{ ماتت الفلسفة } شعار ( موت الفلسفة ) الذي أطلقه الفيزيائي Stephen Hawking - المولود سنة 1942، و ...

منذ 2022-06-01
{ ماتت الفلسفة }

شعار ( موت الفلسفة ) الذي أطلقه الفيزيائي Stephen Hawking - المولود سنة 1942، و توفي سنة 2018 - ؛ و هو عالم فيزياء نظرية إنجليزي، و عضو الجمعية الملكية للفنون، تلقّف هذا الشعار خصوم المؤلهة في الغرب على أنه نصر للعلم على التفكير العقلي المجرد، و أن العلم قد انتهى إلى الإستقلال لنفسه بحقّ معرفة الوجود و الحُكم عليه.

و غنيٌّ عن الإيضاح أن الفلسفة لا يمكن أن تموت ليبقى العلم؛ لسبب ظاهر!! و هو أن العلم لا يمكن أن يقوم دون قاعدة فلسفية أُولى ينطلق منها؛ بل ينتج عنها العلم...

بل أقول : دعك من البحث المختبري، و الرصد الفلكي، و اعلم أنه لا يمكن للمرء أن يحُك رأسه إذا شعر بداعٍ لحكّه حتى يُسلم لمجموعة من مقررات فلسفية أُولى ليس للعلم الطبيعي فيها نصيب، و منها :

1- هل المعرفة ممكنة؛ أم أن الشكوكية هي الحق في عدم إمكان إدراك الحقيقة ، و إذا : هل العلم الصادق بالشعور البغيض الذي يستدعي اليد للحكّ ممكن أم لا؟!

2- هل الوجود الخارجي - جلدة الرأس و اليد بأظافرها - حقيقة موضوعية، و لذلك يجب حكّ الرأس لِكفِّ الشعور البغيض، أم لا حقيقة خارج الدماغ - و هي المشكلة الفلسفية القديمة في أمر وجود عالَم خارج أذهاننا -؟!

3- هل الحواس العب تنقل لنا هذا الإحساس البغيض جديرة بالتصديق؟!

4- هل آلة العقل التي تفسر الشعور بأنه بغيض؛ جديرة بالتصديق؟!

5- هل يجب الوثوق في قانون السببية بما يدفع المرء إلى تحريك يده فوق رأسه حتى يتمكن من حكّ فرْوته استجابة لداعي الحك؟! أم أن السببية وهم من آثار التكرار و التعاقُب كما يقول < هيوم >؟!

6- هل الشعور البغيض هو الشعور البغيض؛ أي : هل علينا أن نثق في قانون الماهية؟!

7- هل الشعور البغيض ليس غير الشعور البغيض؛ و لذلك فإزالة الشعور البغيض تكون بغياب الشعور البغيض - و هذا قانون عدم التناقض الذي يحاول بعض الكموميين إنكاره -؟!

8- الشعور البغيض : إما أن يوجد أو لا يوجد، و لا يوجد خيار ثالث، و هذا هو قانون الثالث المرفوع؛ إذ إن الشيء إما أن يوجد أو لا يوجد، و لا يوجد خيار ثالث، أم إنه علينا أن نبحث في خيار ثالث؛ و رابع؟!

9- إشكالية اختيار الرأي؛ أو ما يُعرف ب < Doxastic voluntarism > .. هل للإنسان قدرة على اختيار أفكاره، أم هو مقُود قسرا إليها ؟! هل الوعي بالإحساس البغيض اختياري أم قسري؟!

و غير ذلك من المتبنيات الفلسفية التي لا سبيل لأن تحُك رأسك قبل أن تقبلها أو ترفضها؛ علما أن هناك من يجادل اليوم في جميع المقولات الفلسفية السابقة التي لا تشك فيها أنت لحظة؛ و لذلك فإن التسليم لهذه المقررات ما عاد بدَهيا، على الأقل عند طائفة من فلاسفة الإلحاد الجديد؛ فكيف إذا يقوم صرح العلم الواسع على غير منظومة فلسفية أوسع و أرسخ؟!

الأمر باختصار : هو أن طائفة من العلماء الذين تشهد كتاباتهم بالعجلة في النظر - و على رأسهم Richard Dawkins و لورانس كراوس و ستيفن هاوكنغ - اقتحموا مجالا غير مجال تخصصهم؛ فجاءت اعتراضاتهم على الإيمان بالله مُغرقة في السطحية التي أحرجت عددا من الفلاسفة الملاحدة؛ حتى قال مايكل روز في مقاله < لماذا أعتقد أن رموز الإلحاد الجديد كارثة عظمى > : " إن كتاب < وهم الإله > لداوكنز لا يرتقي صاحبه لينجح به في مقرر < مدخل إلى الفلسفة > في الجامعة ".

إذا.. الميتافيزيقا مقدمة ضرورية لكل إبستيمولوجيا ، و الإبستيمولوجيا أساسية لكل بحث علمي تجريبي.

🍀 المصادر و المَراجع :

١- Michael Ruse, Why I think the New Atheists are a bloody disaster.

http://www.beliefnet.com/columnists/scienceandthesacred/2009/08/why-i-think-the-new-atheists-are-a-bloody-disaster.html

٢- لغز الحياة للدكتور مصطفى محمود

٣- براهين وجود الله في النفس و العقل و العلم ، للدكتور سامي عامري.

٤- استئناسا و ليس توثيقا : رواية أرض السافلين للدكتور أحمد خالد مصطفى .

614e07205a9ad

  • 0
  • 0
  • 55

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً