606- بَلَغَنِي، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ، قَالَ: «لَا يَصْبِرُ عَنْ شَهَوَاتِ ...

منذ 2023-04-15
606- بَلَغَنِي، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ، قَالَ: «لَا يَصْبِرُ عَنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا إِلَّا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَشْغَلُهُ مِنَ الْآخِرَةِ» بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ، قَالَ: «مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا مَلَكَهَا، وَمَنْ رَغِبَ فِي الدُّنْيَا خَدَمَهَا
.
.
.
.
.
.
-446صغَار شَبيه بورق أسمطوريون وَله ثَمَر. وَهَذَا النَّبَات كُله أَبيض وَسَاقه وورقه وثمره يشبه الزّبد وَله أصل دَقِيق وَيجمع ثمره إِذا اسْتكْمل الْعظم وَذَلِكَ يكون فِي الصَّيف وَإِذا جمع جفف وخزن. الِاخْتِيَار: أجوده وأسلمه الْأَبْيَض يجب أَن تدق رُؤُوس الخشخاش من كل صنف طرياً ويقرص ويخزن وَيسْتَعْمل وأجود مَا يكون من صمغه مَا كَانَ كثيفاً رزيناً شَدِيد الرّيح مر الطّعْم هيّن الذوب لينًا أملس أَبيض وَلَيْسَ بخشن وَلَا محبب وَلَا يجمد إِذا ديف بِالْمَاءِ كَمَا يجمد الموم وَإِذا وضع فِي الشَّمْس ذاب وَإِذا قرب من لهيب السراج اشتعل وَلم يكن لَهُ مظلماً وَإِذا أطفىء كَانَت رَائِحَته قَوِيَّة وَقد يغش بِأَن يخلط بِهِ ماميثا أَو عصارة ورق الخسّ الْبري أَو بالصمغ. وَالَّذِي يغش بماميثا يصير زعفراني اللَّوْن والرائحة إِذا ديف وَالَّذِي يغش بعصارة الخس الْبري إِذا ديف كَانَت رَائِحَته ضَعِيفَة وَكَانَ خشن الملمس. وَالَّذِي يغشّ بالصمغ يصير لَونه صافياً وتضعف قوته. وَمن النَّاس من يبلغ بِهِ خبثه إِلَى أَن يغشه بشحم. وَقد قَالَ حَكِيم من حكماء اليونان: إِنَّه يَنْبَغِي أَن يُعْفَى من هَذَا الدَّوَاء وَمَا أشبهه من كَانَ بِهِ وجع الْعين أَو الْأذن لِأَنَّهُ يظلم الْعين ويثقل السّمع. وَقَالَ آدريوس الْحَكِيم: إِن الدَّوَاء لَوْلَا أَن يغش لَكَانَ يعمي من يكتحل بِهِ. وَقَالَ آخر: إِنَّمَا ينْتَفع بِهِ من الرَّائِحَة فَقَط لينوم وَأما فِي سَائِر الْأَشْيَاء فَهُوَ ضار. وَقد لعمري أَنهم غلطوا وخالفوا مَا يتعرف بالتجارب من قوّة هَذَا الدَّوَاء فَإِن مَا يظْهر مِنْهُ عِنْد التجارب يدل على حَقِيقَة مَا أخبرنَا من فعله. الطَّبْع: البستاني بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة وَالْأسود فِي الثَّالِثَة وَقيل إِلَى الرَّابِعَة. الْأَفْعَال والخواص: أَصْنَاف الخشخاش مبردة وَلَيْسَ فِيهِ تغذية يغتذى بهَا وَالْأسود مِنْهُ مغلظ مجفف والخشخاش البحري المقرن الَّذِي ثَمَرَته معقفة كقرن الثور جال مقطع شَدِيد الْجلاء وزهره الْبري مِنْهُ ينقي اً ثار قُرُوح عين الْمَوَاشِي. الأورام والبثور: قد تطلى أصنافه سوى البحري على الْحمرَة. الْجراح والقروح: ورق المقرن الساحلي نَافِع من القروح الوسخة وَيَأْكُل اللَّحْم الزَّائِد لجلائه ويقلع الخشكريثات وَكَذَلِكَ زهره وَلَا يصلح للقروح الظَّاهِرَة لفرط جلائه. والبري يتَّخذ مِنْهُ ضماد بالزيت على القروح فيقلعها. آلَات المفاصل: يطلى البحري مَعَ اللَّبن على النقرس فينفع وءإذا طبخ أصل الخشخاش الْبري فِي المَاء إِلَى أَن يذهب النّصْف وَسقي نفع من عرق النسا. أَعْضَاء الرَّأْس: منوم وخاصه الْأسود مِنْهُ مخدر يحْتَمل فِي الفتيلة فيرقد وَيمْنَع النزلة وَصَاحب السهر إِذا ضمد بِهِ جَبهته انْتفع بِهِ. وَكَذَلِكَ إِذا نُطل بطبيخه والزبدي مِنْهُ إِذا تقيء بِهِ شرباً بِقدر أكسوثافن مَاء القراطن انْتفع بِهِ المصروعون من جِهَة أَن ينقّي معدهم خَاصَّة. ودهنه مَعَ دهن الْورْد صَالح للصداع إِذا مرخ بِهِ الرَّأْس على أَن اجتنابه مَا أمكن أولى وَقد يقطر طبيخه فِي الْأذن الشَّدِيدَة الْأَلَم فيسكن وجعها. أَعْضَاء الْعين: الْعين: يسْتَعْمل الْبَارِد مِنْهُ فِي أوجاع الْعين الشَّدِيدَة عِنْد الضَّرُورَة
.
.
.
.
.
.
.
-331-حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: " بَلَغَنِي أَنَّ ذَا النُّونِ، يَعْلَمُ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ، فَخَرَجْتُ مِنْ مَكَّةَ قَاصِدًا إِلَيْهِ حَتَّى وَافَيْتُهُ فِي جِيزَةِ مِصْرَ، فَأَوَّلُ مَا بَصُرَ بِي وَرَآنِي وَأَنَا طَوِيلُ اللِّحْيَةِ وَفِي يَدِي رَكْوَةٌ طَوِيلَةٌ مُتَّزِرٌ بِمِئْزَرٍ وَعَلَى كَتِفَيَّ ِمِئْزَرٌ، وَفِي رِجْلِي نَامُوسَةٌ فَاسْتَشْنَعَ مَنْظَرِي، فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ ازْدَرَانِي وَلَمْ أَرَ مِنْهُ تِلْكَ الْبَشَاشَةَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا تَدْرِي مَعَ مَنْ وَقَعْتَ؟ قَالَ: فَجَلَسْتُ وَلَمْ أَبْرَحْ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُتُكَلِّمِينَ فَنَاظَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ فَاسْتَظْهَرَ عَلَى ذِي النُّونِ وَعَلَيْهِ، فَاغْتَنَمْتُ ذَلِكَ وَبَرَكْتُ بَيْنَ يَدَيْهِمَا وَاسْتَلَبْتُ الْمُتَكَلِّمَ إِلَيَّ وَنَاظَرْتُهُ حَتَّى قَطَعْتُهُ. ثُمَّ نَاظَرْتُهُ بِشَيْءٍ لَمْ يَفْهَمْ كَلَامِي، قَالَ: فَتَعَجَّبَ ذُو النُّونِ - وَكَانَ شَيْخًا وَأَنَا شَابٌّ - قَالَ: فَقَامَ مِنْ مَكَانِهِ وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيَّ وَقَالَ: اعْذُرْنِي فَإِنِّي لَمْ أَعْرِفْ مَحَلَّكَ مِنَ الْعِلْمِ وَأَنْتَ آثَرُ النَّاسِ عِنْدِي. قَالَ فَمَا زَالَ بَعْدَ ذَلِكَ يُجِلُّنِي وَيُكْرِمُنِي وَيَرْفَعُنِي عَنْ جَمِيعِ أَصْحَابِهِ حَتَّى بَقِيتُ عَلَى ذَلِكَ سَنَةً، فَقُلْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا أَسْتَاذُ أَنَا رَجُلٌ غَرِيبٌ، وَقَدِ اشْتِقْتُ إِلَى أَهْلِي وَقَدْ خَدَمْتُكَ سَنَةً، وَقَدْ وَجَبَ حَقِّي عَلَيْكَ وَقِيلَ لِي إِنَّكَ تَعْرِفُ اسْمَ اللَّهِ [ص:387] الْأَعْظَمَ وَقَدْ جَرَّبْتَنِي وَعَرَفْتَ أَنِّي أَهْلٌ لِذَلِكَ فَإِنْ كُنْتَ تَعْرِفُهُ فَعَلِّمْنِي إِيَّاهُ. قَالَ: فَسَكَتُّ ذُو النُّونِ عَنِّي وَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ وَأَوْهَمَنِي أَنَّهُ لَعَلَّهُ يَقُولُ لِي وَيُعَلِّمُنِي ثُمَّ سَكَتَ عَنِّي سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ يَوْمِ مَسْأَلَتِي إِيَّاهُ قَالَ لِي: يَا أَبَا يَعْقُوبَ أَلَيْسَ تَعْرِفُ فُلَانًا صَدِيقَنَا بِالْفُسْطَاطِ الَّذِي يَجِيئُنَا - وَسَمَّى رَجُلًا -؟ فَقُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ مِنْ بَيْتِهِ طَبَقًا فَوْقَهُ مِكَبَّةٌ مَشْدُودٌ بِمِنْدِيلٍ، فَقَالَ لِي: أَوْصِلْ هَذَا إِلَى مَنْ سَمَّيْتُ لَكَ بِالْفُسْطَاطِ. قَالَ فَأَخَذْتُ الطَّبَقَ لِأُوَدِّيَهُ فَإِذَا طَبَقٌ خَفِيفٌ يَدُلُّ عَلَى أَنْ لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الْجِسْرَ الَّذِي بَيْنَ الْفُسْطَاطِ وَالْجِيزَةِ قُلْتُ فِي نَفْسِي: ذُو النُّونِ يُوَجِّهُ إِلَى رَجُلٍ بِهَدِيَّةٍ وَهَذَا أَرَى طَبَقًا خَفِيفًا لَأُبْصِرَنَّ أَيَّ شَيْءٍ فِيهِ. قَالَ: فَحَلَلْتُ الْمِنْدِيلَ وَرَفَعْتُ الْمَكَبَّةَ فَإِذَا فَأْرَةٌ قَدْ قَفَزَتْ مِنَ الطَّبَقِ فَمَرَّتْ. قَالَ: فَاغْتَظْتُ وَقُلْتُ إِنَّمَا سَخِرَ بِي ذُو النُّونِ وَلَمْ يَذْهَبْ وَهْمِي إِلَى مَا أَرَادَ فِي الْوَقْتِ، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَيْهِ وَأَنَا مُغْضَبٌ فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ وَعَرَفَ الْقِصَّةَ، وَقَالَ: يَا مَجْنُونُ ائْتَمَنْتُكَ فِي فَأْرَةٍ فَخُنْتَنِي أَأَئتَمِنُكَ عَلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ، قُمْ عَنِّي فَارْتَحِلْ وَلَا أَرَاكَ بَعْدَ هَذَا "
.
.
.
.
.
..

60db7cc5b3763

  • 0
  • 0
  • 6

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً