لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. فعن جرير بن عبد الله قال: "سألت رسول الله ﷺ ...

منذ 2022-08-29
لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى وليست لك الآخرة.
فعن جرير بن عبد الله قال: "سألت رسول الله ﷺ عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري".
ولما رأى الفضل ينظر إلى امرأة وضيئة صرف وجهه إلى الشق الآخر.
فإذن مسألة غض البصر هي أساس العلاج؛ لأن المسألة في أولها، وهو أهون شيء النظر، أهون شيء في البداية النظر، قال العلاء بن زياد: "لا تتبع بصرك رداء امرأة؛ فإن النظرة تجعل في القلب شهوة".
وقال أحد الصالحين لابنه: "يا بني امش وراء الأسد والأسود" وراء الأسد والحية والثعبان "امش وراء الأسد والأسود، ولا تمش وراء امرأة".

نظر الرجل إلى محاسن المرأة سهم مسموم من سهام إبليس، والسهم المسموم إذا دخل السم ينتشر: "إياكم والنظرة؛ فإنها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة"، تزرع الشهوة في القلب.

وكان السلف رحمهم الله في غاية الحرص على غض البصر.
قال سفيان الثوري: كان الربيع يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق إطراقاً شديداً، حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العَمى.

وخرج حسان إلى العيد، فقيل له لما رجع: يا أبا عبد الله، ما رأينا عيداً أكثر نساءً منه، فقال: ما تلقتني امرأة حتى رجعت، وهو حسان بن أبي سنان لما خرج إلى العيد ورجع، قالت له امرأة: كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم؟ فلما أكثرت عليه، قال: "ويحك؛ ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك".

وكانوا يحاربون النظر، ويعتبرونه منكراً شديداً، وينهرون فاعله:
عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: "دخل عبد الله بن مسعود على مريض يعوده، ومعه قوم، وفي البيت امرأة، فجعل رجل من القوم ينظر إلى المرأة، فقال عبد الله: "لو انفقأت عينك كان خيراً لك" لو انفقأت عينك، وصارت مصيبة، واحتسبت عند الله كان خيراً لك من النظر، واستعمال البصر بالمعصية.

ثم إنه إذا كرره حصل في القلب زرع الفتنة، وذلك أمر يصعب قلعه؛ ولذلك لا بد من الحمية بسد باب النظر؛ فإنه إذا سده سهل بعد ذلك انحسار الأمر.
هذه القضية لا يكاد يطبقها اليوم إلا من رحم الله، غض البصر عن النساء.
وفي معنى النظر وصف المرأة حتى كأنه ينظر إليها، ولهذا نهينا عنه، فقال النبي ﷺ: لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها، وهذه أصل في سد الذرائع، وأن وصف المرأة لرجل الأجنبي عنها يؤدي إلى الافتتان بالموصوفة.
  • 0
  • 0
  • 77

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً