شرح معاني اذكار الصلاة || أدعية الاستفتاح 1- ( سبحانك اللهم و بحمدك , و تبارك اسمك , و تعالى ...

منذ 2022-04-19
شرح معاني اذكار الصلاة || أدعية الاستفتاح

1- ( سبحانك اللهم و بحمدك , و تبارك اسمك ,
و تعالى جدك , و لا إله غيرك ) من حديث عائشة رضي الله عنها ,أخرجه ابوداود في سننه , والحاكم في مستدركه ,
كتاب الصلاة وصححه , وافقه الذهبي .

" سبحانك اللهم " تنزيه , " وبحمدك " إثبات , فهذه الجملة تتضمن التنزيه والإثبات ومعناها : تنزيها لك يا رب عن :
- النقص في صفات الكمال ، كالعلم والحياة .

- صفات النقص المجردة عن الكمال ، كالعجز والظلم

- مماثلة المخلوقات .

و " اللهم " أصله يا الله ، لكن حذفت « يا" النداء، وعوض عنها الميم وبقيت " الله " وانما حذفت الـ( يا) لكثرة الاستعمال وعوض عنها الميم للدلالة عليها, وأخرت بعد لفظ الجلالة تيمناً وتبركا ً بالابتداء باسم " الله " واختير حرف الميم دون غيره من الحروف للدلالة على الجمع , كأن الداعي يجمع قلبه على ربه عز وجل , وعلى ما يريد أن يدهوه به .

والحمد هو وصف المحمود بالكمال مع محبته وتعظيمه : الكمال الذاتي ، والكمال الفعلي , فالله سبحانه وتعالى كامل في ذاته ، ومن لازم ذلك أن يكون كاملاً في صفاته , كذلك في فعله ، ففعله جل وعلا دائر بين العدل والإحسان لا يمكن أن يظلم ، إما أن يعامل عباده بالعدل ، وإما أن يعاملهم بالإحسان ء فالمسيء يعامله بالعدل ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) الشورى40،. والمحسن يعامله بالفضل ( من جاء فله عشر أمثالها ) الانعام160 ,
ومن كان فعله دائراً بين هذين الأمرين : العدل والفضل , فلا شك أنه محمود على أفعاله , كما هو
محمود على صفاته .
والواو هنا تفيد معنى المعية , يعني : نزهتك تنزيهاً مقروناً بالحمد .


" وتبارك اسمك " أي : كمل وتعاظم وتقدس , وجاء بناؤها على
السعة والمبالغة ، فدل على كمال بركتها وعظمتها و سعتها ,. ولا يقال ذلك
إلا له سبحانه وتعالى , فإن " تبارك " من باب " مجد " والمجد كثرة صفات الجلال والكمال والسعة والفضل , فاسم الله نفسه كله بركة , ومثاله : إذا سميت على الطعام لم يشاركك الشيطان فيه , وان لم تسم شاركك , ولو ذبحت ذبيحة بدون تسمية لكانت ميتة نجسة حراماً، ولو سميت الله عليها لكانت ذكية طيبة حلالآ , وكل أمر لا يبدأ ببسم الله فهو أبتر .

" وتعالى جدك " تعالى : أي ارتفع ارتفاعاً معنوياً ، والجد : العظمة , والمعنى : علت عظمتك وارتفعت بحيث لا يساميها أي عظمة من عظمة المخلوق.
" ولا إله غيرك " هذه كلمة التوحيد التي أرسل بها جميع الرسل عليهم السلام , ومعناها : لا معبود بحق إلا الله فيكون توحيده سبحانه بالألوهية مبنياً على كماله ، فالسابق كالسبب الذي بني عليه اللاحق ، يعني انه لكمال صفاتك لا معبود حق إلا أنت .

6217667ee7634

  • 0
  • 0
  • 132

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً