. العالم الرباني والداعية المخلص والمعلم الصادق يعلم علم يقين أنه لا مزية له على الناس في تعليمهم ...

منذ 2021-06-16
. العالم الرباني والداعية المخلص والمعلم الصادق يعلم علم يقين أنه لا مزية له على الناس في تعليمهم ودعوتهم إلى الله عز وجل، فهو عامل من عمال الله يقوم بواجب الدعوة إلى الله وتعليم الناس دينهم، وأركز على كلمة ((واجب)) فمن طلب العلم وحصل منه ما وفقه الله له، وجب عليه وتعين عليه إنفاقه ودعوة الناس إليه، فلا ينبغي أن ينظر إلى حظوظه النفسية ولا يطلب رياسة ولا جاها ولا زعامة ولا مرجعية، ولا يستشرف لقبا ولا تكريما ولا عطاء من البشر، فإن فعل ضاع سعيه وحبط عمله والله المستعان.
بل إن الداعية العاقل يعلم أنه إن قام على الدعوة إلى الله تعالى فإنه سوف يؤذى وسيبتلى وعليه أن يصبر ويظهر جلده في الدعوة إلى الله والصبر على الأذى في سبيل ذلك، لذلك قال الله عز وجل مخاطبا نبيه حين أنزل عليه القرآن:" إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا، فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا" فالعقل البشري يظن أن تنزيل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مقام تشريف وتكريم، فهو يقتضي الشكر، لكن الله عز وجل لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالشكر ولكنه أمره بالصبر، لأن حكمة الله تقتضي البلاء لمن أوتي خيرا وعلما فاقتضى الأمر الصبر، وإن في ذلك لأسوة لمن أوتي علما ونال من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك قال الله تعالى في سورة العصر:" والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" فالسورة الكريمة تقرر أن كل إنسان هو في خسارة محققة، إلا من آمن وعمل بإيمانه، ودعا إليه وصبر على الأذى في ذلك، ولما فقه الراهب ذلك قال للغلام: إنك اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي".

يا معلم الناس الخير ويا أيها الداعية إلى الله لا تظنن أن لك مزية على الناس، فلا تنتظر منهم شكرا ولا إطراء ولا جاها ولا عطاء ولا ألقابا، ولكنك((عامل)) من عمال الله تقوم بواجبك الذي أوجب الله عليك، وإني أبشرك أن الله سيرفعك عنده وفي ملئه وبين الناس وسيكتب لك القبول في أرضه ... فقط ... أخلص له واصدق في دعوتك فإني ضامن لك ألا يضيع من أجرك شيئا.

- أبوعبدالله عبدالحفيظ مهدي-

5f177200e20b8

  • 0
  • 0
  • 15

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً