{ اللا أدرية - Agnosticism } مُنافقوا الإلحاد كما يمكن تسمية مُعتنقي هذا الفكر !! كلمة اللا ...

منذ 2022-06-03
{ اللا أدرية - Agnosticism }

مُنافقوا الإلحاد كما يمكن تسمية مُعتنقي هذا الفكر !!

كلمة اللا أدرية نفي للمعرفة في مبنى المصطلح؛ إذ أُلحق حرف ( a ) لنفي المعرفة كما في المصطلح اليوناني، و قد نحتَ هذه الكلمة الداريني الشهير، البيولوجي الإنجليزي توماس هكسلي - 1825-1895 م - اُشتهر بدفاعه الدوغمائي عن داروين و نظريته.
إذاً.. توماس هكسلي كان على القول بأن الأمور الميتافيزقية لا سبيل لإثباتها أو دحضها ، و إن كان استعماله لمصطلح - لا أدرية - وصفا لمنهج عدم الحسم في غياب الأدلة القاطعة، و ليس بالمعنى المستعمل اليوم في شأن الحكم في أمر وجود الله.

و اللا أدريون يرون أنه من الممتنع القول بوجود الله أو عدمه؛ فهم يُعلقون الحكم في هذا الموضوع؛ و لذلك لواحد من سببين :

١- إما لاستواء حجج الملحدين و المؤلّهة و امتناع الترجيح بينها.

٢- أو لاعتقادهم أن الإنسان غير مهيأ معرفيا لأن يجزم أو يرجح في هذا الموضوع؛ فطبيعة حدود المَلكة الذهنية بعيدة عن أن تتماسّ مع حدود التفكير في هذا الموضوع؛ و لذلك فالحكم في هذا الباب محالٌ عقلا.

و رغم أن اللا أدرية قد تُستعمل أحيانا مرادفة للشكوكية ( Skepticism ) ؛ إلا أن الشكوكية متعلقة تاريخيا - في الأغلب - بالشك في إمكان المعرفة بصورة كلية لا خصوص العلم بوجود الله، خاصة في شكلها اليوناني السّفسطي القديم، علما أن اللا أدرية مرتبطة أساسا بموضوع وجود الله لا المعرفة البشرية في عمومها.

يذهب عدد من أعلام الإلحاد في القرنين الأخيرين إلى نسبة أنفسهم إلى اللا أدرية عند تحقيق طبيعة معتقدهم؛ فهم يُقرون أنهم لا يعلمون إن كان الإله موجودا أم لا؛ لكن لا أدريتهم لا تتخذ صبغة الحياد المعرفي المطلق، و إنما تميل إلى كفة الشك في وجود الإله.
و من هؤلاء الفيلسوف برتراند راسل الذي قال في كُتيب بعنوان : ( هل أنا ملحد أم لا أدري ؟ ) : " كفيلسوف ، إذا كنت أتحدث إلى جمهور فلسفي بحت وجب عليّ القول : إنه يجب أن أصف نفسي بأنني لا أدري؛ لأنني لا أعتقد أن هناك حجة قاطعة يمكن للمرء أن يثبت بها أنه لا يوجد إله. من ناحية أخرى، إذا كان لي أن أنقل الإنطباع الصحيح إلى رجل الشارع؛ فإنني أعتقد أنه يجب علي أن أقول إني ملحد ؛ لأنه عندما أقول : إنه لا يمكن أن تثبت أنه لا يوجد إله ، يجب علي أن أضيف أنه لا يمكن أن تثبت أنه لا توجد آلهة هوميروس ".

و اللا أدريون في سيرهم العملي ملاحدة أو لادينيون، أو بعبارة اللا أدري ويليام سومرست موغام - ١٨٧٤ - ١٩٦٥ م-، الروائي البريطاني الشهير.
على أي.. اللا أدريون حسب عبارته : " النتيجة العملية للا أدرية هي أن تتصرف كما لو أنه لا يوجد إله ".

فاللا أدري حقيقة مطموس البصيرة منكوس الفطرة أكثر من الملاحدة أنفسهم، لأنه فِريته تنهار مع أول سؤال لصَبيٍّ :

و كيف دريتَ بأنك لا تدري؟!

🌿 المَواجع و المصادر :

1- Bertrand Russell, Last Philosophical Testament : 1943-68 / London, New York: Routledge, 1997,p: 91.

2- William Somerset Maugham, The partial view, London, 1954, p: 161.

3- لغز الحياة للدكتور مصطفى محمود

4- براهين وجود الله في النفس و العقل و العلم للدكتور سامي عامري.

5- رواية أرض السافلين - استئناسا - للدكتور أحمد خالد مصطفى.

614e07205a9ad

  • 0
  • 0
  • 866

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً