الحَمدُ للهِ وَحدَه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على من لا نَبِيَّ بعده. قال رسول الله (لا تتمنَّوا ...
منذ 2021-11-26
الحَمدُ للهِ وَحدَه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على من لا نَبِيَّ بعده.
قال رسول الله (لا تتمنَّوا الموتَ ؛ فإنَّ هولَ المطَّلَعِ شديدٌ، وإنَّ من السَّعادةِ أن يطولَ عمرَ العَبدِ ويرزقُه اللهُ الإنابةَ).
●تمنِّي الموت يقع على وجوهٍ:
أولاً: تمنِّيه لضرّ دنيويّ ينزل بالعبد، فينهى حينئذٍ عن تمنّي الموت.
قال رسول الله ﷺ (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي).
ووجه الكراهة في هذه الحال أن المتمنيّ للموت لضرٍّ نزل به، إنما يَتمناه تعجيلاً للاستراحةِ من ضرِّه، وهو لا يدري إلى ما يَصِيرُ إليه بعد الموت، فلعله يصير إلى ضرّ أعظم من ضره، فيكون كالمُستجِير من الرَّمضاء بالنار.
ثانياً: تمنِّي الموت خوف الفتنة في الدِّين، فيجوز حينئذٍ، وقد تمنَّاه ودعا به خشية الفتنة في الدين خلقٌ من الصحابة وأئمة الإسلام، وفي الحديث: (وإذا أردتَ بعبادِك فتنةً فاقبِضني إليكَ غيرَ مفتونٍ).
ثالثاً: تمنِّي الموت عند حضور أسباب الشَّهادة اغتناماً لحصولها، فيجوز ذلك أيضاً، وسؤالُ الصحابة الشهادةَ وتعرُّضهُم لها عند حضور الجِهاد كثيرٌ مشهور.
○ وفي دُعاء النبي ﷺ " اللَّهُم اجْعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خير، والموتَ راحَةً لِي من كلِّ شر ".
والله أعلم، وصلى الله على سَيِّدنا محمد وعلى آله وصَحبِه أجمعين.
📚 أنظر: مُختَصَر لطَائِف المَعَارِف، للحَافِظ ابن رَجَب الحَنبَلِيّ. (٢٣٥-٢٣٦).
قال رسول الله (لا تتمنَّوا الموتَ ؛ فإنَّ هولَ المطَّلَعِ شديدٌ، وإنَّ من السَّعادةِ أن يطولَ عمرَ العَبدِ ويرزقُه اللهُ الإنابةَ).
●تمنِّي الموت يقع على وجوهٍ:
أولاً: تمنِّيه لضرّ دنيويّ ينزل بالعبد، فينهى حينئذٍ عن تمنّي الموت.
قال رسول الله ﷺ (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي).
ووجه الكراهة في هذه الحال أن المتمنيّ للموت لضرٍّ نزل به، إنما يَتمناه تعجيلاً للاستراحةِ من ضرِّه، وهو لا يدري إلى ما يَصِيرُ إليه بعد الموت، فلعله يصير إلى ضرّ أعظم من ضره، فيكون كالمُستجِير من الرَّمضاء بالنار.
ثانياً: تمنِّي الموت خوف الفتنة في الدِّين، فيجوز حينئذٍ، وقد تمنَّاه ودعا به خشية الفتنة في الدين خلقٌ من الصحابة وأئمة الإسلام، وفي الحديث: (وإذا أردتَ بعبادِك فتنةً فاقبِضني إليكَ غيرَ مفتونٍ).
ثالثاً: تمنِّي الموت عند حضور أسباب الشَّهادة اغتناماً لحصولها، فيجوز ذلك أيضاً، وسؤالُ الصحابة الشهادةَ وتعرُّضهُم لها عند حضور الجِهاد كثيرٌ مشهور.
○ وفي دُعاء النبي ﷺ " اللَّهُم اجْعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خير، والموتَ راحَةً لِي من كلِّ شر ".
والله أعلم، وصلى الله على سَيِّدنا محمد وعلى آله وصَحبِه أجمعين.
📚 أنظر: مُختَصَر لطَائِف المَعَارِف، للحَافِظ ابن رَجَب الحَنبَلِيّ. (٢٣٥-٢٣٦).