. [الموعظة خطاب من القلب إلى القلب] الحمد لله وبعد: فلقد كان الداعي إلى ...

منذ 2021-06-26
. [الموعظة خطاب من القلب إلى القلب]

الحمد لله وبعد:
فلقد كان الداعي إلى الله فيما مضى على قلة علمه وببساطة كلماته يجد من الناس إقبالا على دعوته، ويرجع العاصي إلى الله تائبا بمجرد موعظة يسيرة قليلة الكلمات يسمعها، ولقد كانت مهابة الداعي في قلوب الناس تبعث على توقيره وقبول دعوته، أما اليوم فقد ذهب ذاك والله المستعان.

ويرجع الأمر إلى عدة أسباب منها: انقلاب الموازين بالنسبة للداعي والمدعو على حد سواء، كفقد الصدق من كلا الطرفين، فقد كان الداعي فيما مضى من الزمن صادقا في دعوته مع ربه أولا ثم مع المدعو حيث لم يكن التعالم وطلب الشرف والجاه والرياسة كما هو الحال في أيامنا هذه، وكذلك حرص الداعي على المدعو بأن ينقذه من النار ومن براثن الشيطان، أما بالنسبة للمدعو فقد كان صادقا في إنصاته للداعي راجيا للنجاة طالبا لرضا ربه.
أما اليوم فقد أصبح المدعو يتطاول على الداعي ويحتقره ويرى نفسه أرفع من أن يستمع لموعظة أو كلمة من صادق يريد نجاته بتلبيس من الشيطان.

ولعل لهذه الوسائل المتوفرة اليوم يد في ذلك، فقد أصبح الجميع يطل على النت ويتلقف بعض المعلومات فيظن نفسه أنه قد بلغ واستغنى عن موعظة غيره، وقد نسي القوم أن الموعظة هي مخاطبة للقلوب وولوج إليها فتمسح عنها ما أصابها من درن وتبيض ما اسود منها، وهذا غائب عن هذه الوسائل الإلكترونية الجامدة، دون أن نهمل إخلاد الناس إلى الأرض وطمعهم في زخارفها فاستحوذ عليهم الشيطان وصدهم عن قبول الدعوة إلى الله، وجوانب أخرى لا يصلح المقام لذكرها هنا والله المستعان.

وإني لأرجو بهذا المقال الدعوة إلى إعادة النظر في النفوس وتصحيح المسار والرقي بالتنزه عن العوائق الصادة عن الله والرجوع إليه والله الموفق.

-أبوعبدالله عبدالحفيظ مهدي -

5f177200e20b8

  • 0
  • 0
  • 58

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً