اعلموا يا عباد الله أن ما أصابنا من محنة وبلاء ووباء وإن كان في ظاهره شر ففيه الخير مما علمناه ومما ...

منذ 2022-03-19
اعلموا يا عباد الله أن ما أصابنا من محنة وبلاء ووباء وإن كان في ظاهره شر ففيه الخير مما علمناه ومما لا نعلمه؛ كما قال ﷻ: (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) ~ [النور:١١].

فكم علمنا هذا الوباء وغيره من الأمراض: أن العافية لا تقدر بثمن، وأن الشكر عليها يكون بالقلب؛ خضوعا واستكانة، وباللسان؛ ثناء واعترافا، وبالجوارح؛ طاعة وانقيادا.

وعلمنا هذا الوباء أن من مقاصد الشريعة التي جاء الإسلام بها: حفظ الضروريات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال؛ وقد قيض لنا في بلادنا بفضل من الله ﷻ ثم قيادتنا المباركة من يقوم بحفظها، ويسعى لتحقيقها لكل فرد في هذه البلاد.

علمنا هذا الوباء أن من أعظم الحرمان: البعد عن أحب الأماكن إلى الله وهي المساجد، وكذلك تباعدنا عن إخواننا في الصلاة؛ ولكن للضرورة أحكام.

علمنا هذا الوباء أن كثيرا من القيم الإسلامية نستطيع التمسك بها ولو كنا معزولين عن العالم الخارجي، وأن الكماليات التي نتكلف بها لا حاجة لها ويمكن العيش بدونها، مما يكون فيه إسراف وتبذير.

والآن وبفضل من الله كشفت الغمة عن الأمة، واجتمعت القلوب قبل الأجساد في بيوت رب العباد، وتراصت الصفوف للصلاة بعد التباعد، وسمعنا من أئمة المساجد لكل عبد ساجد: الوصية بالتراص وإقامة الصفوف، فلله الفضل والمنة.

لا تنسى -أخي المسلم- ‌دعاء رفع الوباء والبلاء في صلاتك لك ولبلدك والمسلمين عامَّة. هذا، وصلوا على نبيكم كما أمركم بذلك ربكم، فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ~ [الأحزاب:٥٦]، وقال ‏ﷺ: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا" ~ (رواه مسلم).

6162a40e66a69

  • 0
  • 0
  • 168

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً