فبجمع ما في هذا الفصل، أن من وقعت به نازلة أو بلغه خبر محتمل الصدق والكذب أن لا يعجل فيه. وكتب ...

منذ 2021-09-17
فبجمع ما في هذا الفصل، أن من وقعت به نازلة أو بلغه خبر محتمل الصدق والكذب أن لا يعجل فيه.
وكتب عمرو بن العاص إلى معاوية- رضي الله عنهما- يعاتبه في التأني فكتب إليه معاوية: أما بعد فإن التفهم في الخبر زيادة ورشد، وإن المتثبت مصيب أو كاد أن يكون مصيبًا، فإن العجل يخطئ- أو كاد أن يكون مخطئًا.
وأنشد بعضهم:
ومستعجل والمكث أولى لرشده ... ولم يدر ما يلقاه حين يبادر
قال بعض الحكماء: العجلة تثمر الزلل العاجل، وتسفر عن الندامة في الأجل.
ولغيره:
قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون من المستعجل الزلل
قال أبو بكر البيهقي- في الشعب-: أخبرنا جعفر الخلوي. قال: سمعت الخواص يقول: العجلة تمنع من إصابة الحق، وربما آلت إلى الضرر.
وأنشدوا:
لا تعجلن فربما عجل الفتى فيما يضره ... وربما كره الفتى أمرًا عواقبه تسره
وكم لله من لطف خفي ... يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم عسر أعاد يسرًا ... وفرح لريحه القلب الشجي
وكم هم تساءمنه صباحًا ... فأعقبه المسرة بالعشي
وروى أنه لما ولد عيسى- عليه السلام- أتت الشياطين إبلين. فقالت: أصبحت الأصنام قد نكصت رؤوسها. قال: هذا حادث قد حدث مكانكم! وطار حتى جاء خافقي الأرض فلم يجد شيئًا ثم وجد عيسى عليه السلام قد ولد وإذا الملائكة قد حفت حوله، فرجع إليه فقال: إن نبيًا قد ولد وإذا الملائكة قد حفت حوله، فرجع إليهم فقال: إن نبيًا قد ولد البارحة ولا حملت أنثى قط ولا وضعت إلا وأنا بحضرتها إلا هذا، فأيسوا أن تعبد الأصنام بعد هذه الليلة ولكن ائتوا بني آدم من قبل العجلة.
وقال الحسن البصري: المؤمن وقاف متأن وليس كحاطب ليل. وأجمع الحكماء على أن المظفر مأمور بالصبر، والإدراك موصول بالتأني.

60db7cc5b3763

  • 0
  • 0
  • 45

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً