" المشاكل الأُسرية .. و خَارِبات البُيوت " لمَّا كُنت في الثانوية كانت لي زميلة حديثةُ عهدٍ ...

منذ 2017-10-16
" المشاكل الأُسرية .. و خَارِبات البُيوت "

لمَّا كُنت في الثانوية كانت لي زميلة حديثةُ عهدٍ بالزواج تشكو لي من سُوء مُعاملة زوجها و التعدِّي عليها بالَّلفظِ و الضرب رُغم حملها !
نارٌ في قلبي كانت تُرشدني لأن أنصحها بـ " تطلَّقي " ! لكن سُبحان الذي ألهمني حينها بتصبيرها و إرشادها لصلاة القيام و الإكثار من الدُّعاء بنية الإفراج ، و برَّرتُ لها " لعلَّهُ ضغط عمل " !
لو أنَّها أرادت الطلاق لمَا فضفضت لي و سارعت بطلبه ، لكنَّها - ع الأغلب - أرادت من يُصبِّرها و يُعينها .
كلمة " تطلَّقي '' رُبَّما تكون حلًّا سهلًا لدى البعض ، لكن عواقبه قد تكون أسوأ ممَّا أُريد إصلاحه !
أستغرب من بعض الأخوات - أصلحهنَّ الله - إذا شُكي لهنَّ عن مشاكل زوجية يتسارعنَ بـ " تطلَّقي " مُتناسيات و مُتغافلات عن حال من طرحت شكواها و هل الطلاق مُناسب لها أو لا أم سيزيد الطين بلَّة !!
و لعلَّ أقرب مِثال ، حين تعلم الزوجة بزواج زوجها عليها تُنصح بالطلاق من بعض النساء و بعض الشُيوخ - سامحهم الله - يقولون لها اصبري و تحمَّلي و ستُؤجرين !
و لا الطلاق أو الصبر - بإطلاقهما دون تقييد - هو الحل الأمثل ، خاصةً لو كانت تملك أطفال !
بل لابُدَّ للمرأة أن تُحلِّل موقفها ..
ماذا لو تطلَّقتْ ، هل لها أبوين يدعمانها بالمال ؟ أو وظيفة ؟ هل ستستطيع حِماية أطفالها بألَّا يتأثروا ؟
و ماذا لو أبقتْ ع زواجها ، هل ستُحافظ ع نفسها من كيد النساء ؟ أتصبُر دون أن تُؤذي رُوحها ؟
من ينصح بالطلاق أو البقاء ع الفورِ قد لا يُدرك أنَّه يجُر المنصوحة لحافةِ الهاوية !
قد تتطلَّق و لا تجدُ من يدعمها أو تُفتن أو تُرهق نفسيًا و جسديًا في العمل !
و قد تبقى و يحزُّ في نفسها أو تنتقم من زوجها و زوجته !
و الخُلاصة يا أُختي ..
سواء كُنتِ مُتزوجة أو عزباء ، أي مُشكلة أُسرية تحدُث لكِ لا تُخرجيها من بيتكِ و بُوحي بها لربِّ العِباد القادر ع كُل شيء ، لا لعِباده الضُعفاء ! إلَّا إذا كُنتِ تثقين أنَّ من تحكين لهُ عندهـُ شيءٌ من الحِكمة و لن تجُرَّهُـ العاطفة لفعلٍ أو قولٍ خاطئ !
حفظَ الله بُيوتنا بالمودةِ و الودِّ و صنعنا ع عينهِ التي لا تنام❤
  • 0
  • 0
  • 52

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً