مراحل خلق الجنين في القرءان دحض شبهات المشككين وإظهار الحق المبين في التفسير يقول سبحانه ((الٓر ...
منذ 2021-09-17
مراحل خلق الجنين في القرءان
دحض شبهات المشككين وإظهار الحق المبين في التفسير
يقول سبحانه ((الٓر ۚ كِتَٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ))
الآية تهدينا وترشدنا إلى أن آيات القرءان محكمة و أن تفصيلها يكون بجمع الآيات الأخرى المتعلقة بها فلو أن علماء التفسير طبقوا هذا في تفسير كل آية فسروها لما وجد المشككون طريقا في تفاسيرهم يضلون به كما فعلوا في آيات خلق الجنين ولو نظر هؤلاء في آيات خلق الجنين كلها بميزان الحق لرءوا سبق القرءان وإعجازه ودقته في وصف كل مرحلة وهذا ما سنحاول إيضاحه هنا :
فنقول أول هذه المراحل هي كون الجنين نطفة في صلب أبيه وفي هذه المرحلة يقول سبحانه ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِين )) )
في هذه المرحلة يكون الجنين نطفة في ظهر أبيه وقد دلت عليه أيضا الآية في سورة النساء ((وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )) : أي أن الأبناء من أصلاب أباءهم فيشهدهم الله ألست بربكم قالوا بلى شهدنا وهذا يدلنا على أن الحيوان المنوي كائن حي وهو الأصل في تكون الجنين فهو الذي يخصب البويضة ويكون معها النطفة الأمشاج وقد بين لنا الله مكان خروجه من بين الصلب والترائب في قوله سبحانه ((( فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصلب والترآئب ) الطارق/5-7 والصلب في لغة العرب هو الظهر والترائب تكون في صدر المرأة كما أشار إليه إمرئ القيس في قوله ترائبها مصقولة كالسجنجل لكن هل المقصود هنا بالصلب والترائب صلب الرجل وترائب المرأة فلو تدبرنا الآية وحققنا النظر فيها لتبين لنا وصفها للماء وقت خروجه بأنه دافق وهذا لا يتحقق إلا في حالة إثارة الرجل فيتصلب ذكره ويخرج منه المني من منطقة بين الذكر والخصيتين فيفهم من هذا أن المقصود بالصلب هنا الذكر والمقصود بالترائب هنا هما الخصيتين وذلك لتجانسهما وتلاصقهما وحقيقة هذا الخروج جاءت في قوله سبحانه ((وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ))
فقوله سبحانه مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى : أي حين تمنى يدل على أن النطفة التي يخلق منها الجنين هي التي تخرج وقت الإثارة وتكون دافقة في هذه الحالة فتدخل في الرحم ويقوم أحد الحيوانات المنوية منها بتخصيب البويضة ويكون معها النطفة الأمشاج كما في قوله سبحانه ((إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )) : مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ : أي مختلطة
وبعد هذه المرحلة تقوم النطفة الأمشاج بالتحرك إلى وسط الرحم وتعرف ب"كيس الجرثومة" فتنغرس في بطانة الرحم بواسطة خلايا تنشأ منها تتعلق بها في جدار الرحم، والتي ستكون في النهاية المشيمة، كما تنغرس البذرة في التربة ولذلك يقول سبحانه ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ )) وبعد فترة تكون علقة كما في قوله سبحانه((ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ))
ويمكن تعريفها علميا كما جاء في بحث الدكتور علي الصلابي على موقع الجزيرة بعنوان" سرُّ الإعجاز الإلهي في النشأة الجنينية والخلق.. عِظة وعِبرة لكل إنسان " جاء فيه
" وهي الطور الثاني الذي تنتقل إليه النطفة، ويبدء العلوق منذ اليوم السابع "منذ التلقيح" عندما تتلصق الكرة الجرثومية بجدار الرحم وهناك جملة تعلقات في هذه المرحلة: تعلق أولي بواسطة الخملات الدقيقة، ثم تعلق ثانٍ بواسطة الخلايا الآكلة، ثم تعلق ثالث بواسطة الخملات المشيمية، ثم تعلق رابع يربط بين الجنين الحقيقي وبين الغشاء المشيمي بواسطة المعلاق، ولا شك: أن أهم ما يميز هذه المرحلة هو هذا التعلق، وإن وصف العلقة، العالقة بجدار الرحم والمحاطة بالدم المتجمد "المتخثر" هو أدق وصف لهذه المرحلة " انتهى كلامه
ثم تنموا هذه العلقة كما تنموا علقة البرك المائية ويكون الجنين في هذه المرحلة يشبهها في الشكل والسلوك لذا أحسن وصف لهذه المرحلة هي قوله سبحانه ((ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ ))
ثم ينموا حتى يصير مضغة مخلقة وغير مخلقة كما في قوله سبحانه ((يأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (الحج)(5)
وفي هذا إعجاز قوي يدعونا للبحث عن حقيقته فعلى أهل التخصص من المسلمين العمل على إدراك هذه الحقيقة و إظهارها وقد وجدت مقطع فيديو للدكتور ذاكر نايك عن هذا الموضوع قال فيه عرضت هذه الآية على الدكتور مارشال جونسون رئيس قسم التشريح ومدير معهد دانيال بجامعة توماس جيفرسون في فلادفيا في الولايات المتحدة الأمريكية فقال أصبحنا نعلم الآن أننا لو قطعنا الجنين في مرحلة المضغة وقمنا بتحليل الأعضاء لنجد أن بعضها تكون والبعض الأخر لا لذا قال إذا وصفنا هذه المرحلة أنها خلق كامل سنرتكب خطأ لأن بعض الأعضاء لم تتكون بعد وإذا وصفناها بأنها خلق غير كامل فهذا أيضا خطأ لأن بعض الأعضاء اكتمل تكوينها
فلا يوجد وصف للمضغة أفضل من وصف القرءان حين وصفها بمخلقة وغير مخلقة ثم قال أنه في هذه المرحلة هناك خلايا تمايزت وأخرى لم تتمايز . انتهى كلامه
وبعد مرحلة المضغة تنموا العظام بداخلها ثم تكسى بالعضلات واللحم فيزداد وزن الجنين في هذه المرحلة ويكون واضحا عليه النشاط والإحساس فتزداد دقات قلبه ويكثر التحرك فيكون واضحا لكل طبيب مسلم أن ذلك علامة على نفخ الروح فيه وهذا ما جاء في قوله سبحانه ((فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ))
ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ
أي : ثم نفخنا فيه الروح ، فتحرك وصار خلقا آخر ذا سمع وبصر وإدراك وحركة واضطراب
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ
من المعلوم الذي لا يصح الاعتقاد إلا به أنه لا خالق إلا الله ولكن لماذا جاء في هذه الآية قوله سبحانه ((فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )) ذلك إشارة إلى ما أعطاه لرسوله المسيح عيسى إبن مريم فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله كما في قوله سبحانه ((وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُم بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّىٓ أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْـَٔةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًۢا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۖ)) ولكن خلق الجنين ونفخ الروح فيه أعظم من ذلك (( فتبارك الله أحسن الخالقين ))
والروح التي تنفخ في الجنين هي الروح التي خلقها الله بكلمته فهي من أمره لذل يقول سبحانه عنها ((وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ ۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))
فلما ينفخها الملاك الموكل بنفخها في الجنين يصبح خلقا آخر ذا سمع وبصر وإدراك للتعلم والعلم يصبح خلقا نشأته تختلف عن نشأة الجنين قبل ذلك فالجنين قبل ذلك كان كائنا حيا اكتسب حياته من النطفة الأمشاج بفضل الحيوان المنوي ثم ينشأ في رحم أمه ككائن طفيلي يشبه علقة البرك المائية حتى يصير مضغة ثم جنينا يشبه الإنسان ثم تنفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر ذا سمع وبصر وذا نشأة أخرى مهيأة للإدراك والعلم والكلام ((ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )) .
دحض شبهات المشككين وإظهار الحق المبين في التفسير
يقول سبحانه ((الٓر ۚ كِتَٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ))
الآية تهدينا وترشدنا إلى أن آيات القرءان محكمة و أن تفصيلها يكون بجمع الآيات الأخرى المتعلقة بها فلو أن علماء التفسير طبقوا هذا في تفسير كل آية فسروها لما وجد المشككون طريقا في تفاسيرهم يضلون به كما فعلوا في آيات خلق الجنين ولو نظر هؤلاء في آيات خلق الجنين كلها بميزان الحق لرءوا سبق القرءان وإعجازه ودقته في وصف كل مرحلة وهذا ما سنحاول إيضاحه هنا :
فنقول أول هذه المراحل هي كون الجنين نطفة في صلب أبيه وفي هذه المرحلة يقول سبحانه ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِين )) )
في هذه المرحلة يكون الجنين نطفة في ظهر أبيه وقد دلت عليه أيضا الآية في سورة النساء ((وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )) : أي أن الأبناء من أصلاب أباءهم فيشهدهم الله ألست بربكم قالوا بلى شهدنا وهذا يدلنا على أن الحيوان المنوي كائن حي وهو الأصل في تكون الجنين فهو الذي يخصب البويضة ويكون معها النطفة الأمشاج وقد بين لنا الله مكان خروجه من بين الصلب والترائب في قوله سبحانه ((( فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصلب والترآئب ) الطارق/5-7 والصلب في لغة العرب هو الظهر والترائب تكون في صدر المرأة كما أشار إليه إمرئ القيس في قوله ترائبها مصقولة كالسجنجل لكن هل المقصود هنا بالصلب والترائب صلب الرجل وترائب المرأة فلو تدبرنا الآية وحققنا النظر فيها لتبين لنا وصفها للماء وقت خروجه بأنه دافق وهذا لا يتحقق إلا في حالة إثارة الرجل فيتصلب ذكره ويخرج منه المني من منطقة بين الذكر والخصيتين فيفهم من هذا أن المقصود بالصلب هنا الذكر والمقصود بالترائب هنا هما الخصيتين وذلك لتجانسهما وتلاصقهما وحقيقة هذا الخروج جاءت في قوله سبحانه ((وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ))
فقوله سبحانه مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى : أي حين تمنى يدل على أن النطفة التي يخلق منها الجنين هي التي تخرج وقت الإثارة وتكون دافقة في هذه الحالة فتدخل في الرحم ويقوم أحد الحيوانات المنوية منها بتخصيب البويضة ويكون معها النطفة الأمشاج كما في قوله سبحانه ((إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )) : مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ : أي مختلطة
وبعد هذه المرحلة تقوم النطفة الأمشاج بالتحرك إلى وسط الرحم وتعرف ب"كيس الجرثومة" فتنغرس في بطانة الرحم بواسطة خلايا تنشأ منها تتعلق بها في جدار الرحم، والتي ستكون في النهاية المشيمة، كما تنغرس البذرة في التربة ولذلك يقول سبحانه ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ )) وبعد فترة تكون علقة كما في قوله سبحانه((ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ))
ويمكن تعريفها علميا كما جاء في بحث الدكتور علي الصلابي على موقع الجزيرة بعنوان" سرُّ الإعجاز الإلهي في النشأة الجنينية والخلق.. عِظة وعِبرة لكل إنسان " جاء فيه
" وهي الطور الثاني الذي تنتقل إليه النطفة، ويبدء العلوق منذ اليوم السابع "منذ التلقيح" عندما تتلصق الكرة الجرثومية بجدار الرحم وهناك جملة تعلقات في هذه المرحلة: تعلق أولي بواسطة الخملات الدقيقة، ثم تعلق ثانٍ بواسطة الخلايا الآكلة، ثم تعلق ثالث بواسطة الخملات المشيمية، ثم تعلق رابع يربط بين الجنين الحقيقي وبين الغشاء المشيمي بواسطة المعلاق، ولا شك: أن أهم ما يميز هذه المرحلة هو هذا التعلق، وإن وصف العلقة، العالقة بجدار الرحم والمحاطة بالدم المتجمد "المتخثر" هو أدق وصف لهذه المرحلة " انتهى كلامه
ثم تنموا هذه العلقة كما تنموا علقة البرك المائية ويكون الجنين في هذه المرحلة يشبهها في الشكل والسلوك لذا أحسن وصف لهذه المرحلة هي قوله سبحانه ((ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ ))
ثم ينموا حتى يصير مضغة مخلقة وغير مخلقة كما في قوله سبحانه ((يأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (الحج)(5)
وفي هذا إعجاز قوي يدعونا للبحث عن حقيقته فعلى أهل التخصص من المسلمين العمل على إدراك هذه الحقيقة و إظهارها وقد وجدت مقطع فيديو للدكتور ذاكر نايك عن هذا الموضوع قال فيه عرضت هذه الآية على الدكتور مارشال جونسون رئيس قسم التشريح ومدير معهد دانيال بجامعة توماس جيفرسون في فلادفيا في الولايات المتحدة الأمريكية فقال أصبحنا نعلم الآن أننا لو قطعنا الجنين في مرحلة المضغة وقمنا بتحليل الأعضاء لنجد أن بعضها تكون والبعض الأخر لا لذا قال إذا وصفنا هذه المرحلة أنها خلق كامل سنرتكب خطأ لأن بعض الأعضاء لم تتكون بعد وإذا وصفناها بأنها خلق غير كامل فهذا أيضا خطأ لأن بعض الأعضاء اكتمل تكوينها
فلا يوجد وصف للمضغة أفضل من وصف القرءان حين وصفها بمخلقة وغير مخلقة ثم قال أنه في هذه المرحلة هناك خلايا تمايزت وأخرى لم تتمايز . انتهى كلامه
وبعد مرحلة المضغة تنموا العظام بداخلها ثم تكسى بالعضلات واللحم فيزداد وزن الجنين في هذه المرحلة ويكون واضحا عليه النشاط والإحساس فتزداد دقات قلبه ويكثر التحرك فيكون واضحا لكل طبيب مسلم أن ذلك علامة على نفخ الروح فيه وهذا ما جاء في قوله سبحانه ((فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ))
ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ
أي : ثم نفخنا فيه الروح ، فتحرك وصار خلقا آخر ذا سمع وبصر وإدراك وحركة واضطراب
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ
من المعلوم الذي لا يصح الاعتقاد إلا به أنه لا خالق إلا الله ولكن لماذا جاء في هذه الآية قوله سبحانه ((فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )) ذلك إشارة إلى ما أعطاه لرسوله المسيح عيسى إبن مريم فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله كما في قوله سبحانه ((وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُم بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّىٓ أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْـَٔةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًۢا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۖ)) ولكن خلق الجنين ونفخ الروح فيه أعظم من ذلك (( فتبارك الله أحسن الخالقين ))
والروح التي تنفخ في الجنين هي الروح التي خلقها الله بكلمته فهي من أمره لذل يقول سبحانه عنها ((وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ ۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))
فلما ينفخها الملاك الموكل بنفخها في الجنين يصبح خلقا آخر ذا سمع وبصر وإدراك للتعلم والعلم يصبح خلقا نشأته تختلف عن نشأة الجنين قبل ذلك فالجنين قبل ذلك كان كائنا حيا اكتسب حياته من النطفة الأمشاج بفضل الحيوان المنوي ثم ينشأ في رحم أمه ككائن طفيلي يشبه علقة البرك المائية حتى يصير مضغة ثم جنينا يشبه الإنسان ثم تنفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر ذا سمع وبصر وذا نشأة أخرى مهيأة للإدراك والعلم والكلام ((ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )) .