كثير منا يغفل عن هذا الدعاء ------------------ عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : ...

منذ 2017-03-16
كثير منا يغفل عن هذا الدعاء
------------------
عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" يا فلان، إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فانك إن مت من ليلتك مت علي الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرا"
( متفق عليه )
وفي رواية في الصحيحين عن البراء قال : قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضؤك للصلاة، ثم اضطجع علي شقك الأيمن وقل: وذكر نحوه،
ثم قال: واجعلهن آخر ما تقول".
--------------------
في هذا الحديث ثلاث سنن مهمة مستحبة ، ليست بواجبة :
إحداها : الوضوء عند إرادة النوم ، فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء ; لأن المقصود النوم على طهارة ; مخافة أن يموت في ليلته ، وليكون أصدق لرؤياه ، وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه ، وترويعه إياه .
الثانية : النوم على الشق الأيمن لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ، ولأنه أسرع إلى الانتباه .
والثالثة : ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله .
--------------------------
ذكر الأطباء أن النوم علي الجانب الأيمن أفضل للبدن، وأصح من النوم علي الجانب الأيسر.
وذكرأيضا بعض أرباب السلوك والاستقامة، أنه اقرب في استيقاظ الإنسان، لأنه بالنوم علي الجانب الأيسر ينام القلب، ولا يستيقظ بسرعة، بخلاف النوم علي الجانب الأيمن، فإنه يُبقي القلب متعلقا، ويكون أقل عمقا في منامه فيستيقظ بسرعة.
----------------------
وفي هذا الحديث : أن النبي صلي الله عليه وسلم أمره أن يجعلهن آخر ما يقول، مع أن هناك ذكرا بل أذكارا أخرى عند النوم تُقال غير هذه، مثلا : التسبيح والتحميد، والتكبير، فيقول : سبحان الله ثلاثا وثلاثين، والحمد لله ثلاثا وثلاثين، والله اكبر أربعا وثلاثين، هذا من الذكر، لكن حديث البراء رضي الله عنه يدل علي أن ما أوصاه الرسول صلي الله عليه وسلم به أن يجعله آخر ما يقول.
---------------------------------------
وقد أعاد البراء بن عازب رضي الله عنه هذا الحديث على النبي صلي الله عليه وسلم، ليتقنه، فقال : "آمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت" فرد عليه النبي عليه الصلاة والسلام، وقال قل : "ونبيك الذي أرسلت" ولا تقل : "ورسولك الذي أرسلت".
قال أهل العلم : وذلك لأن الرسول يكون من البشر ويكون من الملائكة، كما قال الله عن جبريل : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِين (20) } [التكوير: 20،19]، وأما النبي صلي الله عليه وسلم فلا يكون إلا من البشر. فإذا قال : "ورسولك الذي أرسلت" فان اللفظ صالح، لأن يكون المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام، لكن إذا قال : "ونبيك الذي أرسلت" اختص بمحمد صلي الله عليه وسلم، هذا من وجه.
ومن وجه آخر: أنه إذا قال :"ورسولك الذي أرسلت" فإن فيه جزالة من حيث صنعة الكلام ، وفيه جمع النبوة والرسالة ، فإذا قال : نبيك الذي أرسلت، فإن هذا الأمر مع ما فيه من تكرير لفظ "رسول وأرسلت " جائز ولكن أهل البلاغة يعيبونه.
ووجه ثالث : أن دلالة هذا اللفظ علي النبوة من باب دلالة الالتزام، وأما إذا قال : "نبيك" فإنه يدل علي النبوة دلالة مطابقة، ومعلوم أن دلالة المطابقة أقوي من دلالة الالتزام.
ووجه رابع : أن هذا ذكر ودعاء ، فينبغي فيه الاقتصار على اللفظ الوارد بحروفه ، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف ، ولعله أوحي إليه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات ، فيتعين أداؤها بحروفها ، وهذا الوجه حسن.

58cadd2b1a767

  • -2
  • 3
  • 4,713

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً