تَذْكِرَةُ البَرَرَةِ بأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثَاً فِي فَضَائِلِ سُوْرَةِ البَقَرَة بسم الله ...

منذ 2021-10-03
تَذْكِرَةُ البَرَرَةِ
بأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثَاً فِي فَضَائِلِ سُوْرَةِ البَقَرَة


بسم الله الرحمن الرحيم

ما جاء في فضائل سورة البقرة منفردة

1 - عنْ أبي هُرَيرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قالَ رسولُ الله ﷺ: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ".
[أخرجه مسلم (780)]

2 - عَنْ عَبْدَ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ -: "اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَدْخُلُ بَيْتًا تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ".
[أخرجه الحاكم (2063) والطبراني (8643)، وهو حديث حسن]

3 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "لَا أَلْفَيَنَّ أَحَدَكُمْ يَضَعُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، يَتَغَنَّى وَيَدَعُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ يَقْرَؤُهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفُرُ مِنَ الْبَيْتِ تُقْرَأُ فِيهِ الْبَقَرَةُ، وَإِنَّ ‌أَصْفَرَ ‌الْبُيُوتِ الْجَوْفُ الصِّفْرُ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
[ رواه النسائيّ في الكبرى (10733) والبيهقي في الشُّعَب (2162) مرفوعاً، ورواه الدارميّ (3729)، والطبراني في الكبير (8644)، وغيرهما بلفظ مقارب عن ابن مسعود موقوفًا وهو الصواب]
قوله: "أصفر البيوت": أي البيت الخالي الذي لا يُقرأ فيه كتاب اللَّه، وهو مأخوذ من الصِّفْر.
وقوله: "الجوف الصِّفْر": أي القلب الخالي الذي لا يحفظ من كتاب اللَّه شيئًا.

4 - عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ، وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إِذْ جَالَتِ الفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ، فَقَرَأَ فَجَالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ وَسَكَتَتِ الفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الفَرَسُ فَانْصَرَفَ، وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، حَتَّى مَا يَرَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، قَالَ: فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ المَصَابِيحِ، فَخَرَجَتْ حَتَّى لاَ أَرَاهَا، قَالَ: "وَتَدْرِي مَا ذَاكَ؟"، قَالَ: لاَ، قَالَ: "تِلْكَ المَلاَئِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا، لاَ تَتَوَارَى مِنْهُمْ".
[أخرجه البخاري 5018]

5 - عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَمَا أَنَا أَقْرَأُ اللَّيْلَةَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ إِذْ سَمِعْتُ وَجْبَةً مِنْ خَلْفِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ فَرَسِي انْطَلَقَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيكٍ"، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا مِثْلُ الْمِصْبَاحِ مُدَلًّى بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، يَقُولُ: "اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيكٍ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ نَزَلَتْ لِقِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ ‌لَرَأَيْتَ ‌الْعَجَائِبَ".
[حديث صحيح أخرجه ابن حبان (779)، والطبراني في الكبير (566)، والحاكم (2035)].

6 – عَنْ ‌عُثْمَانَ بْنِ أَبِي ‌الْعَاصِ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَنَا أَصْغَرُ السِّتَّةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ثَقِيفٍ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ سُورَةَ ‌الْبَقَرَةِ.
[حديث حسن أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/308، والطبراني في الكبير (8336) ]

7 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَعْثًا وَهُمْ ذُو عَدَدٍ فَاسْتَقْرَأَهُمْ، فَاسْتَقْرَأَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا مَعَهُ مِنَ القُرْآنِ، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، فَقَالَ: "مَا مَعَكَ يَا فُلَانُ"؟ قَالَ: مَعِي كَذَا وَكَذَا وَسُورَةُ البَقَرَةِ قَالَ: "أَمَعَكَ سُورَةُ البَقَرَة"؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاذْهَبْ ‌فَأَنْتَ ‌أَمِيرُهُمْ"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ سُورَةَ البَقَرَةِ إِلَّا خَشْيَةَ أَلَّا أَقُومَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "تَعَلَّمُوا القُرْآنَ فَاقْرَءُوهُ وَأَقْرِئُوهُ، فَإِنَّ مَثَلَ القُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ بِرِيحِهِ كُلُّ مَكَانٍ وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَيَرْقُدُ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِئَ عَلَى مِسْكٍ".
[أخرجه الترمذي (2876) وحسّنه، والنسائي في الكبرى (8696)، وابن خزيمة (1509)، وابن حبان (2126)، والحاكم (1622)]

8 - عَنْ ‌سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "‌إِنَّ ‌لِكُلِّ ‌شَيْءٍ ‌سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ نَهَارًا لَمْ يَقْرَبْ بَيْتَهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَ لَيَالٍ".
[أخرجه ابن حبان في صحيحه (780)، والطبراني في الكبير (5864)، وأبو يعلى (7554)، والبيهقي في الشُعَب (2161)]

9 - عَنْ أَبِي ‌هُرَيْرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "إِنَّ لِكُلِّ شَيءٍ سَنَامًا، وَسَنَامُ ‌الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَفِيهِ آيَةٌ ‌سَيِّدَةُ آيِ ‌الْقُرْآنِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ، لَا تُقْرَأُ فِي بَيْتٍ وَفِيهِ شَيْطَانٌ إِلَّا خَرَجَ". [أخرجه الترمذي (2878)، وعبد الرزاق في مصنفه (6019)، والحاكم (3026)، والبيهقي في الشُعَب (2171) وفيه ضعف]


10 - عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَبَّاسٌ وَأَبُو سُفْيَانَ –رضي اللهُ عَنْهُما-مَعَهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ - -[يوم حُنَيْن]-قَالَ: فَخَطَبَهُمْ، وَقَالَ: "الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ"، وَقَالَ: "نَادِ: ‌يَا ‌أَصْحَابَ ‌سُورَةِ الْبَقَرَةِ".
[أخرجه أحمد (1776) وغيره، وأصله في مسلم (1775)]

11 - عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: "الْبَقَرَةُ سَنَامُ الْقُرْآنِ وَذُرْوَتُهُ، نَزَلَ مَعَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ‌ثَمَانُونَ ‌مَلَكًا، وَاسْتُخْرِجَتْ ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255] مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَوُصِلَتْ بِهَا، أَوْ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ".
[أخرجه أحمد (20800)، والطبراني (511، و541) وهو ضعيف]

12 - عن أُمَّ الدَّرْدَاءِ –رضي الله عنها-: أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَغَارَ عَلَى جَارٍ لَهُ فَقَتَلَهُ، وَإِنَّهُ أَقْيَدُ مِنْهُ فَقُتِلَ، فَمَا زَالَ الْقُرْآنُ يَنْسَلُّ مِنْهُ سُورَةٌ سُورَةٌ، حَتَّى بَقِيَتِ الْبَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ جُمُعَةً، ثُمَّ إِنَّ آلَ عِمْرَانَ انْسَلَّتْ مِنْهُ، وَأَقَامَتِ الْبَقَرَةُ جُمُعَةً، فَقِيلَ لَهَا: ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [ق: 29] قَالَ: فَخَرَجَتْ كَأَنَّهَا ‌السَّحَابَةُ ‌الْعَظِيمَةُ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أُرَاهُ يَعْنِي أَنَّهُمَا كَانَتَا مَعَهُ فِي قَبْرِهِ تَدْفَعَانِ عَنْهُ وَتُؤْنِسَانِهِ، فَكَانَتَا مِنْ آخِرِ مَا بَقِيَ مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ.
[أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلّام في فضائل القرآن ص 236، وإسناده لا بأس به، وله حكم الرفع فهو مما لا يمكن أن يُقال بالرأي]



ما جاء في فضلها مقرونة بغيرها

13 - عن أبي أمامة الباهلي –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله ﷺ : "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ".
[أخرجه مسلم (804)]
الزهراوان: أي المنيرتان المضيئتان واحدتها زهراء.
غمامتان: مثنى غَمامة وهي بالفتح السحابة، والجمع غمام.
غيايتان: مثنى غَياية بفتح الأول وهي كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه. والغياية السحابة المنفردة وقيل الواقفة.
‌فرقان: طائفتان أو جماعتان.
مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ: وهي جماعةُ الطَّيرِ الباسِطةُ أجنحَتَهَا، والمرادُ أنَّهما يَقيانِ قارِئَهما من حَرِّ الموقِفِ، وكَرْبِ يومِ القيامةِ.
الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ

14 - ‌عن النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ ، يَقُولُ: "‌يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَآلُ عِمْرَانَ"، وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: "كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ، أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا".
[أخرجه مسلم (805)]
شَرْق: أي ضوء.
الحزق: الجماعة من الناس والطير وغيرهما.
15 - عن ‌بُرَيْدَةَ ‌بن ‌الْحُصَيْبِ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "‌تَعَلَّمُوا ‌سُورَةَ ‌الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ". قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "‌تَعَلَّمُوا ‌سُورَةَ ‌الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ. ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلًا ".
[حديث حسن أخرجه أحمد (22950)، والدارمي (3594)، والحاكم (2057)]

16 - عن أبي هريرة –رضي اللهُ عَنْهُ-قال: قال رسول اللَّه -ﷺ -: "اقرؤوا الزهراوين، اقرؤوا البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو فرقان من طير صواف".
[حسن: رواه البزّار -كشف الأستار- (2303) وإسناده حسن]

17 - عَنْ أَنَسٍ بن مالك –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: َكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، جَدَّ فِينَا - يَعْنِي عَظُمَ -.
وفي رواية (‌يُعَدُّ ‌فِينَا ‌عَظِيمًا) وفي أخرى (‌عُدَّ ‌فِينَا ‌ذُو ‌شَأْنٍ)
[حديث صحيح أخرجه أحمد (12215، و12216)، وابن حبان (744) وغيرهما وأصله في الصحيحين].


من السبع الطوال التي أُوتيها النبي - ﷺ - مكان التوراة، ومن تعلمهن صار عالماً

18 - عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : " ‌أُعْطِيتُ ‌مَكَانَ ‌التَّوْرَاةِ ‌السَّبْعَ الطِّوَالَ، وَمَكَانَ الزَّبُورِ الْمِئِينَ، وَمَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ ".
[حديث حسن أخرجه أحمد(16982)، والطبراني في الكبير (186)، والبيهقي في الشُّعَب (2192)، وغيرهم]

19 - عَنْ عَائِشَةَ –رضي اللهُ عَنْهُا- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الْأُوَلَ فَهُوَ حَبْرٌ".
[حديث حسن، أخرجه أحمد (2443)، والحاكم (2070)، والبيهقي في الشّعَب (2415)، وغيرهم].
حَبْر: أي عالم، والبقرة وآل عمران من السَبْع الأُوَل.


كثرة صلاة النبي ﷺ بها أو ببعض آياتها

20 - عَنْ حُذَيْفَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ، ‌فَافْتَتَحَ ‌الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ"، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى"، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ.
[أخرجه مسلم (203)]

21 - عن ابنّ عبَّاس –رضي اللهُ عَنْهُما-: قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ [البقرة: 136]، وَالَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ: ﴿تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ [آل عمران: 64].
[أخرجه مسلم (727)]

22 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "مَا خَيَّبَ اللَّهُ عَبْدًا قَامَ فِي ‌جَوْفِ ‌اللَّيْلِ، فَافْتَتَحَ ‌سُورَةَ ‌الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ، وَنِعْمَ كَنْزُ الْمَرْءِ الْبَقَرَةُ، وَآلُ عِمْرَانَ".
[أخرجه الطبراني في الأوسط (1772) وهو ضعيف]



فيها اسم الله تعالى الأعظم

23 - عن أبي أُمَامَة –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله ﷺ : "اسْمُ اللهِ الأعْظَمُ الذي إذا دُعِيَ بهِ أجابَ ؛ في ثلاثِ سُوَرٍ من القُرآنِ : في البَقرةِ، وآلِ عِمْرانَ، وطه". يعني: الحي القيّوم.
[حديث حسن أخرجه ابن ماجه (3856)، والطبراني في الكبير (7925)، والحاكم (1861)، والبيهقي في الأسماء والصفات (27) وغيرهم].

24 - عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ –رضي اللهُ عَنْهُا- قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: " فِي هَذه الْآيَتَيْنِ: ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [‌البقرة: 255] وَ ﴿الم ۝ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [آل عمران: 2] إِنَّ فِيهِمَا اسْمَ ‌اللهِ ‌الْأَعْظَمَ"
[أخرجه أحمد (27611)، وأبو داود (1496) ، والترمذي (3478) ، وابن ماجه (3855)، وهو حديث ضعيف]

فيها آية الكرسي أعظم آي القرآن وطاردة الشيطان

25 - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟" قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟" قَالَ: قُلْتُ: ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾[البقرة: 255]. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: "وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ".
[أخرجه مسلم (810)]

26 - عَنْ أُبَيٍّ بْنِ كَعْبٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَأَلَهُ: "أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ أَعْظَمُ؟" قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَرَدَّدَهَا مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: "لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا ‌لِسَانًا ‌وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ".
[حديث صحيح أخرجه أحمد (21278)]

27 – عن ابنِ الأسْقَعِ –رضي اللهُ عَنْهُ- أنَّ النَّبيَّ - ﷺ - جاءهم في صُفَّةِ المهاجرين فسأله إنسانٌ: أيُّ آية في ‌القرآن ‌أعظمُ؟ قال النبي - ﷺ -: ﴿‌اللَّهُ ‌لَا ‌إِلَهَ ‌إِلَّا ‌هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة:255].
[حسن أخرجه أبو داود (4003)، والطبراني في الكبير (999)]

28 - عن أبي ذَرٍّ –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قلت: يا رسول الله! فأيُّما أُنزل عليك أعظم؟ قال: "آيةُ الكرسي".
[أخرجه ابن حبان (361) وغيره، وهو حديث صحيح لغيره]

29 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَبِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، شَكَى حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ". فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ ﷺ : إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلَا أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ" فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ، هَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هِيَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾[البقرة: 255] حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ: "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: "مَا هِيَ؟" قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَهَا ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾[البقرة: 255] وَقَالَ: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ الشَّيْطَانُ حَتَّى تُصْبِحَ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : "أَمَا إِنَّهُ كَذُوبٌ وَقَدْ صَدَقَكَ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثٍ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟" فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: "ذَلِكَ الشَّيْطَانُ".
[حديث صحيح أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10927)، وابن خزيمة (2424)، وذكره البخاري مُعَلّقا (2311)]

30 – عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ جَرِينٌ فِيهِ تَمْرٌ، وَكَانَ مِمَّا يَتَعَاهَدُهُ فَيَجِدُهُ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ كَهَيْئَةِ الْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ، جِنٌّ أَمْ إِنْسٌ؟ فَقَالَ: جِنٌّ، فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، ‌فَإِذَا ‌يَدُ ‌كَلْبٍ ‌وَشَعْرُ ‌كَلْبٍ، فَقُلْتُ: هَكَذَا خُلِقَ الْجِنُّ!، فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَنَّهُ مَا فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنِّي، فَقُلْتُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ، قُلْتُ: فَمَا الَّذِي يَحْرِزُنَا مِنْكُمْ؟ فَقَالَ: هَذِهِ الآيَةُ، آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: فَتَرَكْتُهُ، وَغَدَا أُبَيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "صَدَقَ الْخَبِيثُ".
[حديث صحيح أخرجه النسائي في الكبرى (10730)، وابن حبان (784)، والحاكم (2064)]

31 - عن أبي أمامة الباهلي –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله ﷺ : "مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ".
[حديث صحيح أخرجه النسائي في الكبرى (9848)، والطبراني في الكبير (7532)، والأوسط (8068)، والبيهقي في شعب الإيمان].

ما جاء في فضل خواتيمها وأنها كانت فرجاً للمؤمنين

32 - عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأنصاري -رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : "مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ".
[أخرجه البخاري (5009)، ومسلم (808)]

33 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي اللهُ عَنْهُما- قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ".
[أخرجه مسلم (806)]

34 - عن حذيفة بن اليمان –رضي اللهُ عَنْهُ- أنّ رسول الله ﷺ قال: " فُضِّلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ لَهَا الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا عَلَى صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ "، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ ذَا: " وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ ‌مِنْ ‌كَنْزٍ ‌تَحْتَ ‌الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي "
[حديث صحيح أخرجه أحمد(23251)، والنسائي في الكبرى (7968)، وابن حبان (1697)، والبيهقي في شعب الإيمان (2178)].

35 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، قَالَ: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَأَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ، فَخَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبَهَا الشَّيْطَانُ".
[حديث حسن أخرجه أحمد (18414)، والترمذي (2882)، والنسائي في الكبرى (10737)، والدارمي (3590)، وغيرهم].

36 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي اللهُ عَنْهُما- قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ ".
[أخرجه مسلم (806)]

37 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ ، انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا، قَالَ: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [النجم: 16]، قَالَ: "فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ"، قَالَ: فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا، ‌الْمُقْحِمَاتُ.
[أخرجه مسلم (173)]

38 - عن أبي ذَرٍّ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَتَمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِآيَتَيْنِ أُعْطِيتُهُمَا مِنْ كَنْزِهِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَعَلَّمُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ نِسَاءَكُمْ، فَإِنَّهُمَا صَلَاةٌ وَقُرْآنٌ وَدُعَاءٌ".
[أخرجه الحاكم (2066)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2181)]

39 – عن أَبِي ذَرٍّ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ ‌بَيْتِ ‌كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي".
[حديث صحيح لغيره، أخرجه أحمد (21344)]

40 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 284]، قَالَ: فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ ﷺ ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ، فَقَالُوا: أَيْ رَسُولَ اللهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ، الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ، وَقَدِ اُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟ بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ، ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِي إِثْرِهَا: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: 285]، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللهُ تَعَالَى، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: نَعَمْ " ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: نَعَمْ " ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: نَعَمْ " ﴿وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: نَعَمْ ".
[أخرجه مسلم (125)]

41 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي اللهُ عَنْهُما- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ﴾ [البقرة: 284]، قَالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : " قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا " قَالَ: فَأَلْقَى اللهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ " ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ " ﴿وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ.
[أخرجه مسلم (126)]




*تم بحمد الله*
  • 1
  • 0
  • 335

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً