{ الطريق إلى حِفظ الخَواطر } -- "فإن قلت: فما الطريق إلى حفظ الخواطر؟ قلت: أسباب عدة: -- ...

منذ يوم
{ الطريق إلى حِفظ الخَواطر }


-- "فإن قلت: فما الطريق إلى حفظ الخواطر؟ قلت: أسباب عدة:

-- أحدها
العلم الجازم باطلاع الرب تعالى ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك.

-- الثاني
حياؤك منه.

-- الثالث
إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلقه لمعرفته ومحبته.

-- الرابع
خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر.

-- الخامس
إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته.

-- السادس
خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ويستعر شرارها فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله.

-- السابع
أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقى للطائر ليصاد به، فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.

-- الثامن
أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلًا.

-- التاسع
أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له، فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في ظلماته، فيطلب الخلاص منه فلا يجد إليه سبيلًا.

-- العاشر
أن تلك الخواطر هي وادي الحمقى وأماني الجاهلين، فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي.

-- كما أنَّ هذا معلومٌ في الخواطرِ النفسانية، فهكذا الخواطر الإيمانية الرحمانية، هي أصل الخير كلِّه. فإنَّ أرض القلب متى بُذِرَ فيها خواطرُ الإيمان والخشية والمحبة والإنابة والتصديق بالوعد ورجاءِ الثوابِ، وسُقِيَت مرَّةً بعد مرَّةٍ، وتعاهدها صاحبُها بحفظها ومراعاتها والقيام عليها، أثمرت له كلَّ فعل جميل، وملأت قلبَه من الخيرات، واستعملت جوارحَه في الطاعات"

[طريق الهجرتين وباب السعادتين] لابن القيم -رحمه الله-


إنفوغرافيك النبأ

6682761216a48

  • 0
  • 0
  • 2

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً