نشر ثقافة السلم الأهلي في المجتمع فرج مراجع فرج بن موسى | FARAG MURAJIA FARAG BIN MOUSA ومن ...

منذ 2022-02-26
نشر ثقافة السلم الأهلي في المجتمع

فرج مراجع فرج بن موسى | FARAG MURAJIA FARAG BIN MOUSA

ومن أجل نشر ثقافة السلم الأهلي علينا أن نشاهد محاربون من أجل السلام، عبر المنصات الإعلامية لتعريز التفاهم مع "الآخر"، وتتعاون في تلك المجالس المحلية والوطنية والمؤسسات التعليمية والرياضية والاجتماعية والسياسية، وسينتج عن هذا التواصل بإذن الله تعزيز السِّلم الأهلي، وبناء التوافق والثقة والصلح والعفو بين أبناء المجتمع الليبي، وإنشاء مؤسسة سياسية تهدف لعلاج مسألة السلم الأهلي، وننوه هنا إلى ضرورة الاهتمام بالشباب، ودمْجهم في تصدر الوظائف المهمة، لا سيما الجانب السياسي، والفكري، والثقافي، ومنح العقول العلمية الحقوق في وضع أساس ثقافة السلم الأهلي، قال سبحانه وتعالى ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾، أي لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه، ولا يستوي الإحسان إلى الخلق ولا الإساءة إليهم، لا في ذاتها ولا في وصفها ولا في جزائها ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾، ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ أي: فإذا أساء إليك مسيء، من الخلق خصوصاً من له حق كبير عليك، كالأقارب والأصحاب ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فصِلهُ، وإن ظلمك فاعف عنه، وإن تكلم فيك غائباً أو حاضراً فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللين، وإن هجرك وترك خطابك فطيب له الكلام، وابدل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة، ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ أي: كأنه قريب شفيق، وقال تعالى ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾، أي: وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة ﴿ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا﴾ نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان، فإذا صبَّر الإنسان نفسه، وامتثل أمر ربه، وعرف جزيل الثواب، وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله لا يفيد شيئا ولا يزيد العداوة إلا شدة، وأن إحسانه إليه ليس بواضع قدره، بل من تواضع لله رفعه، هان عليه الأمر، وفعل ذلك متلذذاً مستحلياً له.
أمرُّ بصاحبي أُلقي السَلاما ... . أميلُ إليهِ حُبًّا واحتراما
فما أصفى القلوبَ إذا تآخَتْ ..... وأشقاها إذا شحنَتْ خِصاما
وخيرُ الناسِ مَن في الناسِ يَسعى ... بخيرٍ أو يوَدُّ لهم وِئاما
وشرُّ الناسِ من يَسعى لشَرٍّ ... ويقضي العمرَ حِقداً وانتقاما!
صدقْتَ أيا رسول اللَّهِ إنِّي ... فديْتُك واتخذتُك لي إماما
تقولُ لنا إذا رمْتُم إخاءً .... وحُبًّا بينَكم: "أفشُوا السلاما" ...

المصادر والمراجع:
1- سورة فصلت ، الآية 34
2- سورة الرحمن، الآية 60
3- بيت الشعر ل محمود أفلح
______________________________
ومع أن ثقافة السلام بدأت كبرنامج لليونسكو، فقد شاهدنا منذ الأيام الأولى أنها أصبحت حركة عالمية، وساهمت في نشر السلام في السلفادور، وتم التعبير عن دافع مؤسسيها ببلاغة في ديباجة دستور اليونسكو: "لن يكون السلام الذي يعتمد حصريًا على الترتيبات السياسية والاقتصادية للحكومات هو السلام الذي يمكن أن يؤمن الدعم الجماعي والدائم والصادق لشعوب العالم؛ لذلك يجب أن يقوم السلام، حتى لا يفشل، على التضامن الفكري والأخلاقي للبشرية ". وبناءً على ذلك، تحتوي الديباجة على عبارة لا تُنسى، "بما أن الحروب تبدأ في عقول الرجال، فيجب بناء دفاعات السلام في أذهان البشر"، تظهر الثقافة في اسم اليونسكو الذي تم تأسيسه كمنظمة ثقافية للأمم المتحدة. تهتم اليونسكو "بالقيم والمواقف والتقاليد وأنماط السلوك وأساليب الحياة" - وهي عبارة تفتح المادة الأولى من إعلان ثقافة السلام الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية المطاف في عام 1999. منذ البداية، اليونسكو لم يهتم بالثقافة في حد ذاتها، بل بالثقافة من أجل السلام. ومن ثم، ينص دستور اليونسكو على أن الغرض من المنظمة هو "النهوض، من خلال العلاقات التعليمية والعلمية والثقافية لشعوب، ديفيد آدامز، التاريخ المبكر لثقافة السلام، https://www.culture-of-peace.info/history/introduction.html



فرج مراجع بن موسى
2-10-2021

5d0d9f54cf01f

  • 0
  • 0
  • 110

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً