السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد... قد ...

منذ 2023-07-05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد...
قد أرسل الله-سبحانه وتعالي-رسوله محمدًا-صلي الله عليه وسلم-بالحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا،بشيرًا لمن أطاع بالجنة ورضوان الله-سبحانه وتعالي-ونذيرًا لمن عصي الله-سبحانه وتعالي-وكفر به،ينذره عذاب الله،وينذره سخط الله-سبحانه وتعالى-.

الرسول-صلي الله عليه وسلم -كسائر الرسل-عليهم الصلاة والسلام-أُرسلوا مبشرين ومنذرين،فينبغي أن نسلك هذا المسلك،نبشر المطيعين وننذر العصاة،نبشر الذين يعملون الصالحات،نذكرهم بما أعد الله لهم،بما أعده الله لمن عمل صالحًا واستقام،وننذر كذلك العصاة ونحذرهم من عذاب الله-سبحانه وتعالي-.

فنحن نعلم يقينًا أن الجنة حق وأن النار حق،وهذا يهون علي الشخص كل الخطوب وكل المصائب،إذا علم أن الجنة حق وأن النار حق هانت عليه كل الخطوب وكل المصائب،وكما سمعتم سلفًا أن الله-سبحانه وتعالي-أثني علي عدد من أنبيائه بقوله:﴿إِنَّاۤ أَخۡلَصۡنَـٰهُم بِخَالِصَةࣲ ذِكۡرَى ٱلدَّارِ﴾ [ص ٤٦]،إذا قال:﴿وَٱذۡكُرۡ عِبَـٰدَنَاۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ أُو۟لِی ٱلۡأَیۡدِی وَٱلۡأَبۡصَـٰرِ﴾ [ص ٤٥]،أي الأقوياء العلماء،إِنَّاۤ أَخۡلَصۡنَـٰهُم بِخَالِصَةࣲ،أي ميزناهم بميزة وهي ذِكۡرَى ٱلدَّارِ،أي كثرة تذكر الدار الآخرة،فكثرة تذكر الدار الآخرة يهون عليهم المصائب،ويعاوضهم علي كل ما فاتهم في دنياهم،ويصبرهم علي بلاء الدنيا ونكد الدنيا وهموم الدنيا.

قال الله تعالي في كتابه الكريم أيضا:﴿...فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن یَخَافُ وَعِیدِ﴾[ق٤٥]،وقال:﴿فَأَنذَرۡتُكُمۡ نَارࣰا تَلَظَّىٰ(١٤)لَا یَصۡلَىٰهَاۤ إِلَّا ٱلۡأَشۡقَى(١٥)ٱلَّذِی كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ(١٦)وَسَیُجَنَّبُهَا ٱلۡأَتۡقَى(١٧)ٱلَّذِی یُؤۡتِی مَالَهُۥ یَتَزَكَّىٰ(١٨)وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُۥ مِن نِّعۡمَةࣲ تُجۡزَىٰۤ(١٩)إِلَّا ٱبۡتِغَاۤءَ وَجۡهِ رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ(٢٠)وَلَسَوۡفَ یَرۡضَىٰ(٢١)﴾.

فمن أصول اعتقاد أهل الإسلام،تذكر أن هناك نار،وأنها اُعدت للمجرمين العصاة ولأهل الكفر-والعياذ بالله-،واُذكّر بشئ مما ذكره الله تعالي في شأن هذه النار،واُذكّر بشئ مما ذكّر الله تعالي به في شأن هذه النار التي قال الله تعالي فيها:﴿فَأَنذَرۡتُكُمۡ نَارࣰا تَلَظَّىٰ﴾ [الليل ١٤].

أما عن النار-أعاذنا الله وإياكم منها-فقد قال الرسول-صلي الله عليه وسلم-¹:تعوذوا بالله من النار،فقالوا:نعوذ بالله من النار،قال تعوذوا بالله من النار فقالوا نعوذ بالله من النار،الحديث،هذا وقد وردت عن رسول الله-صلي الله عليه وسلم-عدة صيغ من صيغ التعوذ بالله من النار،فنسأل الله أن يعيذنا وإياكم منها،اللهم آمين.

أما عن اسماء النار،فلها جملة اسماء ذُكرت في كتاب الله وذُكرت في سنة رسول الله-صلي الله عليه وسلم-،فمن اسمائها النار والجحيم وسقر ولظي والسعير والحطمة والهاوية،هذه بعض أسمائها،ومن أسمائها كذلك سجين،فهي النار،الجحيم،الحطمة،سجين،الهاوية،سقر،السعير،هذه بعض اسماء النار،نعوذ بالله منها ومن أهلها.

هذا وعن صفتها والتذكير بها فقد قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-في شأن نار الدنيا كلها:(نارُكم الَّتي تُوقِدونَ جزءٌ مِن سبعينَ جزءًا مِن نارِ جَهنَّمَ) قالوا: يا رسولَ اللهِ إنْ كانَتْ لَكافيةً قال: (إنّها فُضِّلَتْ عليها بتسعةٍ وسِتِّينَ جزءًا)،ابن حبان (ت ٣٥٤)، صحيح ابن حبان ٧٤٦٢ • أخرجه في صحيحه ،فكل نار الدنيا التي نراها بما فيها النيران التي توقد لصهر الحديد التي تبلغ درجات حرارتها خمسة آلاف درجة،وغير ذلك،حتي النار المتولدة من القنابل النووية والذرية وغير ذلك.
_______
١- [عن زيد بن ثابت
بيْنَما النبيُّ ﷺ في حائِطٍ لِبَنِي النَّجّارِ، على بَغْلَةٍ له ونَحْنُ معهُ، إذْ حادَتْ به فَكادَتْ تُلْقِيهِ، وإذا أقْبُرٌ سِتَّةٌ، أوْ خَمْسَةٌ، أوْ أرْبَعَةٌ، قالَ: كَذا كانَ يقولُ الجُرَيْرِيُّ، فَقالَ: مَن يَعْرِفُ أصْحابَ هذِه الأقْبُرِ؟ فَقالَ رَجُلٌ: أنا، قالَ: فَمَتى ماتَ هَؤُلاءِ؟ قالَ: ماتُوا في الإشْراكِ، فَقالَ: إنّ هذِه الأُمَّةَ تُبْتَلى في قُبُورِها، فَلَوْلا أنْ لا تَدافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أنْ يُسْمِعَكُمْ مِن عَذابِ القَبْرِ الذي أسْمَعُ منه ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْنا بوَجْهِهِ، (((((((فَقالَ: تَعَوَّذُوا باللهِ مِن عَذابِ النّارِ قالوا: نَعُوذُ باللهِ مِن عَذابِ النّارِ)))))))، فَقالَ: تَعَوَّذُوا باللهِ مِن عَذابِ القَبْرِ قالوا: نَعُوذُ باللهِ مِن عَذابِ القَبْرِ، قالَ: تَعَوَّذُوا باللهِ مِنَ الفِتَنِ، ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ قالوا: نَعُوذُ باللهِ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ، قالَ: تَعَوَّذُوا باللهِ مِن فِتْنَةِ الدَّجّالِ قالوا: نَعُوذُ باللهِ مِن فِتْنَةِ الدَّجّالِ..
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ٢٨٦٧ • [صحيح]
  • 1
  • 0
  • 12

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً