[ذم ما عليه بعض مدعو التصوف لشيخ الإسلام ابن قدامة] الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلم ...
منذ 2023-02-26
[ذم ما عليه بعض مدعو التصوف لشيخ الإسلام ابن قدامة]
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلم ..
ما تقول السادة الفقهاء - أحسن الله توفيقهم - فيمن يسمع الدف والشبابة والغناء ويتواجد، حتى أنه يرقص، هل يحل ذلك أم لا؟ مع اعتقاده أنه محب لله وأن سماعه وتواجده ورقصه في الله؟
وفي اي حال يحل الضرب بالدف؟ هل هو مطلق، او في حالة مخصوصة؟
وهل يحل سماع الشعر بالألحان في الأماكن الشريفة، مثل المساجد وغيرها؟
أفتونا مأجورين، رحمكم الله.
قال الشيخ الامام العالم الأوحد شيخ الإسلام، موفق الدين، أو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه:
الجواب وبالله التوفيق: ان فاعل هذا مخطئ ساقط المروءة، والدائم على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع، غير مقبول القول: ومقتضى هذا: أنه لا تقبل روايته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شهادته برؤية هلال رمضان، ولا أخباره الدينية.
وأما اعتقاده محبة الله عز وجل، فانه يمكن ان يكون محباً لله سبحانه، مطيعا له في غير هذا، ويجوز أن يكون له معاملة مع الله سبحانه، وأعمال صالحة في غير هذا المقام.
وأما هذا فمعصية ولعب، ذمه الله تعالى ورسوله، وكرهه أهل العلم، وسموه: بدعة، ونهوا عن فعله، ولا يُتقرب الى الله سبحانه بمعاصيه، ولا يُطاع بارتكاب مناهيه، ومن جعل وسيلته الى الله سبحانه معصيته، كان حظه الطرد والابعاد، ومن اتخذ اللهو واللعب دينا، كان كمن سعى في الارض الفساد، ومن طلب الوصول الى الله سبحانه من غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته فهو بعيد من الوصول الى المراد.
وقد روى أبو بكر الاثرم قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: " التغبير محدث "
وقال أبو الحارث: سألت ابن حنبل عن التغبير وقلت: إنه ترق عليه القلوب. فقال: " هو بدعة "
وروى غيره أنه كرهه، ونهى عن اسماعه.
وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي: سمعت الشافعي محمد بن ادريس يقول: " تركت بالعراق شيئاً يقال له التغبير، أحدثته الزنادقة، يصدون الناس به عن القرآن ".
وقال يزيد بن هارون: " ما يغبر إلا فاسق، ومتى كان التغبير؟ ".
وقال عبد الله بن داود: " أرى أن يضرب صاحب التغبير ".
والتغبير: اسم لهذا السماع، وقد كرهه الأئمة كما ترى.
ولم ينضم إليه هذه المكروهات من الدفوف والشبابات، فكيف به إذا انضمت إليه واتخذوه ديناً؟
فما أشبههم بالذين عابهم الله تعالى بقوله: (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) قيل المكاء التصفير، والتصدية: التصفيق.
وقال الله سبحانه لنبيه: (وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا).
ومن المعلوم ان الطريق الى الله سبحانه أنما تعلم من جهة الله تعالى بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى رضيه هادياً ومبيناً، وبشيراً ونذيراً، وأمر باتباعه، وقرن طاعته بطاعته، ومعصيته بمعصيته، وجعل اتباعه دليلاً على محبته، فقال سبحانه: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً)
وقال سبحانه: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شفيقاً على أمته، حريصاً على هداهم رحيماً بهم، فما ترك طريقاً تهدي إلى الصواب إلا وشرعها لأمته، ودلهم عليها بفعله وقوله، وكان أصحابه عليهم السلام من الحرص على الخير والطاعة، والمسارعة إلى رضوان الله بحيث لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا سابقوا اليها.
فما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته أنه سلك هذه الطريقة الرديئة، ولا سهر ليلة في سماع يتقرب به إلى الله سبحانه، ولا قال: من رقص فله من الأجر كذا، ولا قال: الغناء ينبت الإيمان في القلب، ولا استمع الشبابة فأصغى اليها وحسنها؛ او جعل في اسمتاعها وفعلها أجراً.
وهذا أمر لا يمكن مكابرته، وإذا صح هذا لزم ألا يكون قربة إلى الله سبحانه، ولا طريقاً موصلاً اليه، ووجب أن يكون من شر الأمور، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها".
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلم ..
ما تقول السادة الفقهاء - أحسن الله توفيقهم - فيمن يسمع الدف والشبابة والغناء ويتواجد، حتى أنه يرقص، هل يحل ذلك أم لا؟ مع اعتقاده أنه محب لله وأن سماعه وتواجده ورقصه في الله؟
وفي اي حال يحل الضرب بالدف؟ هل هو مطلق، او في حالة مخصوصة؟
وهل يحل سماع الشعر بالألحان في الأماكن الشريفة، مثل المساجد وغيرها؟
أفتونا مأجورين، رحمكم الله.
قال الشيخ الامام العالم الأوحد شيخ الإسلام، موفق الدين، أو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه:
الجواب وبالله التوفيق: ان فاعل هذا مخطئ ساقط المروءة، والدائم على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع، غير مقبول القول: ومقتضى هذا: أنه لا تقبل روايته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شهادته برؤية هلال رمضان، ولا أخباره الدينية.
وأما اعتقاده محبة الله عز وجل، فانه يمكن ان يكون محباً لله سبحانه، مطيعا له في غير هذا، ويجوز أن يكون له معاملة مع الله سبحانه، وأعمال صالحة في غير هذا المقام.
وأما هذا فمعصية ولعب، ذمه الله تعالى ورسوله، وكرهه أهل العلم، وسموه: بدعة، ونهوا عن فعله، ولا يُتقرب الى الله سبحانه بمعاصيه، ولا يُطاع بارتكاب مناهيه، ومن جعل وسيلته الى الله سبحانه معصيته، كان حظه الطرد والابعاد، ومن اتخذ اللهو واللعب دينا، كان كمن سعى في الارض الفساد، ومن طلب الوصول الى الله سبحانه من غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته فهو بعيد من الوصول الى المراد.
وقد روى أبو بكر الاثرم قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: " التغبير محدث "
وقال أبو الحارث: سألت ابن حنبل عن التغبير وقلت: إنه ترق عليه القلوب. فقال: " هو بدعة "
وروى غيره أنه كرهه، ونهى عن اسماعه.
وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي: سمعت الشافعي محمد بن ادريس يقول: " تركت بالعراق شيئاً يقال له التغبير، أحدثته الزنادقة، يصدون الناس به عن القرآن ".
وقال يزيد بن هارون: " ما يغبر إلا فاسق، ومتى كان التغبير؟ ".
وقال عبد الله بن داود: " أرى أن يضرب صاحب التغبير ".
والتغبير: اسم لهذا السماع، وقد كرهه الأئمة كما ترى.
ولم ينضم إليه هذه المكروهات من الدفوف والشبابات، فكيف به إذا انضمت إليه واتخذوه ديناً؟
فما أشبههم بالذين عابهم الله تعالى بقوله: (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) قيل المكاء التصفير، والتصدية: التصفيق.
وقال الله سبحانه لنبيه: (وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا).
ومن المعلوم ان الطريق الى الله سبحانه أنما تعلم من جهة الله تعالى بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى رضيه هادياً ومبيناً، وبشيراً ونذيراً، وأمر باتباعه، وقرن طاعته بطاعته، ومعصيته بمعصيته، وجعل اتباعه دليلاً على محبته، فقال سبحانه: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً)
وقال سبحانه: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شفيقاً على أمته، حريصاً على هداهم رحيماً بهم، فما ترك طريقاً تهدي إلى الصواب إلا وشرعها لأمته، ودلهم عليها بفعله وقوله، وكان أصحابه عليهم السلام من الحرص على الخير والطاعة، والمسارعة إلى رضوان الله بحيث لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا سابقوا اليها.
فما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته أنه سلك هذه الطريقة الرديئة، ولا سهر ليلة في سماع يتقرب به إلى الله سبحانه، ولا قال: من رقص فله من الأجر كذا، ولا قال: الغناء ينبت الإيمان في القلب، ولا استمع الشبابة فأصغى اليها وحسنها؛ او جعل في اسمتاعها وفعلها أجراً.
وهذا أمر لا يمكن مكابرته، وإذا صح هذا لزم ألا يكون قربة إلى الله سبحانه، ولا طريقاً موصلاً اليه، ووجب أن يكون من شر الأمور، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها".