. . . . . . حسدنها وقيل فيها، فانظر كيف أكدت ذلك باليمين. وروى الطبراني- في الأوسط- من حديث ...

منذ 2021-09-16
.
.
.
.
.
.
حسدنها وقيل فيها، فانظر كيف أكدت ذلك باليمين.
وروى الطبراني- في الأوسط- من حديث ابن عباس مرفوعًا: "إن لأهل النعم حسادًا فاحذروهم".
وأنشدوا:
يسوؤهم ما يسر الناس من سدد ... ويفرحون لما يبدون من الخلل
ويرقبون إذا أعيت مكائدهم ... تقلب الدهر للإيذاء والدول
كما يكتمون سجاياهم ويفضحهم ... ويظهرون لنا ودًا على دخل
وروى البيهقى- في الشعب- بسنده، عن الحارث بن أبي أسامة، وأبي يزيد محمد دوح البزار أن عبيد الله بن محمد حفص العيشي أنشدهم في ابنه:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالناس أضداد له وخصوم
وكضرائر الحسنا قلن لوجهها ... حسدًا وبغيًا إنه لذميم
وروى الإمام أحمد، والبيهقي- بسنديهما- عن معمر، عن قتادة. قال: "ما كثرت النعم على قوم قط إلا كثر أعداؤها".
وروى ابن أبي الدنيا، والطبري، والقضاعي- في مسند الشهاب- من حديث"معاذ" مرفوعًا: "استعينوا على قضاء حوائجكم بكتمانها، فإن كل ذي نعمة محسود".
ورواه أبو الشيخ ابن حبان- في كتاب الأمثال. ولفظه: "استعينوا على طلب حوائجكم بكتمانها، فإن لكل نعمة حسدة" ولو أن كل امرئ كان أقوام من قدح لكان له من الناس غامر.
وقال بعض الحكماء: الحسد أصل الشر ولا يوجد إلا لمن عظمت نعم الله عليه.
.
.
.
قال البيهقي- أيضًا- أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد حبيب المفسر قال:
أنشدنا منصور الفقه:
إن تحسدوني فإني لا ألومكم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولكم ما بي وما بكم ... ومات أكثركم غيظًا بما يجدوا
ولبعضهم:
يحسدوني قومي على صنعتي ... لأنني في صنعتي فارس
سهرت في ليلي واستغفوا ... هل يستوي الساهر والناعس
ولغيره:
سبقت العالمين إلى المعالي ... بصائب فكرة وعلو همه
جهد الحاسدون ليطفئوه ... ويأبى الله إلا أن ينمّه
ولغيره:
(قل للحسود إذا تنفيس ( ... ) ... يا ظالمًا ( ... ) مظلوم
ثم إن الحسد يعمل أذاه في الحاسد أكثر من المحسود.
كما قال أبو عبد الله الحاكم- في تاريخه-: أخبرنا أبو بكر الجعابي قال: لا تشتغل بالحساد، واصبر عليهم، فقد حدثونا عن ابن أخي الأصمعي، عن عمر- رضي الله عنه-قال: الحسد داء منغص يعمل في الحاسد أكثر مما يعمل في المحسود.
وقال بعض الحكماء: يقتل الحاسد عما قبل المحسود.
وقال بعض الحكماء: يقتل الحاسد عما قبل المحسود.
وقالوا:
لله در الحسد ما أعدله ... بدا بصاحبه فقتله
ولبعضهم:
لقد لقيت بك الحسام حتفا ... وما سل الحسام من القراب
ولا هزت يراعك الأنتقام ... ولا صعرت خدك الاحتاب
ولكن نشر مكرمة وذكر ... وفضل ما يحصل باكتساب
.
.
.
.
قال بعض الحكماء: يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك.
قال بعض العلماء: بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه:
أولها: أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره.
وثانيها: أنه سخط لقسة ربه كأنه يقول: لم قسمت هذه القسمة؟
وثالثها: أنه ضاد فعل الله.
ورابعها: أنه خذل أولياء الله، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم.
وخامسها: أنه أعان عدوه إبليس.
وأنشدوا:
وأظلم أهل الأرض من بات حاسدًا ... لمن بات في نعمائه يتقلب
ولبعضهم:
إن يحسدوك على علاك فإنما ... ناقص الدرجات يحسد من علا
والحسد يثمر للحاسد خمسة أشياء مذمومة:
أولها: إفساد الطاعة، لأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، فواأسفاه على من أوقد نارًا في قلبه وجعل حطبها صالح كسبه لكن من آسره الشيطان وأسكرته الغفلة وانكب على القاذروات جاد بدينه على أعدائه، وقدم على الله فقيرًا حقيرًا مفلسًا ممقوتًا، وذلك مراد الشيطان من أتباعه وأوليائه.
الثاني: فعل المعاصي والشرور لأن الحاسد له ثلاث علامات: يتملق إذا شهد ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبه.
الثالث: التعب والهم من غير قائدة. نفس دائم وعقل هائم وغم لازم.
الرابع: عمى القلب. كما قال بعض السلف: لا تكن حاسدًا تكن سريع الفهم.
الرابع: عمى القلب. كما قال بعض السلف: لا تكن حاسدًا تكن سريع الفهم.
الخامس: الحرمان والخذلان، لأنه لا يكاد يظفر بمراده ولا ينصر على عدوه فكيف يظفر بمراده. ومراده زوال نعم الله- تعالى- عن المؤمنين من عباده وكيف ينتصر على أعدائه وهم المؤمنون أهل النصر والعز. قال تعالى: { ... وكان حقّا علينا نصر المؤمنين}

60db7cc5b3763

  • 0
  • 0
  • 52

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً