجبله عليه , فالنفوس تهوى الخير وتتطلع إليه , وتكد الأبدان وترهق العقول وتزهق الأرواح من أجل تحصيل المنافع ودفع المضار , قال تعالى : " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" , وقال تعالى : " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ وقال تعالى : " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
فالخيردائماً مزين محفوف بالشهوات , تتطلبه النفس الامارة وتحث صاحبها على اكتسابه و الحصول عليه بشتى الطرق والوسائل , سواء أكان حلالاً أم حراماً , فهو من أهم حبائل الشيطان ومكايده , التى يوقع بها الإنسان فى المعصية , فهو من الأمور التى يشارك الشيطان فيها الإنسان , بحضهم على جمعها وإكتسابها من طرق الحرام , قال تعالى : " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا " , ولا يخفى على أحد مدى قوة إبليس فى الإغواء والتزين .
وقد حذر الله تبارك وتعالى من هذا النوع من الإبتلاء , قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ " , ومما لاشك فيه أن الله لا يستخدم إسلوب النداء إلا ليسترعى الآذان ويجذب العقول لأهمية ما سيلقى عليهم من توجيهات .

  • 1
  • 0
  • 46

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً