والملاحدة قليلو الأدب والذوق مع الله ومع الخلق, فمع أنهم يتجرؤن على أحكام الله فإنهم يسخرون من تلك ...

منذ 2022-12-15
والملاحدة قليلو الأدب والذوق مع الله ومع الخلق, فمع أنهم يتجرؤن على أحكام الله فإنهم يسخرون من تلك الأحكام ومن قائل تلك الأحكام, مع غباء شديد فى الفهم والشكل والنطق والبيان والتعبير حتى النفس الذي يخرجونه فيه غباء مستطير.

ومنهم من عاب القول وقصر فهمه عن مراد الله فعاب مراد الله, وفعل فعل الأقدمين من المتأولين صارفي النصوص عن معانيها التي وضعت لها أول مرة, فالحجاب عندهم المقصود به حجاب المرأة في صدر الإسلام, والحج عبادة وثنية, مع تعديل على كلام الرسول محمد ﷺ, وسب في الصحابة وطعن في رواتهم, حتى تسمع من الملاحدة من يقول إن الدين لا يستفاد منه بشئ وأن البشرية لم تتهذب بالدين الإسلامي بل هو معوق التنمية في الواقع, ومنهم من قال بل إنه لا يصلح لكل زمان ومكان.

هذا الإلحاد المعاصر مع كونه ظاهرة صحية في المجتمعات الإسلامية لأن قائليها يستترون وراء ما تأولوه من الحجاب وهو يدل على محبة من الشعوب لهذا الدين العظيم ولن يستطيعوا تلك المقالات إلا في المراقص والحانات الإلحادية التي تسمى اليوم صالونات فكرية لكنه يبقى إلحاد مستتر وله خطره على قطاع كبير ممن تأثروا بحضارة العالمين.

هذا الإلحاد المعاصر الطاعن في الدين هو الذي يطعن في الثوابت أولا ويسميها متغيرات واجتهادات وتراث وآراء فقهية وأوراق صفراء, والحق الحق أقول لكم إن القوم يكفرون بالقرآن ويرون حكم الإنجيل والتلمود وموروثات الفلاسفة والمناطقة أفضل منه.

قال الله تعالى: ﴿هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾, وتلك الآيات جاءت قبل آية الصراط المستقيم وهي رد على القدماء من أهل الزيغ والأهواء وهي بذاتها الرد على الملاحدة المعاصرين, هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ يقولون نعم, ويخرجون بعده الجهل الفاضح والغباء الواضح والعيب القادح في ذممهم وأخلاقهم ولا تجد ملحدًا عربيًا مؤدبًا بل لابد أن يكون ردئ القول والفهم والطبع والطلعة, والغريب أنهم يعتقدون أنفسهم على علم ويصرخون الآفاق أنهم ينيرون الطريق للأمم وهم الظلام والنَّحس للأمم, وهل ابتلانا الله بالكروب والمحن والوباء إلا بأمثال القوم, بل وصفهم الله تعالى باتباع الظن الذي هو ضد اليقين, ثم ختم الآية بوصفهم أنهم دجالون كذَّابون .

فهمًا لتلك العقليات العربية الملحدة وسوف تجد أنهم ملاحدة على غير طبائع الملاحدة الأصليين, وإن كان الكل على كذب في إلحاده ولكن تجد الملاحدة في غير المجتمعات العربية وصلوا إلى هذا الإلحاد من باب النصرانية وصلب المسيح لأنهم لما تفكروا في صلب الإله وكيف نال الإهانة على وجهه وضرب وشتم وصلب وتمكن منه الأعداء علموا أكذوبة الإله والصلب والرفع وأن هذا لا يمكن أن يكون دينًا يتعبدون به, ولكن الملحد العربي يعاين القرآن ويسمع ما فيه وهو بين يديه مع كتابات المفسرين العظماء له ثم يصدر بعده إلى الكذب وهو عين الوصف الذي طبع الله به على هؤلاء في تلك الآية, فهل فعلا لدى الملاحدة علم يتكلمون به؟ إنهم يركبون كلامًا لو خلع منهم الواحد رداءه تفكرًا وفهمًا بمفرده وبغير السرقة من كتب ومقالات الملحدة لن يستطيع إن يصل إلى شئ في طريق الإلحاد, ولا طريق الشبهات, والحق أن حتى في الإلحاد بلاده, والملحد كله بليد.

ثم قال الله تعالى بعد هذه الآيات المباركة: ﴿قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾, وهذا هو الحق أن الحجة ليست في مقالات الملاحدة العرب ولا عند غيرهم من ملاحدة الغرب, ولكني أخص العرب لأنهم ظاهرون في المجتمعات الإسلامية في الإعلام العربي كأنهم مادة الفيزياء والهندسة, كلما تكلم هؤلاء الملاحدة سمعت لهم أجيجًا كالنار المضرمة في الغابات وما هم إلا يخرصون كما وصف الله وتبين بعده الجهل والحقد الذي يصدر منهم, والله تعالى يخبرنا أن حجج وبراهين القوم مقطوعة ومشبوهة والحجة الحقيقة لله تعالى.

كتبه / إيهاب صلاح الدين

مصر - القلج
  • 1
  • 0
  • 41

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً