-619-حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «الدُّنْيَا تُبَغِّضُ ...

منذ 2023-04-25
-619-حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «الدُّنْيَا تُبَغِّضُ إِلَيْنَا نَفْسَهَا وَنَحْنُ نُحِبُّهَا، فَكَيْفَ لَوْ تَحَبَّبَتْ إِلَيْنَا؟»
.
.
.
.
.
.
-472-
ما جاء في زهد أبي مسلم الخولاني وأخباره
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان، عن حميد بن هلال، أو غيره أن أبا مسلم الخولاني مر بدجلة -وهي ترمى بالخشب من مدها- فمشى على الماء، ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل تفقدون من متاعكم شيئًا فتدعوا اللَّه عز وجل."الزهد" ص 458..
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حُدثت عن محمد بن شعيب -يعني: ابن شابور، وعمرو بن واقد وغيرهما، عن بعض مشيخة أهل دمشق أن أبا مسلم الخولاني كان بأرض الروم، قال: فبعث الوالي سرية، ووقت لهم وقتًا، قال: فأبطئوا عن الوقت فأهم أبا مسلم إبطاؤهم، فبينا هو يتوضأ على شاطئ نهر وهو يحدث نفسه بأمرهم إذ وقع غراب على شجرة، فقال: يا أبا مسلم، أهممت بأمر السرية؟ فقال: أجل، فقال: لا تهتم؛ فإنهم قد غنموا وسلموا، وهم عندك في وقت كذا وكذا، فقال له أبو مسلم: من أنت يرحمك اللَّه؟ فقال: أنا أرتيائيل مفرح قلوب المؤمنين، قال: فجاء القوم في الوقت الذي ذكره على ما ذكره."الزهد" ص 468
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حُدثت عن محمد بن شعيب، عن بعض مشيخة أهل دمشق قال: أقبلنا من أرض الروم قفالا، فلما أن خرجنا من حمص متوجهين إلى دمشق مررنا بالمعبر الذي يلي حمص منها على نحو من أربعة أميال في آخر الليل، فلما سمع الراهب الذي في الصومعة اطلع إلينا، فقال: ما أنتم يا قوم؟ فقلنا: أناس من أهل دمشق أقبلنا من أرض الروم. فقال: هل تعرفون أبا مسلم الخولاني؟ فقلنا: نعم. قال: فإذا رأيتموه فأقرئوه السلام، وأعلموه أنا نجده في الكتاب رفيق عيسى ابن مريم -صلى اللَّه عليه وسلم-، أما إنكم إن كنتم تعرفونه لا تجدونه حيًا، قال: فلما أشرفنا على الغوطة بلغنا موته -رضي اللَّه عنه-."الزهد" ص 468 - 469
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حُدثت عن محمد بن شعيب، وسعيد بن عبد العزيز قال: قحط الناس على عهد معاوية رحمه اللَّه، فخرج يستسقي بهم، فلما نظروا إلى المصلى قال معاوية لأبي مسلم: ترى ما داخل الناس، فادع اللَّه. قال: فقال: أفعل على تقصيري، فقام وعليه برنس فكشف البرنس عن رأسه، ثم رفع يديه فقال: اللهم إنا بك نستمطر، وقد جئت بذنوبي إليك فلا تخيبني، قال: فما انصرفوا حتى سقوا، قال: فقال أبو مسلم: اللهم إن معاوية أقامني مقام سمعة، فإن كان عندك لي خير فاقبضني إليك، قال: وكان ذلك يوم الخميس فمات أبو مسلم رحمه اللَّه يوم الخميس المقبل.
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده، حدثت عن بعض ولد إسماعيل بن عبد اللَّه، عن أبيه ومحمد بن شعيب أيضًا، أن أبا مسلم الخولاني كان يدعو في النافلة: اللهم ارزق أبا مسلم طبيخًا، اللهم ارزق أبا مسلم زيتًا، اللهم ارزق أبا مسلم حطبًا، ويسأل فيها كل ما يريده.
"الزهد" ص 469
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا المغيرة، حدثنا ابن عياش، حدثني شرحبيل بن مسلم قال: كان أبو مسلم الخولاني إذا أتى خربة وقف عليها، ثم قال: يا خربة أين أهلك؟ ذهبوا وبقيت أعمالهم، انقطعت الشهوة وبقيت الخطيئة، ابن آدم، ترك الخطيئة أهون من طلب التوبة.
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني أن رجلين لقيا أبا مسلم الخولاني في منزله فقال بعض أهله: هو في المسجد، فوجداه يركع فانتظرا انصرافه وأحصيا ركوعه، فأحصى أحدهما أنه ركع ثلاثمائة، والآخر أربعمائة قبل أن ينصرف، فقالا: يا أبا مسلم كنا قاعدين خلفك ننتظرك، فقال: أما إني لو علمت مكانكما لانصرفت إليكما، ما كان لكما أن تحصيا علي صلاتي، وأقسم لكما أن كثرة السجود خير ليوم القيامة.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن كعب قال: حكيم هذِه الأمة أبو مسلم الخولاني.
"الزهد" ص 470
378 - ما جاء في زهد صلة بن أشيم وأخباره
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا هشام، عن الحسن قال: مات أخ لي فخرجنا في جنازته، فلما مد الثوب على القبر جاء صلة بن أشيم حتى رفع الثوب ثم قال: يا فلان:
فإنْ تَنْجُ مِنْها تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ... وإلّا فإنّي لا إخالُكَ ناجِيا
"الزهد" ص 257
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا ثابت البناني أن صلة بن أشيم كان في مغزى له ومعه ابن له، فقال: أي بني تقدم فقاتل حتى أحتسبك، فحمل فقاتل حتى قتل رحمه اللَّه، ثم تقدم فقتل فاجتمعت النساء عند امرأته معاذة العدوية فقالت: مرحبا إن كنتن جئتن لتهنيني فمرحبًا، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.
"الزهد" ص 257
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، أنبأنا يونس، عن الحسن
.
.
.
.
.
.
.
-373-
9723 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْفَهَانِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيَّ , يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ الرَّازِيَّ , يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ , يَقُولُ:" كُنْتُ فِي الطَّوَافِ وَإِذَا أَنَا بِجَارِيَتَيْنِ قَدْ أَقْبَلَتَا فَتَعَلَّقَتْ إِحْدَاهُمَا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَإِذَا هِيَ تَقُولُ:
[البحر الطويل]
أَمَا لِفَتَاةٍ جُرْدٍ وَالْهَجْرُ بَيْنَهَا ... وَبَيْنَ الَّذِي تَهْوَاهُ يَا رَبِّ مِنْ وَصْلِ
حَجَجْتُ وَلَمْ أَحُجَّ لِسُوءٍ عَمِلْتُهُ ... وَلَكِنْ لِتَعْذِيبِي عَلَى قَاطِعِ الْحَبْلِ
ذَهَبْتُ بِعَقْلِي فِي هَوَاهُ صَغِيرَةً ... فَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي فَرُدَّ بِهِ عَقْلِي
وَإِلَّا فَسَاوِ الْحَبَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَإِنَّكَ يَا مَوْلَايَ تُوصَفُ بِالْعَدْلِ
قَالَ: فَصِحْتُ بِهَا فَقُلْتُ: وَيْحَكَ أَمِثْلُ هَذَا الشِّعْرِ يُقَالُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَقَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا ذَا النُّونِ , فَلَوْ أَطْلَعَكَ الْخَبِيرُ عَلَى الضَّمِيرِ لَرَحِمْتَ مَنْ عَزَلْتَ بِمَرْوٍ بَيْتَ الْأُخْرَى فَقَالَتْ: يَا ذَا النُّونِ لَأَقُولَنَّ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا , ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:
[البحر الطويل]
صَبَرْتُ وَكَانَ الصَّبْرُ مَغَبَّةً ... وَهَلْ جَزَعٌ يَجْرِي عَلَيَّ فَأَجْزَعُ
صَبَرْتُ عَلَى مَا لَوْ تَحَمَّلَ بَعْضَهُ ... جِبَالُ مُرُودِي لَأَصْبَحَتْ تَتَصَدَّعُ
مَلَكَتُ دُمُوعَ الْعَيْنِ ثُمَّ رَدَدْتُهَا ... إِلَى نَاظِرِي فَالْعَيْنُ فِي الْقَلْبِ تَدْفَعُ
قُلْتُ: مِنْ مَاذَا يَا جَارِيَةُ؟ فَقَالَتْ مِنْ مُصِيبَةٍ نَالَتْنِي , لَمْ تُصِبْ أَحَدًا قَطُّ , قُلْتُ: وَمَا هَذِهِ الْمُصِيبَةُ؟ قَالَتْ: يَا ذَا النُّونِ , كَانَ لِي شِبْلَانِ يَلْعَبَانِ أَمَامِي , وَكَانَ أَبُوهُمَا ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِأَخِيهِ: يَا أُخَيَّهْ , أُرِيكَ كَيْفَ ضَحَّى أَبُونَا بِكَبْشِهِ؟ فَنَامَ أَحَدُهُمَا وَأَخَذَ الْآخَرُ شَفْرَةً فَنَحَرَهُ , وَهَرَبَ الْقَاتِلُ , فَدَخَلَ أَبُوهُمَا فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَكَ قَتَلَ أَخَاهُ فَهَرَبَ , فَخَرَجَ فِي طَلَبِهِ فَوَجَدَهُ قَدِ افْتَرَسَهُ السَّبْعُ , فَرَجَعَ الْأَبُ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ ظَمَأً وَجُوعًا , وَكَانَ لِي طِفْلٌ صَغِيرٌ , وَكُنْتُ أَطْبُخُ قِدْرًا فَغَفَلْتُ عَنْهُ فَأَصَابَ فَسَقَطَ الْقِدْرُ عَلَيْهِ فَمَاتَ حَرْقًا , قَالَ ذُو النُّونِ: فَلَمْ أَسْمَعْ بِشَيْءٍ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ"


60db7cc5b3763

  • 0
  • 0
  • 35

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً