* وَنقل عَن الْأَوْزَاعِيّ يهْلك السُّلْطَان بالإعجاب والاحتجاب * قَالَ الْغَزالِيّ وَهُوَ ...

منذ 2021-10-01
* وَنقل عَن الْأَوْزَاعِيّ يهْلك السُّلْطَان بالإعجاب والاحتجاب
* قَالَ الْغَزالِيّ وَهُوَ مَذْمُوم فِي كتاب الله وَسن رَسُوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
قلت وَيَكْفِي من ذَلِك أَمْرَانِ
أَحدهمَا إِنْكَاره تَعَالَى على من تعرض بِهِ للخذلان قَالَ الله تَعَالَى {وَيَوْم حنين إِذْ أَعجبتكُم كثرتكم فَلم تغن عَنْكُم شَيْئا وَضَاقَتْ عَلَيْكُم الأَرْض بِمَا رَحبَتْ ثمَّ وليتم مُدبرين}
الثَّانِي انتظامه فِي سلك الصِّفَات الْمهْلكَة فَفِي الحَدِيث ثَلَاث مهلكات شح مُطَاع وَهوى مُتبع وَإِعْجَاب الْمَرْء بِنَفسِهِ
* الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة قَالَ بعض الْحُكَمَاء الَّذِي يحد ث للملوك التيه فِي أنفسهم والإعجاب بآرائهم كَثْرَة مَا يسمونه من ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِم وَلَو أَنهم أنصفوهم أَو صدقوهم عَن أنفسهم لَا بصروا الْحق وَلم يخف عَلَيْهِم شَيْء من أنفسهم
* وروى الْخطابِيّ بِسَنَدِهِ أَن يحيى بن الحكم قيل لَهُ عمر بن عبد الْعَزِيز مولده مولده ومنشأه منشأه جَاءَ كَمَا رَأَيْت يَعْنِي فِي الْكَمَال قَالَ أَن أَبَاهُ أرْسلهُ للحجاز شَابًّا سوقة يغْضب النَّاس ويغضبونه ويمخض النَّاس ويمخضونه وَالله لقد ولى الْحجَّاج وَمَا عَرَبِيّ أحسن أدبا مِنْهُ فطالت مُدَّة ولَايَته فَكَانَ لَا يسمع إِلَّا مَا يحب فَمَاتَ وَأَنه لأحمق سيء الْخلق وَالْأَدب
.
.
.
.
.
*الْحُكَمَاء التودد من الضَّعِيف تملق وَمن الْقوي تواضع وكبير همة فتودد إِلَى الْعَامَّة لتخلص لَك محبتهم وتنال الْكَرَامَة مِنْهُم
*وَفِي سياسة أرسطو املك رعيتك بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهَا تظفر بالمحبة مِنْهَا وَاعْلَم أَنَّك لَا تملك الْأَبدَان فتحهَا إِلَى الْقُلُوب إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ
قلت وأشرف من الظفر بِهَذِهِ الْمحبَّة فوزه مَعهَا بمحبة الله تَعَالَى فَفِي الأفلاطونيات يَنْبَغِي للْملك أَن يصادق ربه فِي خلقه وتقتضي محبَّة بِإِعْطَاء كافتهم محبته فيهم
الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة
أَن الْعُدُول بالرعية إِلَى اتخذاها بالكف عَن مَالهَا مَعَ حسن التودد إِلَيْهَا أنْصر جند وَأقرب معِين مِمَّا وَردت بِهِ الْوَصِيَّة وتأكدت بِهِ الْعِنَايَة فَ
*عَن بعض الْحُكَمَاء يَنْبَغِي للسُّلْطَان إِلَّا يتَّخذ الرّعية مَالا وقنية فَيَكُونُوا عَلَيْهِ بلَاء وفتنة وَلَكِن يتخذهم أَهلا وإخوانا يَكُونُوا لَهُ جندا وأعوانا
*قَالَ الطرطوشي وَقد سبق الْمثل إصْلَاح الرّعية خير من كَثْرَة الْجنُود
الْمَسْأَلَة الْخَامِسَة
.
*أَن الْخِصَال الَّتِي تذم الرّعية بهَا السُّلْطَان وَاجِب عَلَيْهِ التحفظ مِنْهَا جهده فَعَن حَكِيم الْفرس معينا مِنْهَا مَا تهم الْعِنَايَة بإيفائه ذمّ الرّعية للْملك من ثَلَاثَة أوجه إِمَّا كريم قصر بِهِ عَن قدره فأورثه ذَلِك ضعفا وَإِمَّا لئيم بلغ بِهِ فَوق قدره فأورثه ذَلِك بطرا وَإِمَّا رجل منع حَظه من الْإِنْصَاف
.
.
.
.
.
الانارة الثَّالِثَة
توسع الْحِيلَة فِي الِاكْتِسَاب بِحَسب مزِيد الفطنة وجودة الْفِكر والروية
* قَالَ بعض الْحُكَمَاء يتحَرَّى ايضا بِبَالِهِ ضروب المهن وَمَا يُمكنهُ أَن ينفذ فِيهِ حِيلَة وَلَا يحفل فِيمَا يُنْفِقهُ من ذَلِك بقول قَائِل
* قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُنَا فِي خدمَة السُّلْطَان والصنائع اللطيفة اشياء يُمكن الْفَهم أَن يخترع مِنْهَا فِي بلد دون بلد وَوقت دون وَقت مكسبا يُخَالف بِهِ الْعَامَّة أَن ساعده البخت
الانارة الرَّابِعَة
سَلامَة السَّعْي من الضّر وَكَثْرَة التَّعَب وان كَانَ الرِّبْح اقل وَحَيْثُ لَا يتهيأ ذَلِك ويضطر إِلَى الْحَرَكَة وخصوصا فِي الْبَحْر فعلى شرطين
أَحدهمَا تخير الاوقات الَّتِي تغلب فِيهَا السَّلامَة مَعَ تقدم استجادة المراكب الْكِبَار غير الْقَدِيمَة والكاملة الْعدة الحاذقة النواتية
وَالثَّانِي تقليل مَسَافَة الجري فِيهِ مَا أمكن قَالَ بعض الْحُكَمَاء وَهَذِه امور مَتى احرزها الحازم مَعَ تقليل ركُوبه كَانَت أقرب إِلَى السَّلامَة
الانارة الْخَامِسَة
اقتصاد النَّفَقَة بتوسطها بَين رذيلتي السَّرف والتبذير
*قَالَ الْبَلْخِي المَال إِنَّمَا يقتني ليرتفق بِهِ فِي مصَالح المعاش وبازاء كل جمع مِنْهُ تَفْرِيق وَمُقَابل كل كسب مِنْهُ اتِّفَاق وَلَكِن دخل مِنْهُ خرج
قَالَ وَلذَلِك قد يُوجد المَال الْكثير إِذا انفق مِنْهُ باسراف لم يلبث أَن ينفذ ويفنى حَتَّى يبْقى صَاحبه عائلا مملقا
قلت وَفِيمَا ارشد اليه الْكتاب الْعَزِيز مَعَ وضوح مَعْنَاهُ كِفَايَة قَالَ تَعَالَى وَالَّذين إِذا انفقوما لم يُسْرِفُوا وَلم يقترُوا وَكَانَ بَين ذَلِك قواما

60db7cc5b3763

  • 0
  • 0
  • 18

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً