اللهم إني صائم ...

منذ 2022-04-08
اللهم إني صائم

ياسر عبدالله بن دحيم

الأخلاق التي ينبغي للصائم أن يلتزمها كثيرة فكل أدبٍ وخلقٍ كريم دعا له الإسلام فحري بالصائم أن يتحلى به وقد ورد في بعض الأحاديث توجيهات خاصة للصائمين زيادة تنبيه وحض على الاتصاف بكريم الأخلاق ومن ذلك ما جاء عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( الصيام جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم ) أخرجه البخاري ومسلم

هذا الأدب النبوي الذي أمر به الرسول الصائم بأن يتخلق به في مقابل الإساءة التي تحصل من بعض الناس الذين غابت عنهم حكم الصيام .

نلاحظ أن هذا الأدب النبوي يفتقده بعض المسلمين الصائمين في هذا الزمان ذلك أنك تجد في أسواقنا في شهر رمضان بعد العصر ارتفاع الأصوات والمنازعات والخصومات خاصة عند البيع والشراء والتي قد تصل إلى المضاربة والاشتباك بالأيدي ويبرر بعض من يفعل ذلك بأنه صائم ؟!!

أي أن اشتداد العطش والجوع عليه يسوغ له تلك التصرفات فتراه قد ضاقت حاله وأصبح كالبالون المنتفخ المستعد للانفجار عند أول ملامسة فما أن يحصل احتكاك بينه وبين آخرين إلا وقد ارتفعت الأصوات وبدأت المنازعات واحمرت الوجوه وهذا مخالف تماماً للحكمة الشرعية من فرض الصيام وهي تحقيق التقوى ( لعلكم تتقون ) .

فأين هذه التقوى إذا كان الإنسان صخاباً رافعاً صوته يؤذي هذا ويزعج ذاك لأدنى سبب ؟! فليست من صفة المسلم الحق الصخب ورفع الصوت وقد جاء في الأثر (إن الله يبغض كل جعظري جواظ صخاب في الأسواق ) وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم (وإياكم وهيشات الأسواق ) أَيْ والْمُنَازَعَة وَالْخُصُومَات وَارْتِفَاع الْأَصْوَات وَاللَّغَط .

إن من صفات المؤمن أن يكون هيناً ليناً يدفع السيئة بالحسنة ويكظم الغيظ ويعفو عن الزلل ولا يتتبع الأخطاء ولا يحملها فوق ما تحتمل ويغض الطرف عن الصغائر ويقبل الأعذار فإن ذلك من صفات أهل الإحسان (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)

أخي الصائم : لا تظن أن قولك لمن يعتدي عليك ( إني صائم ) ضعفاً فيك أو خوفا من خصمك بل هو أدب نبوي كريم يعلمه رسولنا للصائم والتزام أمر الله ورسوله رفعة عزة فإن علو الإنسان ورفعته أن يترفع عن سفاسف الأمور ويتعالى على حظوظ نفسه ومن تواضع لله تعالى رفعه الله فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : (وما زاد رجلا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه الترمذي .

فكن من عباد الله الذين وصفهم بقوله (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) .
  • 0
  • 0
  • 156

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً