الفقر والديون -------------- الإسلام وضع نظاماً اجتماعياً واقتصادياً لعلاج الفقر والديون ...

منذ 2021-07-31
الفقر والديون
--------------
الإسلام وضع نظاماً اجتماعياً واقتصادياً لعلاج الفقر والديون الربوية
لفقر من المشاكل التي عني الإسلام بمواجهتها بالأساليب المستمدة من الشريعة الإسلامية، إذ حرص الإسلام على توفير حد الكفاية لكل فرد في المجتمع بصرف النظر عن عقيدته، ويقصد بحد الكفاية المستوى اللائق للمعيشة وليس المستوى الأدنى المعروف بحد الكفاف، أي أن علاج الإسلام للفقر ينقل الفرد من مستوى الفقر إلى مستوى الغنى.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أعطيتم فاغنوا» وذلك بعكس النظم الرأسمالية والاشتراكية المعاصرة، حيث نجد أن الأولى توفر حد الكفاف دون تفاوت، كما يحدث في الرأسمالية التي تسمح بالطبقية والترف أو الرفاهية الاستهلاكية للقادرين، بينما الغالبية العظمى من المجتمع تئن من الغلاء وسوء التوزيع، وانخفاض الدخل الحقيقي .
أما الإسلام فقد اهتم بتوفير ما يشبع الحاجات الإنسانية للفقراء، إضافة إلى إشباع الحاجات الأخرى التحسينية، فالإسلام لا يوفر الحاجات الضرورية فقط، بل يتعدى ذلك إلى تيسير حياة الناس ويعينهم على احتمال أعباء الحياة ويرفع عنهم الضيق أو الحرج، وتوفيرها يؤدي إلى تجميل حياة الناس، ويترتب على فقده خروج الناس من مقتضى الكمال الإنساني، وإذا توفر حد الكفاية لكل فرد في المجتمع الإسلامي، فإن الإسلام لا يمنع الثراء أو الغنى بشرط توافر التقوى والصلاح، لأن من يفتقدهما من الأغنياء أصابه البطر والطغيان والفساد الذي يؤدي الى تبديد الثروات وزوال النعم.
يؤدي الفقر إلى العجز عن إشباع احتياجات الفرد ومن يعولهم من الطعام والشراب والدواء والكساء والمسكن والإحساس بالمعاناة، وعدم القدرة على العمل بإنتاجية مرتفعة إذ أن سوء الأحوال المعيشية يؤدي إلى ضعف الإنتاجية، وضعف القدرة على الإنفاق على التعليم أو العلاج أو المواصلات أو المياه النقية أو الكهرباء، وغيرها من سبل تيسير الحياة على الناس ..
أما الآثار الاقتصادية للفقر فإنه يؤدي إلى ضعف مستوى النشاط الاقتصادي وركود السلع في الأسواق وانخفاض الدخل القومي تبعاً لذلك، إضافة إلى عدم وجود مدخرات وعدم وجود موارد مالية لتمويل الاستثمارات القومية، ويؤدي هذا بدوره إلى اضطرار الدولة للاستدانة من الخارج، ومن ثم زيادة أعباء المديونية وينعكس ذلك على قيمة العملة الوطنية وانخفاض القوة الشرائية لها، وارتفاع الأسعار محلياً .
علاج الفقر
ويقول د . محمد عبد الحليم عمر مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر: لقد عني الإسلام بمحاربة الفقر عناية فائقة، وجعل هذا فرض عين على كل مسلم غني، وركنا من أركانه الخمسة، وقد تمثل هذا الأمر في فريضة الزكاة، التي هي بمثابة أهم الأدوات المالية لمعالجة مشكلة الفقر والاحتياج، وهذا يظهر في أن 25% من الزكاة مخصص مباشرة للفقراء والمساكين، إلى جانب أن مصارف الزكاة الأخرى وهي المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين في سبيل الله وابن السبيل وشروط أن لا يكون لهؤلاء موارد مالية، وهؤلاء لهم 50 % من الزكاة، وبالتالى يتبين أن 75% من الزكاة يوجه لعلاج الفقر.
ومحاربة الفقر فرض عين على المسلمين لجبر ضعف المحتاجين
  • 0
  • 0
  • 35

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً