مرَّ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بـ قُريش عند البيت الحرام فـ طاف مرةً ثمَّ آذوه بكلامهم و ...

منذ 2017-10-16
مرَّ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بـ قُريش عند البيت الحرام فـ طاف مرةً ثمَّ آذوه بكلامهم و صبر عليهم و طاف ثانية فـ أعادوا الكرَّة و أعاد صبره لكن وجهه ظهر عليه الغضب كما نقل ذلك الصحابيّ الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه و عن أبيه - ، فـ طاف الثالثة ثمَّ قال : " تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ " ، فلم يتشجَّع أحد منهم أن يصفه بالسوء بل إنَّ أقواهم مكانًا ليقول : " انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، انْصَرِفْ رَاشِدًا، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولًا " .
( من حديث ابن حبَّان " ذِكر بعض أذى المُشركين رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عند دعوته إيَّاهم إلى الإسلام " في صحيحه )

رحمة النَّبي و جهادهِ المُشركين الذين آذوا الدِّين لا يتناقضان بل هما خيطٌ مُتصِّل ، فـ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد صبر ع آذاهم - في هذا الحديث - مرتين و هو من حُسن الدَّعوة التي أُمر بها فلمَّا لم ينتهوا عن فعلهم شدَّد عليهم و أغلظ و هو أيضًا ما أُمر به .

فـ السلميَّة الدَّائمة و السلَّام و التَّعايُش الذي يُنادي به البعض في وقتنا الحالي رُغم مُصاب المُسلمين من أعداء الدِّين ، و أخذ الكافرين بـ المحبة و التَّغاضي عن الولاء و البراء ؛ هو بلا أدنى شك لا يمُت لدين الإسلام بصلة بل و لا حتى قوانين الإنسانية تسمح بإهمال الشخص لروحه و تمنحه حق حمايتها !
كما أنَّ العداء الدَّائم و الجهاد ضدَّ الكافرين بلا تفريق لا يتوازى مع أُسس الدِّين التي أوحى بها الله لنبيه !

فـ دينُنا وسطيّ في كلِ أُموره ، لا إفراط و لا تفريط ، كما أخبر المولى عمَّا جبَل عليه أُمة محمد :
" وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " ، البقرة : 143 .
  • 0
  • 0
  • 109

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً