تحدثنا واخ طالباني ..اخباركم واحوالكم ولم نجد ايميلات على موقع الويب . وقد أحسن الحسن بن أبي ...

منذ 2021-07-30
تحدثنا واخ طالباني ..اخباركم واحوالكم
ولم نجد ايميلات على موقع الويب
.
وقد أحسن الحسن بن أبي الحسن البصري في البيان عن هذا المعنى فقال: الحمد لله الذي آجرنا عَلَى ما لا بد لنا منه، وأثابنا عَلَى ما لو تكلفنا سواه صرنا إلى معصيته؛ فلذلك قال لها - صلى الله عليه وسلم -: "اتقي الله واصبري" أي: اتقي معصيته بلزوم الجزع الذي يحبط الأجر واستشعري الصبر عَلَى المصيبة بما وعد الله عَلَى ذَلِكَ.
* وقال بعض الحكماء لرجل عزَّاه: إن كل مصيبة لم يذهب فرح ثوابها بألم حزنها، لهي المصيبة الدائمة والحزن الباقي.
* وفي الحديث دليل عَلَى جواز زيارة القبور؛ لأنه لو لم يجز لما ترك بيانه، ولأنكر عَلَى المرأة خلوتها عند القبر، وسيأتي تمام هذا المعنى في بابه إن شاء الله (1).
وفيه دلالة أيضًا عَلَى تواضعه وكونه لم ينتهرها لمّا ردت عليه قوله بل عذرها بمصيبتها وذلك من خلقه الكريم (2).
وفيه: النهي عن البكاء بعد الموت.
وفيه: الموعظة للباكي بتقوى الله والصبر كما سلف.
__________
(1) انظر ما سيأتي برقم (283) باب: زيارة القبور.
(2) وذلك لأنه في الحديث الآتي (1283) فيه زيادة أن الرسول بعد ما قال لها: "اتقي الله واصبري". قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث.
.
.
{صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ} وهي الغفران والثناء الحسن، ومنه الصلاة على الميت إنما في الدعاء.
وقوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 145] في الصبر قولان:
أحدهما: الصوم، قاله مجاهد (1).
والثاني: عن المعاصي. والصلاة أي: عند المصائب، كما قَالَ ابن عباس: إنها الاستعانة بالصلاة عند المصائب. فكان إذا دهمه أمر صلى (2). قَالَ علي: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد (3).
والضمير في قوله: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} [البقرة: 45] إما عائد إلى الصلاة أو إن فعلتم ذلك، والخاشعون: المؤمنون حقًّا. والخشوع: التواضع، والمؤمن حقًّا متواضع.
وإنما كان الصبر عند الصدمة الأولى؛ لأنها أعظم حرارة وأشد مضاضة، يريد أن الصبر المحمود عليه صاحبه ما كان عند مفاجأة المصيبة؛ لأنه يسلو على مر الأيام، فيصير الصبر طبعًا
* وقد قَالَ بعض الحكماء: لا يؤجر الإنسان على مصيبة في نفسٍ أو مال لأجل ذاتها، فإن ذلك طبع لا صنع له فيه، وقد يصيب الكافر مثله فيصبر، وإنما يؤجر على قدر نيته واحتسابه.
فإن قلت: قد علمت أن العبد منهي عن الهجر، وتسخط قضاء الرب في كل حال، فما وجه خصوص نزول النائبة بالصبر في حال حدوثها؟ قيل: وجه خصوص
__________
(1) ذكره ابن كثير في "تفسيره" 1/ 387.
(2) ذكره ابن كثير في "تفسيره" 1/ 390.
(3) رواه ابن أبي شيبة 6/ 172 (30430) كتاب: الإيمان والرؤيا، باب: ما ذكر فيما يطوى عليه المؤمن من الخلال.
..
وقال ابن العربي في "عواصمه": الروح معقولة، واختلف في النفس فمنهم من جعلها الدم، ومنهم من جعلها معقولة بمنزلة الروح، وقد يعبر بالروح عن القلب والنفس، وعن القلب بهما، وعن النفس بالروح، وعن الروح والحياة بهما، وقد تتعدى هذِه الألفاظ إلى غير العقلاء بل إلى غير الأحياء فتجعل في كل شيء، فيقال لكل شيء قلب ونفس وروح وحياة، واستجازة، وزعم قوم أن الروح استنشاق الهواء، وقال عامة المعتزلة: إنها عرض، وأغرب ابن الراوندي (1) فقال: إنها جسم لطيف يسكن البدن.
وقال بعض الحكماء: إن الله تعالى خلقها من ستة أشياء: من جوهر النور والطب والبقاء والحياة والعلم والعلو، ألا ترى أنه ما دام في الجسد كان نوريًّا، قال الواحدي: والمختار أنه جسم لطيف توجد به الحياة (2).خاتمة:
الروح في كتاب الله تنطلق على معان سلفت هناك، ونبه عليها ابن منده أيضا: الرحمة {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22] ملك من الملائكة السابعة على صورة الإنسان وجسده كجسد الملائكة {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: 38] جبريل {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)}
__________
(1) هو أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق بن الراوندي، كان معتزليًّا ثم تزندق، وقيل: كان لا يستقر على مذهب ولا نحلة، ويقال: كان غاية في الذكاء، وقد صنف كتبًا كثيرة يطعن فيها على الإسلام.
قال الحافظ في ترجمته: إنما أوردته لألعنه، توفي إلى لعنة الله في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
انظر: "وفيات الأعيان" 1/ 94، "سير أعلام النبلاء" 14/ 59، "لسان الميزان" 1/ 491 (999)
(2) "الوسيط" 3/ 125.

60db7cc5b3763

  • 0
  • 0
  • 12

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً