أ- سورة الفاتحة ( الحمدلله) الحمد هو : الوصف بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم , والألف واللام في ...

منذ 2022-04-28
أ- سورة الفاتحة

( الحمدلله) الحمد هو : الوصف بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم , والألف واللام في "الحمد" لا ستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى .

"رب العالمين " : الرب هو الخالق المالك المتصرف ، ولا يستعمل
لغير الله سبحانه إلا بالإضافة , كقولك : رب الدار , و " العالمين " : جمع عالم
، وهو كل موجود سوى الله عز وجل من أصناف المخلوقات في السموات والبر والبحر ، والعالم مشتق من العلامة , لأنه علم دال على وجود خالقه سبحانه .

(الرحمن الرحيم ) : اسمان مشـتـقان من الرحمة على وجه المبالغة , والأول أبلغ لعمومه في الدارين لجميع خلقه , أما الثاني فخاص بالمؤمنين .

(مالك يوم الدين ) : لايملك مع الله سبحانه أحد في يوم القيامة حكماً كملكهم في الدنيا , , يدينهم بأعمالهم إن خيراً فخير , وإن شراً فشر , إلا من عفى عنه سبحانه , قال تعالى (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)غافر16 , وقال صلى الله عليه وسلم " يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة , ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك , أين ملوك الأرض ؟"من حديث ابي هريرة رضي الله عنه , أخرجه مسلم في صحيحه .

و(الدين) : الجزاء والحساب .

( إياك نعبد وإياك نستعين ) : هذان مرجع الدين , وقدم المفعول
للاهتمام والحصر , والمعنى : لا نعبد إلا إياك ولا نستعين ونتوكل إلا
عليك , وهذا هو كمال الطاعة , فالأول تبرؤ من الشرك , والثاني تبرؤ
من الحول والقوة . وتحول الكلام من الغيبة إلى الواجهة بكاف
الخطاب , لأن القارئ كأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى , فلهذا
قال ( إياك ) وهذا دليل على أن أول السورة خبر من الله تعالى
بالثناء على نفسه الكريمة , وإرشاده لعباده أن يثنوا عليه بذلك .

( إياك نعبد ) أي : نوحد ونخاف ونرجو، ( وإياك نستعين ) على
طاعتك ، وعلى أمورنا كلها, وقدم العبادة له , لأ نها هي المقصودة , والاستعانة وسيلة إليها , وللاهتمام والحزم يقدم الأهم فالأهم .

( اهدنا الصراط المستقيم )أي : بعد تقدم الثناء على المسؤول تبارك
وتعالى ناسب أن يعقب بالسؤال وهو الهداية , والهداية ها هنا هي
هداية الإرشاد , أي العلم ، وهداية التوفيق ، أي العمل ، والصراط أي
الطريق الواضح المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ، الذي نصبه الله لأ هل
نعمته ، وهو العبادة ، فالصراط ها هنا المتابعة للأمر الله تعالى وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، والمؤمن يسأل الله تعالى في كل صلاة الهداية , وذلك لان العبد مفتقر
في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية ، ورسوخه
فيها، وتبصره , وازدياده منها , واستمراره عليها, فمعنى (اهدناالصراط المستـقيم )أي : استمر بنا عليه ولا تعدل بنا إلى غيره .

( صراط الذين أنعمت عليهم ) : المنعم عليهم هم المذكورون في
قوله تعالى ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من
النبـيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "69" ذلك الفضل
من الله وكفى بالله عليما "70" ) ( النساء : 69،70 ) . أي أنعمت عليهم
بطاعتك وعبادتك من ملائكتك , وأنبيائك , والصد يقين , والشهداء ,
والصالحين .

(المغضوب عليهم ) : هم اليهود وكل من علم الحق , ولم يعمل به .
(الضالين ) : هم النصارى وكل من جهل الحق , وقدم اليهود على
النصارى في الذكر, لأنهم كانوا هم الذين يلون النبي صلى الله عليه وسلم, حيث
كانوا جيرانه في المدينة بخلاف النصارى فإن ديارهم كانت نائية ( بعيدة)، ولذا
نجد خطاب اليهود والكلام معهم في القرآن أكثر من خطاب
النصارى .


" آمين " بتخفيف الميم , أي: اللهم استجب لنا ما سألناك من
الهداية إلى الصراط المستقيم إلى آخره , قال الفقهاء : من شدد الميم
بطلت صلاته , لأنه معناها حينئذ : قاصدين , وهذا من جنس كلام المخلوفين .(انظرالشرح الممتع3/96.

وفي التامين فضل عظيم , فمع كونه قولاً يسيراً لا كلفة فيه ,
يترتب عليه المغفرة ، قال صلى الله عليه وسلم : (إذا قال أحدكم آمين ، وقالت الملائكة في
السماء آمين ، فوافقت إحداهماالأخرى ، غفر له ما تقدم من ذنبه ).
من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ,أخرجه البخاري في صحيحه كتاب صفةالصلاةباب التأمين1/310ح169.

يتبع بعون الله بقية تدبر معاني وأقوال الصلاة

6217667ee7634

  • 0
  • 0
  • 171

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً