أقسام التبرك وحكم كل منها هناك كلمة دارجة بين الناس، وهي: على سبيل المثال، عندما نشتري أغراضا ...

منذ 2022-06-16
أقسام التبرك وحكم كل منها
هناك كلمة دارجة بين الناس، وهي: على سبيل المثال، عندما نشتري أغراضا أريها لأمي ونقول لها حتى تحصل البركة، أو مثلا: عندما ندعو أحدا للجلوس معنا فنقول له اجلس حتى تتبارك جلستنا، مع أنني أؤمن في قلبي أن الله هو الذي ينزل البركة، ولكن نفسي تراودني بأن هذا شرك، لأنني اعتقدت أن هناك من ينزل البركة غير الله، مع أنني لا أعتقد ذلك، ولكنها كلمة تخرج عفوية بسبب كثرة ما نسمعها؟
الجواب:
التبرك بالمخلوق نوعان:
النوع الأول: التبرك بالمخلوق من قبر أو شجر أو حجر أو إنسان حي أو ميت يعتقد فاعل ذلك حصول البركة من ذلك المخلوق المتبرك به، أو أنه يقربه إلى الله سبحانه ويشفع له عنده، كفعل المشركين الأولين، فهذا يعتبر شركاً أكبر، من جنس عمل المشركين مع أصنامهم وأوثانهم، وهو الذي ورد فيه حديث أبي واقد الليثي في تعليق المشركين أسلحتهم على الشجرة، واعتبر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك شركاً أكبر من المعلقين، وشبه قول من طلب ذلك منه بقول بني إسرائيل لموسى: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ).
النوع الثاني: التبرك بالمخلوق اعتقاداً أن التبرك به قُربة إلى الله يثيب عليها، لا لأنه يضر أو ينفع ـ كتبرك الجهال بكسوة الكعبة، وبالتمسح بجدران الكعبة ومقام إبراهيم والحجرة النبوية وأعمدة المسجد الحرام والمسجد النبوي ـ رجاء البركة من الله، فإن هذا التبرك يعتبر بدعة، ووسيلة إلى الشرك الأكبر.
إلا ما خصه الدليل، كالشرب من ماء زمزم، والتبرك بعرق النبي صلى الله عليه وسلم، وشعره، وما مس جسده، وفضل وضوئه صلوات الله وسلامه عليه، فإن هذا لا بأس به، لقيام الدليل عليه. هـ.
وبهذا يتبين أن ما سأل عنه السائل ليس من الشرك، فإنه يخبر عن نفسه بأنه يؤمن أن الله هو الذي ينزل البركة، وأن ذلك ليس لغير الله تعالى.
وأما حكم قول المرء لصاحبه: اجلس حتى تتبارك جلستنا ، فينبغي التحرز من مثل هذه الكلمات، كما ينبغي تحرير القائل لمقصوده منها: فهل مراده التبرك بذاته؟ فهذا لا يجوز، أو مراده التبرك بدعاء أخيه المسلم وما قد يترتب على جلسته من أعمال صالحة ـ كذكر الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك ـ فهذا مشروع من حيث الجملة.
  • 0
  • 0
  • 31

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً