👈 حكم قول بوركتم وجزيتم خيرا ونحوها من الألفاظ التي يُحذف فيها اسم الله. الأصل في التحيات ...

منذ 2022-01-06
👈 حكم قول بوركتم وجزيتم خيرا ونحوها من الألفاظ التي يُحذف فيها اسم الله.

الأصل في التحيات والسلام بين الناس وعبارات الشكر والثناء أن يردّها المسلم كما سمعها من أخيه لقوله تعالى " وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا "، فمن قال لك " بارك الله فيك " فردّها وفيك يبارك الله أو وفيك بارك الله " ومن قال لك " جزاكم الله خيرا " فردّها " وجزاكم الله خيرا أو وخيرا جزاكم الله أو الرحمان " وهكذا، أما ردّك عمن قال لك " بارك الله فيك " بقولك " وفيكم أو بوركتم " ففيه عدة مفاسد منها:

١- حذف اسم الله تعالى، فلو ذكرت اسم الله لكان أولى وأفضل وأحسن، ولزدت في رصيدك حسنة وذكرا لله تعالى.
٢- ردّك ب " بوركتم " على " بارك الله فيك " فيه نقص وإخلال بقوله تعالى " فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا " فأنت لم تردّها كما سمعتها فضلا أنك رددت بأحسن منها، ويُخشى على صاحبها الإثم إذا كان هذا دأبه.
٣- الردّ بمثل هذه العبارات، تُوهم بأن الرادّ غير مهتم ولا يبالي بالمردود عليه، ولا يملك وقتا أو يأنف أن يردّها كاملة كما سمعها، وهذا قد يورث الكبر والاستعلاء على الخلق.
٤- هناك قاعدة عند أهل اللغة تقول " أن الزيادة في المبنى زيادة في المعنى " وكذلك النقص في المبنى نقص في المعنى، فمن ردّ بمثل هاته الردود المختصرة يكون قد أنقص من أجره وغلق باب الودّ بينه وبين أخيه وهو لا يشعر.
٥- قد يستدل من يجيز هذا بقوله تعالى " أن بورك من في النار ومن حولها " فنقول له :
١- أنّ قائل ذلك هو الله نفسه سبحانه وتعالى.
٢- أنّ هذا ابتداء وليس ردّا، فالابتداء سنة بخلاف الرد فرض وواجب.
٣- أنّ هذا مخالف للأصل وما عليه السنة وعمل الصحابة والتابعين والسلف، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله حتى عند اللعن فيقول " لعن الله قوما و لعن الله اليهود وغيرها "
٦- في قولك " بوركتم أو جزيتم خيرا " يكون الفاعل مبنيا للمجهول وغير معلومٍ، فإن قال قائل بل هو معلوم لدى الناس بديهة فنقول له اذكر الله ولا تجعله ضميرا مستترا خيرا لك ولأخيك وللمسلمين.

👈 فوائد ذكر الله وردّ التحيات وهذه العبارات كما سمعها المسلم :

١- فيه ذكر لله سبحانه وزيادةٌ في الحسنات ورفعةٌ في الدرجات.
٢- فيه استغفار للذنوب وكفّارة للخطايا والآثام خاصة زلّات اللسان لقوله تعالى " ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم "
٣- فيه فتح للقلوب ونشرٌ للمحبة والأُلفة والإخاء بين المسلمين.
٤- فيه طرد للشيطان وإبعادٌ لوسوسته ونزغه ونفثه وهمزه.
٥- فيه احترامٌ للمسلمين وتقديرهم والتواضع لهم.
٦- فيه إضعاف لكبر النفوس وحب احتقار الناس والاستعلاء عليهم.
٧-فيه دعاءٌ للمسلمين بالبركة والخير.
٨- فيه دعاء للنفس بالخير والبركة، فالدعاء مردود عليك إن شاء الله.

الخلاصة إخوة الإيمان، أنّ الإنسان يسعى لفتح القلوب لا لغلقها، وأن يردّ الحسنة حسنات وأن يسدّ أي ثغرٍ يدخل منه الشيطان لينزغ بين الناس، وهذا أمر استشرى في الناس وكلنا نقع فيه والله المستعان، ولكن هذا هو الحق وأُمرنا بتبليغه، فأنا كتبت هذا وبلّغتكم وأنتم ستبلّغونه، والحمد لله رب العالمين.


🖋أبو زرعة.
  • 0
  • 0
  • 3,060

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً